أحاديث و روايات (بقلم جيسس عبد الله)
---------------------------------------
مقدمة لابد منها:
ان علم الحديث و الرواية عندنا هو علم دقيق و مصنف علي أعلي مستوي و أنا أحزن حينما أسمع نصراني يقول لي لما أخبره بأن الحديث ضعيف أننا نضعف الأحاديث بالهوي
أقول لكل نصراني:
ان الجاهل بالعلوم يقول أكثر مما تقول بل و يسفه العلوم
و قد نسي النصاري أن عندهم كتب ضعيفة مثل انجيل برنابا و انجيل يهوذا و انجيل يعقوب الخ الخ فهل رفضوا هذه الكتب بالهوي؟
و لكي نبسط الامر علي النصاري في فهم جزئ بسيط من معاني الحديث الضعيف أضرب لهم هذا المثال:
لو مثلا جئت لنصراني و قلت له الحديث القادم
عن جورج عن أحمد عن بطرس عن يوحنا عن سمعان عن يسوع أنه قال( ما جئت لألقي سلاما)
بالطبع لما يسمع النصراني الحديث السابق سيقول هذا الحديث مكذوب لأن السند فيه شخص يسمي(أحمد) و احمد هذا ليس مسيحيا اذا وجوده في السند يجعل الأمر مريب حتي لو صح معني المتن.
مثال آخر علي الحديث الضعيف:
قال حسني مبارك قال حدثنا أنور السادات قال حدثنا جمال عبد الناصر قال حدثنا محمد علي باشا قال أن خورشيد باشا قال(انني سأذبحكم ذبح الكلاب)
هل الحديث السابق صحيح أم ضعيف؟
بالطبع حديث ضعيف لأن الدارس للحديث السابق سيعترض علي هذه الجملة(جمال عبد الناصر قال حدثنا محمد علي باشا)
فجمال عبد الناصر لم يكن موجودا في عصر محمد علي فكيف حدثه محمد علي؟
اذن فالحديث ضعيف
=========================================
الحديث الأول: يأتي عيسي حكما مقسطا
======================
حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ثم يقول أبو هريرة واقرءوا إن شئتم >
وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا
صحيح البخاري
3192 حديث رقم
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=0&Rec=5313
و الشبهة: أولا:يقول النصاري المدلسون أن عيسي ديانا للعالمين
ثانيا: يقولون أن كلمة (حكما) في الحديث تعني أنه هو الله لقوله تعالي في سورة الأنعام
أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)
----------
الاجابة
---------
أولا:
-------
دائما ما يتشبث النصاري بعيسي عليه الصلاة و السلام مع أن عيسي غير يسوع و نحن نطلب منهم البحث عن يسوع في القرآن أو في الأحاديث و دعوكم من عيسي لأنه لا يخصكم
لأن عيسي بن مريم بنت عمران
أما يسوع فهو بن ماريام بن عالي أو هالي أو يواقيم
عيسي نبي صالح و عبد من عباد الله
يسوع هو معبود عندكم و ليس نبي
عيسي لم يصلب و لم يموت
يسوع تم صلبه و مات
عيسي اسمه عيسي أما يسوع اسمه يسوع و قد يعترض البعض و يقول ان اسم يسوع هو ترجمة لاسم عيسي فاقول له ان الأسماء لا تترجم من لغة الي لغة فمثلا لو هناك شخص اسمه سعيد لا نترجمه في الانجليزيه الي هابي
و قد يقول البعض ان اسم يوحنا في الانجليزيه هو جونو أقول له ان الاسماء لا تترجم و لكنها قد تحرف من لغة الي لغة فيحونا في الانجليزيه اسم محرف الي جون
و مثلا لو أنت اسمك( تامر) و وجدت أحدهم يناديك باسم آخر مثلا (رامت) و قال لك أن هذا هو اسمك و لكن في الانجليزيه فسيكون ردك الفوري أن هذا ليس اسمك و أن هذا تحريف لاسمك.
------------
ثانيا:
-----------
لا يوجد أية أو حديث يقول أن عيسي بن مريم عليه الصلاة و السلام ديانا للعالمين.
فالديان هو الله وحده الذي تدين له العباد.
-----------------
ثالثا:
---------
هل كلمة (حكم) تدل علي أن عيسي هو الله؟
بالطبع لا لأن الله هو الحكم و ليس مجرد حكم و قد استشكل الأمر عند النصاري فظنوا أن الأية التي في سورة الأنعام دليل علي أن كلمة حكم تعني أنه هو الله و اليكم الأية
أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)
و لو كلف النصاري نفسهم و أمعنوا في الأية لوجدوا أن كلمة (حكما) في الأية المقصود بها غير الله لأنه قال(أَفَغَيْرَ اللَّهِ
و لما كان يقصد بكلمة (حكما) غير الله لذلك جاء بها نكرة فقال (حكما) للتحقير و لم يقل (الحكم) لأن الله وحده هو الحكم.
الحكم أبلغ من الحاكم؛ إذ لا يستحق التسمية بحكم إلا من يحكم بالحق، لأنها صفة تعظيم في مدح. والحاكم صفة جارية على الفعل، فقد يسمى بها من يحكم بغير الحق.
-----------
رابعا:
----------
الي كل من يعترض من لنصاري و يقول أن (حكم ) تعني أنه هو الله اليكم هذه الأية التي في سورة النساء
وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)
اذن كلمة (حكم) أطلقت أيضا علي المصلح من أهل الزوج و المصلح من أهل الزوجه فهل هؤلاء هم الله أيضا يا نصاري؟
خامسا:ألا تعرفون أن من يحكم مباريات كرة القدم يسمي (حكم) و أن من يحكم في أي رياضه يسمي (حكم) و أن القاضي يسمي (حكم) الخ الخ .
أما قول الكنيسة أن المسيح هو الله لما جاء بالحديث الشريف الذي شبه السيد المسيح أنه حكماً مقسطا نقول : حكم المباريات الرياضية يُطلق عليه "حكم" ، فهل نعبده ؟ وقد أنزل الله الرحمة في قلوبنا .. فهناك رئيس دولة عادل ، فهل وجب علينا عبادة هذا الرئيس لأنه عادل ؟
--------
خامسا:
-------------
: يكفي هذه الأية لتعبر عن موقف الاسلام ممن يعبدون المسيح
في سورة المائدة
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72)
و الأية جاءت بكلمة (المسيح) و لم تسميه أي لم تقول (المسيح عيسي) لأن الله يعلم أن النصاري قد يقولون أن مسيحهم اسمه (يسوع) اذن الأية لا تقصده لذلك سكت الله عن تسمية المسيح حتي يشمل أي اسم ممكن أن يسميه الناس للمسيح.
و اليكم أيضا الأية التي تليها حتي نري موقف الاسلام من الأقانيم
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)
و هنا أيضا قال الله (ثلاثة) و لم يأتي بالتمييز أي لم يقل( ثلاثة الهة) لأن النصاري سيقولون أن الأية لا تخصهم لأنهم لا يعبدون ثلاثة الهة لذلك قال الله (ثلاثة) و لم يأتي بتمييز حتي يكون النهي عن مجرد قول (ثلاثة) سواء أكنت تقصد تلاثة ألهة أو ثلاثة أقانيم الخ الخ .
و في سورة الاخلاص جاء ما يلي
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
و نحن نسأل النصاري : هل كانت أم يسوع تعرف أن الذي في بطنها هو ربها ؟
و هل كانت أم يسوع تعرف أن هذا الصغير الذي ترضعه و تنشف له و تنظفه أنه هو ربها؟
و في انجيل لوقاعندما غاب الصبى يسوع فى المعبد وهو فى الثانية عشر " وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم فى عيد الفصح" (2 : 41) ضل عنهما الطفل يسوع، وبعد ثلاثة أيام من البحث وجدا الصبى فى الهيكل جالسا وسط المعلمين فلما أبصراه إندهشا : " وقالت له أمه يابنىّ لماذا فعلت بنا هكذا. هو ذا أبوك وأنا كنّا نطلبك معذّبين" (2 : 48) فهل كانت أمه تعرف أنه هو الرب لما تغيب ؟
-------
سادسا:
--------------
هل مات المسيح عيسي بن مريم؟
قال بعض العلماء أنه مات و سيرجع الي الدنيا مرة أخري و لكن الاجماع علي أنه توفي و لم يمت و الوفاة في اللغة لا تعني الموت فقط و لكن تعني اكتمال أي شئ فاكتمال الرسالة هي وفاة و النوم نفسه وفاة و اليكم الأية القادمة الموجودة في سورة الأنعام
وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (60)
فكلمة يتوفاكم في الأية السابقة تعني النوم
فعن المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:"وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار"، قال: أمّا وفاته إياهم بالليل، فمنامهم وأما"ما جرحتم بالنهار"، فيقول: ما اكتسبتم بالنهار.
لذلك فان قوله تعالي في سورة ال عمران
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)
الوفاة هنا لا تعني الموت و لكن تعني اكتمال الرسالة أو تكون بمعني منيمك أو تكون بمعني قابضك أو تكون بمعني رافعك
فعن المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله:"إني متوفيك"، قال: يعني وفاةَ المنام، رفعه الله في منامه
و قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود:"إن عيسَى لم يمتْ، وإنه راجعٌ إليكم قبل يوم القيامة..
و الأثر السابق عن الحسن هو أثر مرسل ، خرجه السيوطي في الدر المنثور 2: 36 ، ونسبه لابن جرير وابن أبي حاتم ، وساقه ابن كثير في تفسيره 2: 150 بإسناد ابن أبي حاتم.
وقال آخرون: معنى ذلك: إني قابضك من الأرض، فرافعك إليّ، قالوا: ومعنى"الوفاة"، القبض، لما يقال:"توفَّيت من فلان ما لي عليه"، بمعنى: قبضته واستوفيته. قالوا: فمعنى قوله:"إني متوفيك ورافعك"، أي: قابضك
و عن علي بن سهل قال، حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر الورّاق في قول الله:"إني متوفيك"، قال: متوفيك من الدنيا، وليس بوفاة موت)
و عن الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن الحسن في قوله:"إني متوفيك"، قال: متوفيك من الأرض.
و عن ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير:"يا عيسى إني متوفيك"، أي قابضُك.
يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:"إني متوفيك ورافعك إليّ"، قال:"متوفيك": قابضك و قال:"ومتوفيك" و"رافعك"، واحدٌ قال: ولم يمت بعدُ، حتى يقتل الدجالَ، وسيموتُ. وقرأ قول الله عز وجل:"ويكلم الناس في المهد وكهلا"، قال: رفعه الله إليه قبل أن يكون كهلا قال: وينزل كهلا.
اذن فكلمة (متوفيك) تعني (رافعك) و الواو بينهم لتنويع المترادفات للتفسير و التأكيد كما تقول أنت (حلو و جميل) فكلمة حلو هي نفسها جميل و الواو بينهم أتت لتنويع المترادفات.
لذلك نفي الله عنه الصلب و أثبت الرفع اذن التوفي بمعني الرفع و جاء ذلك في سورة النساء
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)
علي أن هذا لا يجعلنا أن نغفل قول من قالوا أن معني (متوفيك ) هنا أي مميتك و اليكم البيان
فعن المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله:"إني متوفيك"، يقول: إني مميتك.
و أختلفوا هل (مميتك) هنا هي يوم أن رفعه الله و أنه سيحيا مرة أخري ليعود الي الأرض في آخر الزمان أم أنا (مميتك) تعني أن الله سيميته في آخر الزمان
و عن ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: والنصارى يزعمون أنه توفاه سبع ساعات من النهار، ثم أحياهُ الله.
وعن ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عمن لا يتهم، عن وهب بن منبه اليماني أنه قال: توفى الله عيسى ابن مريم ثلاثَ ساعات من النهار حتى رفعه إليه.
وقال آخرون: إذ قال الله يا عيسى إني رافعك إليّ ومطهِّرك من الذين كفروا، ومتوفيك بعد إنزالي إياك إلى الدنيا. وقال: هذا من المقدم الذي معناه التأخير، والمؤخر الذي معناه التقديم.
و حتي لو اعتبرنا أن عيسي قد مات و أنه سيرجع الي الدنيا مرة اخري فهذا لا يعني أنه مات مصلوبا لأن للموت اسباب كثيرة كما أن الله نفي عنه الصلب في سورة النساء
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159)
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا، قولُ من قال:"معنى ذلك: إني قابضك من الأرض ورافعك إليّ"، لتواتر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال، ثم يمكث في الأرض مدة ذكَرها، اختلفت الرواية في مبلغها، ثم يموت فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه.
فعن ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري، عن حنظلة بن علي الأسلمي، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليهبطنّ اللهُ عيسى ابن مريم حَكمًا عدلا وإمامًا مُقسِطًا، يكسر الصَّليب، ويقتل الخنزير، ويضَعُ الجزية، ويُفيضُ المالَ حتى لا يجد من يأخذه، وليسكنّ الرّوْحاء حاجًا أو معتمرًا، أو ليُثَنِّينَّ بهما جميعًا.
والحديث رواه أحمد في المسند: 7890 (ج 2 ص 290-291 حلبي) ، بنحوه ، مطولا ، عن يزيد ، وهو ابن هارون ، عن سفيان ، وهو ابن حسين ، عن الزهري ، عن حنظلة.
ورواه أحمد قبل ذلك ، مختصرًا: 7271 ، عن سفيان ، وهو ابن عيينة. و : 7667 ، عن عبد الرزاق ، عن معمر - كلاهما عن الزهري ، عن حنظلة.
ورواه أيضًا مختصرًا: 10671 (ج 2 ص 513) ، من طريق ابن أبي حفصة. و: 10987 (ج 2 ص 540) ، من طريق الأوزاعي - كلاهما عن الزهري ، عن حنظلة.
وهذه الرواية المختصرة عند أحمد - رواها مسلم 1: 356-357.
وروى أحمد معنى هذا الحديث مفرقًا في أحاديث ، من طرق عن أبي هريرة. انظر المسند: 7267 ، 7665 ، 7666 ، 9110 (ج 2 ص 394) ، 9312 (ص 411) ، 10266 (ص 482-483) ، 10409 (ص 493-494) ، 10957 (ص 538).
وذكر ابن كثير كثيرًا من طرقه ورواياته ، في التفسير 3: 15-16. وانظر أيضًا تاريخه 2: 96-101.
قوله: "أو ليثنين بهما"- هذا هو الصواب الثابت في المخطوطة ، والصحيح المعنى. ووقع في المطبوعة"أو يدين بهما"!! وهو تخليط لا معنى له.
-------------
سابعا:
----------------------------
ما معني قوله تعالي في سورة ال عمران
إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)
وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)
قلنا أن معني (كلمة منه) أي وعد منه لأن الكلمة هي وعد أو أن كلمة منه تعني أنه خلق بكلمة (كن) و الكلمة هنا لا تعني أن المسيح شئ معنوي بل هو مخلوق ذو جسد و لكن قد يطلق علي الشخص اسم معنوي اذا كان في علم الغيب و لم يأتي الي الحياة بعد
فمثلا النبي محمد هو بشارة عيسي فوقت أن أخبر عنه عيسي لم يكن محمد قد جاء بعد لذلك فهو حينها مجرد بشارة و كذلك فالمسيح وقت أن وعد الله بمجيئه لم يكن جاء بعد لذلك فهو وقتها مجرد وعد و كلمة من الله.
و قد يعني: بـ "الكلمة"، الرسالة التي أمرَ الله ملائكته أن تأتي مريم بها، بشارةً من الله لها، التي ذكر الله جل ثناؤه في قوله إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ ) [سورة آل عمران: 45]، يعني: برسالة منه، وبشارة من عنده.
و اختلفوا في معني (يكلم الناس كهلا) فقال البعض أن معني كهل هنا أي كبيرا ناضجا حيث أن المسيح رفعه الله عند سن 33 سنه فيكون معني الكهل هنا هو الكبر و لا تعني سن بعينه حيث أن عيسي كلم الناس و أتته النبوة بعد سن 30 سنه
و قال البعض أن كهلا هنا تعني أنه سيكلم الناس بعد نزوله الي الأرض في آخر الزمان حيث سيكون كهلا
قيل (الكهل) هو من جاوز الثلاثين و وخطه الشيب و قيل بل هو من بلغ الأربعين و عن ثعلبه في قوله تعالي (و كهلا) قال ينزل عيسي الي الأرض كهلا ابن ثلاثين سنه.
و عن بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:"ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين"، يقول: يكلمهم صغيرًا وكبيرًا.
و عن محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:"وكهلا ومن الصالحين"، قال: الكهلُ الحليم.
و عن يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، سمعته - يعني ابن زيد - يقول في قوله:"ويكلم الناس في المهد وكهلا"، قال: قد كلمهم عيسى في المهد، وسيكلمهم إذا قتل الدجال، وهو يومئذ كهلٌ.
ونصب"كهلا"، عطفًا على موضع"ويكلم الناس".
---------
ثامنا:
------------------
في سورة النساء جاء ما يلي
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172)
أول الأية يقول الله لهم (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ) و هنا يأمرهم الله ألا يغلوا في دينهم بجعل المسيح اله أو أقنوم و هذا حتي لا يفكر أحد أن كلمة (روح منه) تعني أنه هو ابن الله أو هو الله.
و (لا تغلوا في دينكم) اي لا تتجاوزوا الحدود فتعطوا للبشر حد أعلي من حده و تجعلوه الاها.
(روح منه) أي أن هذه الروح أي روح عيسي هي من الله أي من عند الله و ملكه و كل الناس روحها من الله و قد جاء في الكتاب المقدس ما يلي
أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله؟ [رسالة يوحنا الأولى: الإصحاح الرابع، عدد 1] فكل الأرواح من الله
لذلك قال تعالي عن آدم في سورة الحجر
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)
و حتي لا يعتقد النصاري أن الحرف (من) للتبعيض هنا أي أن روح عيسي بعض من الله نعطي لهم هذه الأية في سورة الجاثية
وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)
اذن الأية تقول أن كل ما في السماوات و الأرض جميعا(منه) و نكرر مرة أخري (منه) اي ملكه و من عنده و ليس بعضا منه.
و لذلك فان عبارة (روح منه) قد تحتمل عل وجهين المعني الأول هو أن هذه الروح جزئ من الله و هو ما يريده النصاري أما المعني الثاني و هو المقصود أن هذه الروح منه أي هو خالقها و هي ملكه و لذلك فان النصاري قد جعلوها علي المعني الذي يريدونه هم لذلك قال عنهم الله تعالي في سورة ال عمران
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)
اذن فالكلمة التي تحتمل معنيين يقوم أهل الزيغ و الضلال بتحويل معناها حسب ما يريدون و يتناسون كل الأيات الصريحة و الدلائل التي جائت عكس المعني الذي قالوا به
و لنأخذ مثال علي المتشابه هذا و الذي قد يحتمل معنيين
مثلا لو قلنا عبارة (اضطهاد النصاري) فهذه العبارة تحتمل معنيين المعني الأول أن يكون النصاري فاعل فيكون الذي يضطهد هم النصاري و المعني الثاني هو أن يكون النصاري مفعول فيكون النصاري هم المضطهدون و لذلك فعلينا أن لا نأول المتشابهات حسب أهوائنا.
و لننظر معا الي سورة أل عمران و فيها ما يلي
إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47)
هل لاحظتم في الايات السابقة (كذلك الله يخلق ما يشاء)؟ أي أن عيسي هو مخلوق و أن الكلمة مخلوقة و ليست كلمة خالقة
و هل لاحظتم (كلمة منه) أنها جاءت نكرة و انها كلمة واحدة من الله و هناك كلام لله كثير غيرهاو الدليل علي أن كلام الله لا يحصي ما جاء في سورة الكهف
قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)
اذن فكلمات الله كثيرة و ليست كلمة واحدة.
و هل لاحظتم عبارة(إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) أي أن الله أخبر عن معني (كلمة منه) و هي قوله (كن فيكون).
و نرجع مرة اخري الي قضية الغلو في الدين و قد حظر منها رسول الله
فعن الصَّالِحُ الْمُعَمَّرُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ السُّلَمِيُّ بْنُ الْمَوَازِينِيِّ , قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ بِمَنْزِلِهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِ مِائَةٍ , أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ حَسَنِ بْنِ صَصَرَى التَّغْلِبِيُّ , قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ , أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ , وَنَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُقَاتِلٍ السُّوسِيُّ , قَالا : أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ الْمِصِّيصِيُّ الْفَقِيهُ , أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدٌ , وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ ابْنَا الْحُسَيْنِ بْنِ سَهْلِ بْنِ الصَّيَّاحِ , بِبَلَدٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ , قَالا : أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الإِمَامُ , ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ , ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ , فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ " مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ , عَنِ الْحُمَيْدِيِّ, عَنْ سُفْيَانَ . فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا وَهُوَ طَرَفٌ مِنْ حَدِيثِ السَّقِيفَةِ .
اذا فقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع عمر رضي الله عنه يقول على المنبر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا: عبدالله ورسوله
ثم عقب الله بالأية 172 ليثبت أن المسيح عبد لله و ليس ابنا او ربا.
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله:"يا أهل الكتاب"، يا أهل الإنجيل من النصارى "لا تغلوا في دينكم"، يقول: لا تجاوزوا الحق في دينكم فتفرطوا فيه، ولا تقولوا في عيسى غير الحق، فإن قيلكم في عيسى إنه ابن الله، قول منكم
على الله غير الحق. لأن الله لم يتخذ ولدًا فيكون عيسى أو غيره من خلقه له ابنًا="ولا تقولوا على الله إلا الحق".
وأصل"الغلو"، في كل شيء مجاوزة الحده
وأصل"المسيح"،"الممسوح"، صرف من"مفعول" إلى"فعيل". وسماه الله بذلك لتطهيره إياه من الذنوب. وقيل: مُسِح من الذنوب والأدناس التي تكون في الآدميين، كما يمسح الشيء من الأذى الذي يكون فيه، فيطهر منه. ولذلك قال مجاهد ومن قال مثل قوله:"المسيح"، الصدّيق وقد زعم بعض الناس أنّ أصل هذه الكلمة عبرانية أو سريانية"مشيحا"، فعربت فقيل:"المسيح
وأما قوله:"وكلمته ألقاها إلى مريم"، فإنه يعني: بـ "الكلمة"، الرسالة التي أمرَ الله ملائكته أن تأتي مريم بها، بشارةً من الله لها، التي ذكر الله جل ثناؤه في قوله إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ ) [سورة آل عمران: 45]، يعني: برسالة منه، وبشارة من عنده.
و عن الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة:"وكلمته ألقاها إلى مريم"، قال: هو قوله:"كن"، فكان.
وقوله:"ألقاها إلى مريم"، يعني: أعلمها بها وأخبرها، كما يقال:"ألقيت إليك كلمة حسنة"، بمعنى: أخبرتك بها وكلّمتك بها.
و قيل:أن وجه تسمية عيسى بالكلمة أن الإرادة الإلهية العليا تمحضت فيه وخرقت له النواميس العامة للتوالد بين البشر، وشاء الله ان يكون فكان، والتعبير عن المفعول بالمصدر شائع في لغة العرب، فهو كلمة بمعنى متكلم به، كما في قوله تعالى:
"هذا خلق الله.." (سورة لقمان).
أي مخلوق الله.
وقد يأتي في لغة العرب الوصف بالمصدر بدلاً من اسم الفاعل أو صفة المشبهة للمبالغة، فيقال فلان علم وكرم أي عالم وكريم..
فالكلمة في حق عيسى أوفى وأجدر لأنه تكلم في المهد، فهو كلمة بمعنى متكلم ولاشك أن البشر جميعاً والكائنات كلها بإرادة الله وكلمته التكوينية "كن فيكون" لكن عيسى عليه السلام خص بكونه كلمة الله أو روح الله تشريفاً وتكريماً، فالإضافة على معنى الاصطفاء، كما في قوله تعالى:
"هذه ناقة الله لكم آية.." (سورة الأعراف).
وأما قوله:"وروح منه"، فإن أهل العلم اختلفوا في تأويله.
فقال بعضهم: معنى قوله:"وروح منه"، ونفخة منه، لأنه حدث عن نفخة جبريل عليه السلام في دِرْع مريم بأمر الله إياه بذلك، فنسب إلى أنه"روح من الله"، لأنه بأمره كان. قال: وإنما سمي النفخ"روحًا"، لأنها ريح تخرج من الرُّوح، واستشهدوا على ذلك من قولهم بقول ذي الرمة في صفة نار نعتها:
فَلَمَّا بَدَتْ كَفَّنْتُها، وَهْيَ طِفْلَةٌ... بِطَلْسَاءَ لَمْ تَكْمُلْ ذِرَاعًا وَلا شِبْرا وَقُلْتُ لَهُ ارْفَعْهَا إِلَيْكَ، وَأَحْيِهَا... بِرُوحِكَ، وَاقْتَتْهُ لَهَا قِيتَةً قَدْرَا... وَظَاهِرْ لَهَا مِنْ يَابِس الشَّخْتِ، وَاسْتَعِنْ... عَلَيْهَا الصَّبَا، وَاجْعَلْ يَدَيْكَ لَهَا سِتْرَا... [وَلَمَّا تَنَمَّتْ تَأْكُلُ الرِّمَّ لَمْ تَدَعْ... ذَوَابِلَ مِمَّا يَجْمَعُونَ ولا خُضْرَا]... فَلَمَّا جَرَتْ في الْجَزْلِ جَرْيًا كَأَنَّهُ... سَنَا البَرْقِ، أَحْدَثْنَا لِخَالِقِهَا شُكْرَا
وقالوا: يعني بقوله:"أحيها بروحك"، أي: أحيها بنفخك.
ديوانه: 176 ، واللسان (روح) ، والمزهر 1 : 556 ، وغيرها. هذا ، وليس في المخطوطة غير الأبيات الثلاثة الأولى ، وزادت المطبوعة ، بيتًا رابعًا ، لكن قبله في شعر ذي الرمة بيت ، فزدته من ديوانه ، ووضعته بين قوسين ، لأنه من تمام معنى الأبيات.
وقبل هذه الأبيات ، أبيات في صفة استخراج سقط النار من الزند بالقدح ، فلما اقتدحها كفنها كما ذكر في سائر الشعر. فقوله: "فلما بدت" ، أي بدا سقط النار من الزند الأعلى عند القدح ، "كفنها" ضمنها خرقة وسخة ، لم تبلغ ذراعًا ولا شبرًا ، وهي التي سماها"طلساء" ، لسوادها من وسخها. وكانت"طفلة" لأنها سقطت من أمها لوقتها فتلقاها في الخرقة التي جعلها لها كفنًا. وإنما جعلها"كفنًا": لها ، لأن السقط يسقط من الزند يزهر ويضيء حيًا ، فإذا وقع في قلب القطنة ، لم تر له ضوءًا ، فكأنه السقط قد مات. ولكنه عاد يتابع السقط حتى يحييه مرة أخرى فقال لصاحبه: "ارفعها إليك" ، أي خذها بيدك ، وارفعها إلى فمك ، ثم"أحيها بروحك" ، أي انفخ لها نفخًا يسيرًا ، "واقتته لها قيتة قدرًا" ، يأمره بالرفق والنفح القليل شيئًا فشيئًا ، كأنه جعل النفخ قوتًا لهذا الوليد ، يقدر له تقديرًا ، شيئًا بعد شيء حتى يكتمل.
ثم لما فرغ من ذلك ، ونمت النار بعض النمو ، قال له: "ظاهر لها من يابس الشخت" ، أي اجعل دقيق الحطب اليابس بعضه على بعض ، وأطعم هذا الوليد و"الشخت": الدقيق من كل شيء ، وذلك لتكون النار فيه أسرع. ثم يقول له: استقبل بها ريح الصبا ليكون ذلك لها نماء ، "واجعل يديك لها سترًا" ، أي: ليسترها من النواحي الأخرى حتى تضربها الصبا ، فلا تموت مرة أخرى.
ثم عاد فوصف نموها يقول: "ولما تنمت" وارتفعت ، "تأكل الرم" ، تأكل ما يبس من أعواد الشجر ، لم تدع بعد ذلك يابسًا ولا أخضر مما ظلوا يجمعونه لها ، وذلك حين استوت وبلغت أشدها. فلما رأوا النار تجري بعد ذلك في"الجزل" - وهو ما غلظ من الحطب ويبس - كأن ضوءها سنا البرق ، رفعوا أيديهم شكرًا للذي خلقهم وخلق النار.
وهذا شعر جيد مستقيم على النهج.
ومما يقيد هنا ، ما رواه السيوطي في المزهر ، عن أبي عبيد في الغريب المصنف أن الأصمعي قال: أخبرني عيسى بن عمر ، قال: أنشدني ذو الرمة: وَظَاهِرْ لَهَا من يَابِس الشَّخْتِ
ثم أنشد بعد هذا: مِنْ بَائِسِ الشَّخْتِ
قال أبو عبيد: فقلت له: إنك أنشدتني"من يابس الشخت"؟ فقال: اليبس من البؤس. قال السيوطي: وذلك إسناد متصل صحيح ، فإن أبا عبيد سمعه من الأصمعي.
وكان في المطبوعة: "جرت للجزل" و"لخالقها" ، وأثبت رواية الديوان.
وقال بعضهم يعني بقوله:"وروح منه" إنه كان إنسانًا بإحياء الله له بقوله:"كن". قالوا: وإنما معنى قوله:"وروح منه"، وحياة منه، بمعنى إحياءِ الله إياه بتكوينه.
وقال آخرون: معنى قوله:"وروح منه"، ورحمة منه، كما قال جل ثناؤه في موضع آخر وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) [سورة المجادلة: 22]. قالوا: ومعناه في هذا الموضع: ورحمة منه. قالوا: فجعل الله عيسى رحمة منه على من اتبعه وآمن به وصدّقه، لأنه هداهم إلى سبيل الرشاد.
وقال آخرون: معنى ذلك: وروح من الله خلقها فصورها، ثم أرسلها إلى مريم فدخلت في فيها، فصيَّرها الله تعالى روحَ عيسى عليه السلام
*ذكر من قال ذلك:
10855- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد قال، أخبرني أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب في قوله وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ )، [سورة الأعراف: 172]، قال: أخذهم فجعلهم أرواحًا، ثم صوَّرهم، ثم استنطقهم، فكان روح عيسى من تلك الأرواح التي أخِذ عليها العهد والميثاق، فأرسل ذلك الروح إلى مريم، فدخل في فيها، فحملت الذي خاطبها، وهو روح عيسى عليه السلام.
وقال آخرون: معنى"الروح" هنا، جبريل عليه السلام. قالوا: ومعنى الكلام: وكلمته ألقاها إلى مريم، وألقاها أيضًا إليها روح من الله. قالوا: فـ"الروح" معطوف به على ما في قوله:"ألقاها" من ذكر الله، بمعنى: أنّ إلقاء الكلمة إلى مريم كان من الله، ثم من جبريل عليه السلام.
-----------
تاسعا:
----------------------
وقد دلت الآيات الكريمة على أن نبي الله عيسى عليه السلام رفع من الأرض إلى السماء بروحه وجسده ، عندما أراد اليهود قتله وصلبه فلم يمكنهم الله منه ، ودلت كذلك على أنه سينزل إلى الأرض مرة أخرى في آخر الزمان علامة على قرب قيام الساعة.
وجاءت الأحاديث الكثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم – تؤكد هذا المعنى ، وتبينه بأفصح عبارة ، وأظهر بيان ، وأنه ينزل بمشيئة الله عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ، حاكماً بشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم – لا ناسخاً لها ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية فلا يقبل من الكفار إلا الإسلام ، ويفيض المال ، وتنزل البركات والخيرات .
لكن نسألكم هل ينزل عيسى برسالته؟ هل ينزل عيسى برسالة جديدة أم عن عيسى
ينزل نابع لمحمد صلى الله عليه وسلم.؟
كل الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم نقول إنه سينزل ويحكم بالكتاب وبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. هو لا يأتي بشرع جديد ولا بدين جديد وإنما يكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وكونه من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يفقده في ميزته لأنه رسول ومن أولي العزم من الرسل .
وهذا كما اخبر عليه النبي صلى الله عليه وسلم فهو حاكمٌ قائلٌ قائمٌ بدين محمد صلى الله عليه وسلم وبذلك لا يكون حكمه ناسخاً للإسلام ويكون حكمه حكماً جديداً. إنما حكمه بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ويصلي عيسى عليه السلام خلف المهدي المنتظر.
( فيكسر الصليب ويقتل الخنزير )
أي يبطل دين المسيحية بأن يكسر الصليب ويبطل ما تزعمه النصارى من تعظيمه
, ويستفاد منه تحريم اقتناء الخنزير وتحريم أكله وأنه نجس , لأن الشيء المنتفع به لا يشرع إتلافه .
وقال العلماء : الحكمة في نزول عيسى دون غيره من الأنبياء الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه , فبين الله تعالى كذبهم وأنه الذي يقتلهم , أو نزوله لدنو أجله ليدفن في الأرض , إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها . وقيل : إنه دعا الله لما رأى صفة محمد وأمته أن يجعله منهم فاستجاب الله دعاءه وأبقاه حتى ينزل في آخر الزمان مجددا لأمر الإسلام , فيوافق خروج الدجال , فيقتله , والأول أوجه . وروى مسلم من حديث ابن عمر في مدة إقامة عيسى بالأرض بعد نزوله أنها سبع سنين , وروى نعيم بن حماد في " كتاب الفتن " من حديث ابن عباس أن عيسى إذ ذاك يتزوج في الأرض ويقيم بها تسع عشرة سنة , وبإسناد فيهم مبهم عن أبي هريرة يقيم بها أربعين سنة , وروى أحمد وأبو داود بإسناد صحيح من طريق عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة مثله مرفوعا . وفي هذا الحديث " ينزل عيسى عليه ثوبان ممصران فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعو الناس إلى الإسلام , ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام , وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل وتلعب الصبيان بالحيات - وقال في آخره - ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون.
وجاء في " الدر المنثور في التفسير بالمأثور " للسيوطي ... أخرج أحمد وابن جرير عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويجمع له الصلاة، ويعطي المال حتى لا يقبل، ويضع الخراج، وينزل الروحاء فيحج منها أو يعتمر أو يجمعهما " قال: وتلا أبو هريرة { وإن من أهل الكتاب إلاَّ ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً } قال أبو هريرة: يؤمن به قبل موت عيسى.
كما جاء في " الدر المنثور في التفسير بالمأثور " للسيوطي ... أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وابن جرير وابن حبان عن أبي هريرة " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الأنبياء أخوات لعلات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد، وإني أولى الناس بعيسى بن مريم، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه خليفتي على أمتي، وأنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان ممصران، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الإسلام، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال، ثم تقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، وتلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم، فيمكث أربعين سنة، ثم يتوفى، ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه ".
وأخرج أحمد عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم، فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض، اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه، وله حمار يركبه عرض ما يبن أذنيه أربعون ذراعاً، فيقول للناس: أنا ربكم. وهو أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه ك ف ر مهجاة، يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب، يرد كل ماء منهل إلا المدينة ومكة حرمهما الله عليه، وقامت الملائكة بأبوابها ومعه جبال من خبز، والناس في جهد إلا من اتبعه، ومعه نهران أنا أعلم بهما منه، نهر يقول الجنة، ونهر يقول النار، فمن دخل الذي يسميه الجنة فهي النار، ومن دخل الذي يسميه النار فهي الجنة، وتبعث معه شياطين تكلم الناس، ومعه فتنة عظيمة، يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس، ويقتل نفساً ثم يحييه، لا يسلط على غيرها من الناس فيما يرى الناس، فيقول للناس: أيها الناس هل يفعل مثل هذا إلا الرب؟ فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام، فيأتيهم فيحصرهم فيشتد حصارهم، ويجهدهم جهداً شديداً، ثم ينزل عيسى فينادي من السحر فيقول: يا أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجل حي فينطلقون فإذا هم بعيسى، فتقام الصلاة فيقال له: تقدم يا روح الله، فيقول: ليتقدم إمامكم فليصل بكم، فإذا صلوا الصبح خرجوا إليه، فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء، فيمشي إليه فيقتله، حتى إن الشجرة تنادي: يا روح الله هذا يهودي فلا يترك ممن كان يتبعه أحد إلاَّ قتله ".
لهذا يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {والذي نفسي بيده لا يَسْمَعُ بي يَهُّودِيٌّ ولا نَصرَانيٌّ ثُمَّ لا يُؤمِنُ بي إلا دَخَلَ النَّار}
-------
عاشرا: و نختم بقول المسيح نفسه لما تكلم في المهد
فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34/سورة مريم
=========================
الحديث الثاني(تقبيل الرسول لسرة الحسن)
=========================
رأيت أبا هريرة لقي الحسن بن علي فقال له اكشف عن بطنك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل منه فكشف عن بطنه فقبله وفي رواية فقبل سرته
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح غير عمير بن إسحاق وهو ثقة - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/180
-------------------------------------------------
- كنت مع الحسن بن علي فلقينا أبو هريرة فقال : أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل قال فقال بالقميصة قال فقبل سرته
الراوي: عمير بن إسحاق - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 13/195
----------------------------------------------------------------------
- أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يقبل فقال : بقميصه, قال : فقبل سرته .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: حسن رجاله رجال الصحيح - المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1395
----
الاجابة
--------
وإن كان الحديث فيه مقال و لكن بفرض صحة الحديث، ما هو الإشكال في أن يقبل الرسول صلى الله عليه و سلم سرة الحسن أو الحسين؟؟؟
هل تعرفون من هو الحسن و من هو الحسين ؟
انهم أحفاد رسول الله عليه الصلاة و السلام و هما كانا صغيران
.===================================
الحديث الثالث(تقبيل الرسول لزبيبة الحسين)
===================================
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرج ما بين فخذي الحسين وقبل زبيبته
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/18
-------
الاجابة
--------------
أولا: ما معني كلمة (زبيبة) بضم الزاي؟
قيل الزب و الزبيبة هي ذكر الصبي و قيل بل (الزبيبة) هي القطعة البارزة من البدن
لذلك جاءت كلمة (زبيبة) في الأحاديث القادمة
من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله شجاعا أقرع ، له زبيبتان ، يطوقه يوم القيامة ، يأخذ بلهزمتيه - يعني بشدقيه - يقول : أنا مالك أنا كنزك . ثم تلا هذه الآية : { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله } . إلى آخر الآية .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4565
خلاصة الدرجة: [صحيح]
حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا شعبة قال حدثني أبو التياح عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل حبشي كأن رأسه زبيبة
ثانيا: اذن الزبيبة قد تكون هي السرة لأن السرة بارزة في الجسم و بذلك يكون معني الحديث هو ما ورد في الحديث الماضي
كنت مع الحسن بن علي فلقينا أبو هريرة فقال : أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل قال فقال بالقميصة قال فقبل سرته
الراوي: عمير بن إسحاق - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 13/195
و قد يعترض البعض و يقول و لكن هناك جملة تقول (
فرج ما بين فخذي) لأن الافراج ما بين الفخذين لا يكون بمعني تقليعه الملابس و لكن قد يكون مداعبة باثناء فخذيه عن بعضهما البعض
كما أن الحديث أصلا معلول فلا يحتج بهذه الجملة.
ثالثا: هل هذه الشبهة صحت عن النبي؟
هذه شبهة يطرحها النصارى وهى باختصار حول عدة أحاديث منها الضعيف ومنها الموضوع .
أما الأحاديث الموضوعة فيكفى بطلانها
وأما الضعيف فيقتصر على حديثين :
الأول : ورواه الطبراني من طريق قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فرج ما بين فخذي الحسين وقبل زبيبته.
وهو في المعجم الكبير للطبراني ج3/ص51
2658 حدثنا الحسن بن علي الفسوي ثنا خالد بن يزيد العرني ثنا جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فرج ما بين فخذي الحسين وقبل زبيبته
وأخرجه من طريق الضياء في الأحاديث المختارة ج9/ص555
وأخرجه ابن أبي الدنيا في العيال ج1/ص376 (مرسلا )
حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يفرج بين رجلي الحسين!(كذا في المطبوع) ويقبل زبيبته .
وأما الثانى : ففي سنن البيهقي الكبرى ج1/ص137
أنبأ أبو بكر القاضي وأ بو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن عمران حدثني أبي حدثني ابن أبي ليلى عن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى(لعل هنا عن أبيه) قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء الحسن فأقبل يتمرغ عليه فرفع عن قميصه وقبل زبيبته
أما تفنيد الحديث الأول : فهو من رواية قابوس بن أبى ظبيان.
قال صاحب كتاب الطبقا
عدل سابقا من قبل jesus_abdallah في 16th نوفمبر 2009, 12:33 pm عدل 6 مرات