----------------------------
شبهات حول الوحي
----------------------------------------
الشبهة الأولي
====================
1-قال تعالى :"فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك "هل النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده شك في الوحي الذي يجيئه ، ؟
-------------------------------
الرد:
====================
ان آيات القرآن أنواع كما قال ابن عباس رضي الله عنهما:
منها ما لا يحتاج إلى تفسير ولا تأويل.
ومنها ما يعرف باللغة.
ومنها ما يعرف بتفسير المفسرين.
ومنها ما لا يعلم تأويله إلا الله.
و إن كان هناك شك في تفسير آية، وجب الرجوع إلى كتب التفسير المعتمدة، مع ملاحظة أن يكون الإنسان عالما بهذا الشأن، مبتعدا عن الإسرائيليات والاجتهادات الخاطئة في التفسير.
وقول الله تعالى :"فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك " لا تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده شك في الوحي ، وهذا بعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل البعد.
فقد نفى الإمام ابن كثير ذلك ، ورأى أن المقصود تثبيت الأمة لأن صفته صلى الله عليه وسلم موجودة في كتبهم ، فقال في تفسير الآية:
قال قتادة بن دعامة: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا أشك ولا أسأل " . وكذا قال ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن البصري وهذا فيه تثبيت للأمة وإعلام لهم أن صفة نبيهم صلى الله عليه وسلم موجودة في الكتب المتقدمة التي بأيدي أهل الكتاب كما قال تعالى " الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل " الآية . ثم مع هذا العلم الذي يعرفونه من كتبهم كما يعرفون أبناءهم يلبسون ذلك ويحرفونه ويبدلونه ولا يؤمنون به مع قيام الحجة عليهم.انتهى
ويرى الإمام القرطبي أن النبي صلى الله عليه وسلم هو المخاطب ، ولكنه ليس المقصود من الخطاب ،بل المقصود من يشك في نبوته صلى الله عليه وسلم ، فقال :
الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد غيره ، أي لست في شك ولكن غيرك شك . قال أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد : سمعت الإمامين ثعلبا والمبرد يقولان : معنى " فإن كنت في شك " أي قل يا محمد للكافر فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ
أي يا عابد الوثن إن كنت في شك من القرآن فاسأل من أسلم من اليهود ، يعني عبد الله بن سلام وأمثاله; لأن عبدة الأوثان كانوا يقرون لليهود أنهم أعلم منهم من أجل أنهم أصحاب كتاب; فدعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن يسألوا من يقرون بأنهم أعلم منهم ، هل يبعث الله برسول من بعد موسى.
وقيل : إن الخطاب لمن لم يكذب الرسول ولا يصدقه ، فقال القتبي: هذا خطاب لمن كان لا يقطع بتكذيب محمد ولا بتصديقه صلى الله عليه وسلم ، بل كان في شك.
وحمل الشك على ضيق الصدر والعجلة لاستجابة الناس على أمر الله ، فجاء الأمر أن يسأل أهل الكتاب عن صبر الأنبياء قبله.
قال الإمام القرطبي:
وقيل : الشك ضيق الصدر ; أي إن ضاق صدرك بكفر هؤلاء فاصبر ، واسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك يخبروك صبر الأنبياء من قبلك على أذى قومهم وكيف عاقبة أمرهم.
والدليل عليه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما نزلت هذه الآية : ( والله لا أشك (
وخرج الإمام الطبري أن شك النبي ليس في الوحي، وإنما شكه في شك أهل الكتاب في نبوته ، فقال:
القول في تأويل قوله تعالى : { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك } يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فإن كنت يا محمد في شك من حقيقة ما أخبرناك وأنزل إليك من أن بني إسرائيل لم يختلفوا في نبوتك قبل أن تبعث رسولا إلى خلقه ، لأنهم يجدونك عندهم مكتوبا ويعرفونك بالصفة التي أنت بها موصوف في كتابهم في التوراة والإنجيل ; فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك من أهل التوراة والإنجيل كعبد الله بن سلام ونحوه من أهل الصدق والإيمان بك منهم دون أهل الكذب والكفر بك منهم.انتهى
والخلاصة أن قوله تعالى :" فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك " ليس المقصود منه شك النبي صلى الله عليه وسلم في الوحي، بل يقصد به شك من يشك في نبوته وإن كان الخطاب لرسول الله، أو شكه في أن أهل الكتاب لا يؤمنون به، أو الخطاب لمن لا يؤمن ولا يشك، أو أن الأمر لا يعدو إلا أن يكون مجرد ضيق صدر لعدم إيمان الناس، فأمره الله أن يسأل أهل الكتاب عن صبر الأنبياء على قومهم، وليس لم يشك النبي صلى الله عليه وسلم في الوحي الذي يتنزل إليه.
والله أعلم
===============================================================
بسم الله الرحمن الرحيم
----------------------
قوله في سورة يونس
{فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} (94) سورة يونس
قالوا أن معنى الآية أنه إن شك عليه أن يسألهم!
وقال الأنبا شنودة في رسالة (القرءان والمسيحية)
(ولم يقتصر القرآن على الأمر بحسن مجادلة أهـــل الكتاب بـــل أكثر من هـــذا : وضـــع القران النصارى في مركز الإفتاء في الـــدين.
فقال: (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك , فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) ( سورة يونس 94 )
وهذا من أعجب أقوال النصارى في هذا الشأن.
ولو أردتَّ دليلاً على جهلهم بمعاني الكلام ... فحسبك قولهم هذا.
وليس أضل ممن يقول أن النبي إن شك سأل أهل الكتاب.
فإنه لا يصح عند ذوي الأفهام أن يشك نبي أو رسول يأتيه الوحي، أو حتى مدع الوحي والنبوة...لا يصح عند العقلاء أنه لو قُدِّرَ شكُه أن يسأل الذين كفروا به، واتهموه بالكذب، وناصبوه العداوة.
فلا النبي يشك، لأنه نبي يتنـزل عليه وحي السماء. ولا الكاذب يشك لأنه يعلم حقيقة نفسه.
وقول الله (فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ..) ليس معناها عند من يفهم أساليب الخطاب في اللغة العربية أو في غيرها أن يسأل أهل الكتاب..
وليس مراد الآية حقيقة السؤال...
وإنما هو كقول الله لرسوله {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ} (211) سورة البقرة
ولم يقل أحد من الأولين ولا الآخرين ولا من عنده مسحة عقل أن معنى الآية أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم بني إسرائيل عن عدد الآيات البينات التي آتاهم الله!
ومعنى الآيات ظاهر، والمراد بيان كثرة ما أنزل الله على بني إسرائيل من آياته ونعمه.
فهو لم يرد في هذه الآية من رسوله أن يسأل، كما لم يرد في تلك كذلك أن يسأل.
وكقول الله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ} (11) سورة الصافات
وليس في معنى الآية أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم المشركين ويستفتهم أيهم أشد خلقاً، أو أن يقارن بينهم في البنية والقوة.
ولا في قوله سبحانه: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ} (149) سورة الصافات ليس في ذلك حقيقة السؤال، ولا أن يسألهم أو يستفتهم!
ولا المراد في قوله تعالى: {سَلْهُم أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ} (40) سورة القلم أن يسألهم النبي حقاً.
ولا المراد في قوله سبحانه {واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ ...} (163) سورة الأعراف حقيقة السؤال.
ولا في قول إبراهيم عليه السلام للكفار لما كسر أصنامهم { فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ} (63) سورة الأنبياء ............ أنه أراد منهم أن يسألوهم حقاً، لا يقول بذلك عاقل.
فالقول بأن المراد هو حقيقة السؤال لا يقوله عاقل...
وأيضاً هنا (فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ..) لم يعن حقيقة السؤال، وإنما أراد إعلان صدق ما أوحاه إلى رسوله، وإثبات سنته في الدعوات، وإقامة حجته عليهم، وأنهم يغلمون الحق الذي أنزل عليه، وإن أنكروه، وتقريرهم بنعمائه وفضله، ثم كفرهم بعد الذي جاءهم من العلم.
وقد تأمر ما لا يؤمر، وتسأل من لا يُسْأل، لأنك لا تعني نفس السؤال، ولا تريد من سؤالك جواباً: كقولك سل الأرض تخبرك، وسل السماء تنبئك.
وكقول الأول:
(سل الارض فقل من أجرى أنهارك وغرس أشجارك وجنى ثمارك فان لم تجبك حوارا أجابتك اعتبارا)
البيان والتبيين [ جزء 1 - صفحة 58 ]
وكقول أيوب (فاسأل البهائم فَتُعَلِّمَكَ وطيور السماء فتُخبرَكَ. أو كلم الأرضَ فَتُعَلِّمَكَ ويحدثك سمك البحر)
سفر أيوب 12: 7-8
وكقول أشعياء (اسمعي أيتها السموات وأصغي أيتها الأرض لأن الرب يتكلم...) 1: 2
فهو لن يسأل البهائم ولا طيور السماء ولن يسأل الأرض ولا سمك البحر، وإنما جاء الكلام لتقرير أن الأمر ظاهر بين لا شك فيه .. بل معلوم لدى البهائم والطيور، والبحر وسمكها، والأرض وما فيها، والخلق جميعاً.
هذا لو حملنا قوله سبحانه (فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ..) على أهل الكتاب، وإلا فإن وجهاً من وجوه التفسير التي يمكن حمل الآية عليها أنهم ليسوا المقصودين في هذه الآية.
فالآية لم يقل فيها الله فأسأل أهل الكتاب، ولا سل اليهود، ولا بني إسرائيل، وإنما قال: (فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ..)
وأول ما يفسر به القرءان هو القرءان نفسه...
ويكون المراد بالذين يقرؤون الكتاب من قبله رسل الله... كالذي في قوله تعالى {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ}
(45) سورة الزخرف
فالمراد بهم الرسل الذين أرسلهم الله ليقرؤوا الكتب للناس، وهي الرسالة، وليعلموهم ويزكوهم.. فهذه مثل تلك وبيان لها، فأمره بسؤال الرسل من قبله، كأمره هنا.
وليس المراد سؤالهم على الحقيقة، كما بينا لأنهم ماتوا وخلوا من قبل، وإنما إثبات وحدانية الرسالة، وأن الرسول على هدي من سبقه من المرسلين. وأن ما جاءه .. هو الذي جاءهم من قبله، وأن سنة الله في رسله واحدة، كقوله {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ ..}
(23) سورة السجدة
أي لقاءه على أصل التوحيد والنبوة والرسالة.
فالأنبياء والرسل يقرؤون الكتاب من قبله، وهو صلى الله عليه وسلم يقرأ الكتاب من بعدهم، وقد أوحى الله إليه أول ما أوحى (اقرأ).
فالرسل هم الذين يتلون آيات الله ويقرؤونها على الناس كقوله تعالى {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} (3) سورة الصافات
ومنهم الرسل
كما في "زاد المسير" تفسير سورة الصافات.
وذكره القرطبي عن الماوردي قال: التاليات ذكراً هم الرسل يتلون الذكر على أممهم.
وربما قيل: لو أراد الرسل لقال الذين قرؤوا الكتاب من قبلك، على الماضي، لا الذين يقرؤون الكتاب، فالمراد هنا أهل الكتاب الذين كانوا حاضرين الآية.
يقال: لو أراد أهل الكتاب الحاضرين الآية، أو الرسالة ما احتاج أن يقول (مِن قَبْلِكَ) لأنهم حضور. فقوله (مِن قَبْلِكَ) دل على من كانوا من قبله.
لكن المراد هنا "فاسأل الذين مهمتهم أنهم يقرؤون الكتاب، وهي وظيفة الرسل"،
وأيضاً الآية تعطي معنى الماضي لمن تدبر القرءان ، ويكون المعنى: فاسأل الذين (كانوا يقرؤون) الكتاب.
كما في سورة "هود {قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ}
(62)
أي ما كان يعبد آباؤنا..... ولم يقل (ما عبد آباؤنا)
وكقوله سبحانه في سورة سبأ عن سليمان: {.. وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (12- 13) سورة سبأ
فقال: من يعمل... ومن يزغ... يعملون.... يشاء ... نذقه... كلها في المضارعة ... أي هذا كان حكمه سبحانه.
بل وفعل الأمر كذلك... إعملوا آل داود شكراً.
كقوله {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (51) سورة المؤمنون...... والفعل فعل أمر، والرسل قد مضوا.
والله لا شك فيه، والقرءان يقول {... أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ...}
(10) سورة إبراهيم .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم (الذي يعي مراد ربه) أنه قال: (لا أشك ولا أسأل) لأنه لا شك في الحقيقة، ولا سؤال مأمور به في الحقيقة.
وقوله صلى الله عليه وسلم (لا أشك ولا أسأل) كقول آحاز عندهم (لا أطلبُ ولا أجربُ الرب) إشعياء7: 12 فإن آحاز قال له الرب: (أطلب لنفسك آية من الرب إلهك. عَمِّقْ طلبك أو رَفِّعْه إلى فوق) فقال: (لا أطلبُ ولا أجربُ الرب)
وإنما جاء الكلام على سبيل فرض المحال (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ )
( والمحال يصح فرضه لغرض )
البرهان في علوم القرآن [ جزء 2 - صفحة 243 ]
وسنقول بأن المراد أهل الكتاب وليس الرسل...
والمتدبر في الآية وخاتمتها يعلم أن الله لم يرد من رسوله أن يسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبله وإنما هو النهي عن سؤالهم.
فهو نهي في صورة الأمر.
فالنهي قد لا يأتي في صورة النهي، وقد يأتي في صورة الطلب والأمر، تشديداً للنهي عن الفعل وليس الدعوة إليه.
كقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كلامِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ )رواه البخاري.
فقوله (فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ) أمرٌ ...
لكنه أمرٌ غير مراد، بل المراد النهي عن الفعل والتحذير منه، وإنما جاء النهي بهذه الصورة تشديداً للنهي.
وكقول الله عز وجل {...فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ..} (29) سورة الكهف
كذلك ليس أمراً ...بل تهديدٌ ووعيد لمن أشرك...
ليس إباحة الشرك لمن أراده.
كقول العهد القديم عندهم في سفر حزقيال (أما أنتم يا بيت إسرائيل فهكذا قال السيد الرب اذهبوا اعبدوا كلُّ إنسانٍ أصنامه) ليس مراداً في حقيقته، وإنما المراد عكس ذلك فهو من باب التهديد والإنذار، لكن إيراد النهي في صورة الأمر أقوى من مجرد النهي، كجعل الأمر أو النهي في صورة الخبر أقوى من مجرد الأمر أو النهي.
ولا في قول المسيح ليهوذا لما دخله الشيطان .. (ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة)
يوحنا 13: 27
ولا يعني أنه يريد منه أن يسرع في الخيانة، أو أن يسرع في الإثم، ولو كان المراد حقيقة الأمر، لكان يهوذا بذلك طائعاً، إذ فعل ما أمره به سيده.
ومثال ورود النهي في صورة الخبر قول الله تعالى {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ...} (256) سورة البقرة فـ(هو إخبار في معنى النهي أي لا تتكرهوا في الدين)
تفسير الكشاف.
فقوله سبحانه (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ )
فهو النهي أشد ما يكون النهي عن سؤال أهل الكتاب، فقد علقه على ما لا يكون وهو الشك فيما أنزل إليه، فكأنه قال (إن شككت فيما أنزلناه إليك فليس أمامك إلا الضلال، أن تسأل أهل الكتاب ليكونوا مرجعك دون الله، فهل تصنع ذلك؟) ثم بين له أن الحق هو ما أنزله عليه فقال بعدها: { لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} (94) سورة يونس
فسؤالهم والرجوع إليهم هو الشك والامتراء.
فهذه الآية ليس فيها حجة للنصارى من أي وجه.
ثم...نزيد بياناً فنقول:
الشك منه صلى الله عليه وسلم محال...
وما تعلق بالمحال فهو محال.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح":
...تعليق الحكم بالشرط لا يدل على تحقيق الشرط، بل قد يعلق بشرط ممتنع لبيان حكمه.
قال تعالى {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ. وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ. وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.
ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (84 _ 88) سورة الأنعام
قال شيخ الإسلام "ابن تيميه":
فأخبر أنهم لو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون، مع انتفاء الشرك عنهم بل مع امتناعه، لأنهم قد ماتوا، ولأن الأنبياء معصومون من الشرك به.
.... وكذلك قوله (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ ...) لا يدل على وقوع الشك، ولا السؤال، بل النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن شاكاً، ولا سأل أحداً منهم، بل روى عنه أنه قال: (والله لا أشك ولا أسأل) أ.هـ.
فالشك من النبي محال، وما تعلق بالمحال فهو محال...
قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد: و(قد يتعلق الشرط بفعل محال ممتنع الوجود.... فيلزمه محال آخر)
وقال الزركشي في "البرهان": "كل أمر قد علق بما لا يكون فقد نفى كونه على أبعد الوجوه".
[البرهان في علوم القرآن، ج3 باب إخراج الكلام مخرج الشك]
وهو ما يعرف باستحالة مفردي الشرط كقول الله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} (81) سورة الزخرف وقوله {قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً } (42) سورة الإسراء.
وكذلك (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا)
الأول محال وهو أن يكون له ولد، فاستحال أن يعبد غير الله.
وفي الآية الثانية الشرط الأول محال وهو أن يكون مع الله آلهة أخرى ، فاستحال أن يبتغي أحد الغلبة على عرشه سبحانه. وكذلك الآية الأخيرة.
وكذلك قوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} (91) سورة المؤمنون
فهو أيضاً من باب فرض المحال... قال السيوطي في الإتقان: (ففرض إلهين فصاعدا محال لما يلزم منه المحال)
الإتقان [ جزء 2 - صفحة 360 ]
وسؤال الله لعبده ورسوله (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ..) كقول الله لعيسى عليه السلام : {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ ...} (116) سورة المائدة ..وقد علم جل ثناؤه أن عيسى لم يقل ذلك.
واستحال الشك من النبي صلى الله عليه وسلم، فاستحال أن يسأل من ضل وزاغ وصد عن سبيل الله وانتهت رسالته ولفساده في الأرض .....وهو ما يعرف في الأصول بانتفاء الملزوم لانتفاء اللازم.
بدائع الفوائد الجزء الأول.
ولذلك لما قال بعدها في السورة نفسها {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ ...} (104) سورة يونس ..
لم يقل فاسألوا الذين يقرؤون الكتاب، ولا اسألوا أهل الكتاب، ولا بني إسرائيل... لأن الخطاب كان للناس .. لا للنبي صلى الله عليه وسلم .... فالمعنى السابق لا يتحقق فيهم، فإنهم لن يعقلوا ما عقل النبي عن ربه، ولن يفهموا ما فهم النبي عن الله، وهو الذي يتـنـزل الوحي على قلبه، ولأنهم ربما حسبوا الأمر على ظاهره، وظنوا أن القرآن يدعوهم لسؤال أهل الكتاب، أو تحججوا بذلك وقالوا أمرنا القرءان بذلك، ... ولن يقولوا لا نشك ولا نسأل، بل هم في شك من الدين أصلاً " إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي " ،
{بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ} (66) سورة النمل
{أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ } ( سورة ص
والشك منهم حقيقي محتمل الوقوع، خلافاً للأنبياء، والقرآن لن يردهم إلى أهل الكتاب ... محالاً... فلم يقل فاسألوا أهل الكتاب... وإنما قال {.. فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (104) سورة يونس.
وكقوله سبحانه {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا ..} (23) سورة البقرة لم يقل فاسألوا أهل الكتاب، وإنما قال {.. فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (23) سورة البقرة.
والرسول ما سأل أهل الكتاب عن شيء، بل هم الذين كانوا يحتكمون إليه، وأمر الله رسوله أن يحكم بينهم أو يعرض عنهم على حسب ما يرى من المصلحة. وأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين ألا يسألوهم عن شيء فقال:
(لا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْدُوكُمْ وَقَدْ ضَلُّوا فَإِنَّكُمْ إِمَّا أَنْ تُصَدِّقُوا بِبَاطِلٍ أَوْ تُكَذِّبُوا بِحَقٍّ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ مَا حَلَّ لَهُ إلا أَنْ يَتَّبِعَنِي ) رواه الإمام أحمد فوصفهم بالضلال، وأمر الناس ألا يسألوهم بسبب ضلالهم، وخلطهم الحق بالباطل.
وأعلمهم أن موسى الذي أنزلت عليه التوراة وتلقوها منه وهم تابعوه لو كان حياً لكان تابعاً لمحمد صلى الله عليه وسلم.
وأيضاً في المسند قال: (والذي نفسي بيده لو أصبح فيكم موسى عليه السلام ثم أتبعتموه وتركتموني لضللتم إنكم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين)
------------------------------------------------------------
الشبهة الثانية
================
2-عن عمرو بن شرحبيل أن رسول الله صلعم قال لخديجة إذا خلوت سمعت نداء أن يا محمد يا محمد ... وقد خشيت أن يكون والله لهذا أمر ...وأني لأخشى أن أكون كاهنا أي فيكون الذي يناديني تابعا من الجن لأن الأصنام كانت الجن فيها وتخاطب سدنتها والكاهن يأتيه الجني بخبر السماء وفي رواية وأخشى أن يكون بي جنون أي لمسة من الجن فقالت كلا يا أبن عم ما كان الله ليفعل ذلك بك فوالله إنك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم ...
(*) السيرة الحلبية للإمام برهان الدين الحلبي باب بدء الوحي له صلعم.
فهل اعتقد النبي أن الذي يظهر له جن؟
---------------------------------
الرد
=================
-في بداية نزول الوحي كان النبي يظن ان الذي ظهر له اول مره هو من الجان حتي تبين أنه جبريل
و اي احد سيظهر له كائن غريب في مكان مهجور سيقول عنه جان
- و الجن في اللغة تعني كل متخفي فالملائكة أيضا جان لانهم مختفون عن أنظارنا
لذلك سمي الجنين جنينا لأنه يستتر داخل بطن أمه فاذا ولد فهو منفوس
و الجن أيضا علي الحية البيضاء
لذلك يقال جن عليه أي أستتر و تخفي.
- و طبعا بعد الظهور الأول لجبريل للنبي محمد خاف النبي محمد و هذه طبيعة البشر لما تري شيئا غريبا و لم يكن النبي محمد أول من فعل ذلك مع جبريل و لكن اقرأ الايات القادمه
في سورة مريم جاء ما يلي
فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18)
حتي مريم التي كانت سليلة بيت النبوه لما جائها جبريل خافت و استعاذت منه.
-تعالوا نتكلم عن موسي لما كانت بداية وحيه هل خاف ؟ أم لا؟
ورد في سورة النمل
إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10)
و في سورة طه ورد ما يلي
وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16) وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)
حتي موسي قد خاف في البدايه لما كلمه الله و ظن ان الذي يكلمه جان
- أما عن أمر ضم جبريل لسيدنا محمد ثلاث ضمات شديدات يوم أن قال له أقرأ فكان ذلك من أجل أن يحتضن النبي و من أجل أن يقوي من شكيمته لانه سيواجه مواقف صعبه.
-----------------------------------------------
الشبهة الثالثه
===============
هل كان النبي يصرع عندما ينزل عليه الوحي؟
===========================
روى أبن أسحق عن شيوخه أنه صلعم كان يرقي من العين وهو بمكة قبل أن ينزل عليه القران فلما نزل عليه القرآن أصابه نحو ما كان يصيبه قبل ذلك هذا يدل على أنه صلعم كان يصيبه قبل نزول الوحي ما يشبه الإغماء بعد حصول الرعدة ويغمض عينيه وتربد وجهه ويغط كغطيط البكر.
(*) السيرة الحلبية للإمام برهان الدين الحلبي باب بدء الوحي له صلعم.
الرد
=========
كان الوحى ينزل على رسول الله بطرق مختلفة وهذه الطرق هى :
1-الرؤيا الصادقة وكانت مبدأ وحيه
2- ما كان يلقيه الملك فى روعه من غير ان يراه كما قال النبى "ان روح القدس نفث فى روعى انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله واجملوا فى الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق عل ان تطلبوه بمعصية الله"
3-كان يتمثل له الملك رجلا فيخاطبه
4- ان يرى الملك فى صورته التى خلقه الله عليها
5- كلام الله له بلا واسطة وكان يوم المعراج
6- كان يأتيه فى مثل صلصلة الجرس وكان اشده عليه فيتلبس به الملك حتى ان جبينه ليتفصد عرقا فى اليوم الشديد الحر وحتى ان راحلته لتبرك به الى الارض اذا كان اكبها ولقد جاءه الوحى مرة كذلك وفخذه على فخذ زيد بن ثابت فثقلت عليه حتى كادت ترضها
وقد جرى النصارى فى الطعن بكيفية نزول الوحى مجرى المستشرقين الذين ظهروا فىا لقرن التاسع عشر فة وقت كانت الموضه ايامها الصاق تهمة الصرع والهوس بكل العظماء ولكى نفند هذا الاتهام لابد لنا من تعريف الصرع اولا والصرع هو"مجموعة من الامراض المميزة باضطرابات متكررة فى الوظائف العصبية للمخ نتيجة اضطراب مستوى الكهربية فى المخ"
epilepsy:"Group of diseases charaterized by paroxysmal changes in neurological function caused by abnormalities in the electrical activites of the brain"
each episoide is called seizure ,seizure may be convulsve or non convulsne
اى ان النوبات اما ان تصحبها تشنجات او لا تصحبها تشنجات
types of epilepsy:
1- focal(جزئيه ) وهو طبعا خارج الحسابات
2- status epilepcy وهو ايضا خارج الحسابات
3- primary generalized وهذا هو المقصود
a-grand mal (tonic- clonic) وهذا هو المقصود
b- petite mal(abscence seizers) مرفوض طبعا لأنه عبارة عن فقدان للوعى بدون تشنجات
c- myoclonic وهو مرفوض ايضا لأنه عبارة عن انقباض سريع للغاية يؤثر على الجسم كله
d- atonic وهو مرفوض ايضا لأنه عبارة عن فقدان للقوة الموضوعيه تحفظ وضع الجسم
e- infantile وكل عاقل يعرف انه مرفوض من اسمه
ولنبدأ بدراسة النوع الذى يشتبه فى كونه المقصود
Grand mal( tonic - clonic)
وهو يتكون من ثلاث مراحل :
1-preconvulsive:ماقبل التشنج
خلالها يشعر المريض بخوف بدون سبب
2- covulsive: مرحلة التشنج
وتنقسم الى اربع مراحل :
-aura مقدمة
وبها هلاوس سمعية وبصرية
والهلوسة تعريفها هو "احساس ذاتى خاص بالشخص بدون مؤثر خارجى"
halhusination :" subjective sensation without external stimulus."
-loss of conciousness فقدان الوعى
-tonic stage مرحلة الانقباض
وتكون مصحوبة بانقباض عضلات الجسم متضمنه عضلات التنفس وتكون مصحوبة بازرقاق لون الجسم
-clonic stage (convution) مرحلة التشنجات
وعادة يحدث ازرقاق للجسم وكسور وعض اللسان وتبول لا ارادى وصعوبة فى التنفس
3- post convulsive stage مرحلة ما بعد التشنج
وفى هذه المرحلة ينام المريض لمدة تصل الى تسع ساعات وبعدها يعانى من صداع شديد ونسيان وارتباك وارهاق واحيانا شلل كامل مؤقت
اذا على مستوى الصورة الاكلينيكية اما على مستوى اسباب الصرع فان اسباب الصرع تختلف باختلاف الاعمار وتنقم الى :
0-2 years infant
2-12 years child
12-18 years adolescent
18-35 years young adult
above 35 years old adult وهذا هو المقصود
وتتلخص اسباب الصرع فى هذا السن فيما يعرف ب cerebrovascular strock وهى تعرف على انها"فقدان للوعى بصورة جادة نتيجة لأنسداد احد الشرايين المغذية للمخ المتبوعة بشلل احد الاطراف او كلها"
وهى فى ابسط صورها تنتج عن شلل نصفى ز كما ان عدة نوبات من الصرع على مدى 23 عام بدون اى مضاعفات ككسور او عض اللسان او ما شابه شىء لا يصدق كما ان الموت فى هذه الحالات بدون علاج يحدث اثناء احدى النوبات
refrances :المراجع
======================
- cecil **** book of medicine
- taber cyclopedic medical dictionary
ويتضح من السابق ان التحليل العلمى لهذه الشبهة كفيل بتفنيدها ولكن بقى شىء هو ان الرسول لم يكن وحده الذى هوجم فقد هوجم بولس ايضا وارجعوا الى ما قاله جيرالد ميسادييه الذى تكلم عن العلاقات الحميمية التى جمعت بين بولس وكل من تيوثاثى واوينزيم الذين احبهما "وفقا للجسد "على حد قوله ز ولم يكن هو الوحيد فهناك العديد من الباحثين الذين تعرضوا لها ومنهم الاب الطبيب مارك اوريزون وخصوصا ان بولس تزوج من ابنه الحاخام ثم طلقها وهاجم الزواج بعد ذلك
فضلاً عن هذا فالصرع كان مرضًا معروفًا لعرب الجاهلية و لم يكن ليغيب عنهم كون رسول الله صلى الله عليه و سلم مصابًا به لو كان حقًا .
و الدليل على هذا رواية أم زفر الشهيرة في الصحيحين .. ففي صحيح البخاري كتاب المرضي حديث رقم 5220 :
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عِمْرَانَ أَبِي بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ .
و في صحيح مسلم كتاب البر و الصلة و الآداب حديث رقم 4673 :
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَا حَدَّثَنَا عِمْرَانُ أَبُو بَكَرٍ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ قَالَتْ أَصْبِرُ قَالَتْ فَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا .
قال الإمام النووي في شرحه للحديث : (( حَدِيث الْمَرْأَة الَّتِي كَانَتْ تُصْرَع وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الصَّرْع يُثَاب عَلَيْهِ أَكْمَلَ ثَوَاب )) .
و في مسند الإمام أحمد بن حنبل حديث رقم 3070 :
حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عِمْرَانَ أَبَا بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَأَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ لَكِ أَنْ يُعَافِيَكِ قَالَتْ لَا بَلْ أَصْبِرُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ أَوْ لَا يَنْكَشِفَ عَنِّي قَالَ فَدَعَا لَهَا .
فهذا كله فيه دليل على كون الصرع مرضًا معروفًا للعرب الجاهليين و لم يكن يخفى عليهم إصابة الرسول صلى الله عليه و سلم به لو كان كذلك خاصةً مع وجود العديد من الصحابة ثاقبي النظر المعروفين بالفراسة و دقة النظر و الذين لم تكن تخفى عليهم أدق الملاحظات كعمر بن الخطاب مثلاً .
-------------------------------------------
و آخر كلامنا أن الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام علي سيد المرسلين محمد.
الموضوع القادم بمشيئة الله هو حلقات ( أَيُّهَا الْحَائِرُ في الْقُرْأَنِ هَاكَ بَعْضُ ْبَيَانِ والله الْمُسْتَعَانُ) .
====================================================
عدل سابقا من قبل jesus_abdallah في 2nd أكتوبر 2009, 10:42 am عدل 2 مرات