الحمد لله والصلاة
والسلام على رسوله ومن والاه
هذه الشبهة تناولتها المنتديات السنية والشيعية ولا أحكى لك كم طار
الشيعة بها طيرا وصاروا يتشدقون على أهل السنة ويتهمونهم أنهم ينتقصوا من مقام
النبي صلى الله عليه وسلم لوجود هذه الروايات فى كتب الحديث وعلى رأسهم البخاري
الى آخر هذه التهم الباطلة .
خلاصة الشبهة (الموضع الذى طار به الشيعة فرحاً )
أن السيدة عائشة تزوجت الرسول بعمر الـ (18) سنة على
التقدير الصحيح, وليس (9) سنوات, وأن هذه الرواية التى أخرجها
البخارى ببساطة رواية فاسدة النص ومرتابة السند, لأنها تخالف الشرع والعقل
والأحاديث الصحيحة والعرف والذوق والعادة
كما تخالف بشدة
قصوى الخط الزمنى لأحداث البعثة النبوية, فلا يجب أن نجل البخارى ومسلم أكثر مما
نجل الرسول الكريم, فلنا أن نقبل ما رفضوه وأن نرفض ما قبلوه, فالإسلام ليس حكرا
على الفقهاء والمحدثين ولا على زمانهم فقط
لذا فإننا نستطيع
وبكل أريحية أن نستدرك على كل كتب الحديث والفقه والسيرة والتفسير, وأن ننقدها
ونرفض الكثير مما جاء بها من أوهام وخرافات لا تنتهى, فهذه الكتب فى النهاية محض
تراث بشرى لا يجب ولا ينبغى أن يصبغ بالقدسية أو الإلهية أبدا
فنحن وأهل التراث
فى البشرية على درجة سواء, لا يفضل أحدنا الآخر, فصواب أعمالهم لأنفسهم والأخطاء
تقع علينا.
انتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهت
إليك الرد المفحم ( وللأسف لن يطول فرح الشيعة )
الشبـــهـة
الأولــــــى
(يعتبر تزويج النساء بمثل هذا السنّ – تسع سنين – أمرٌ لم تعرفه
العرب من قبل. وكيف يعقل أن تتزوج فتاة في مثل هذا العمر! لذلك ، على من يدّعي أنّ
هذا مما عرفه العرب أو كانوا يقبلون به أن يثبت صحة قوله!)
لا يخفى على الجميع أنّ المخالف أنكر أصلاً
متفقٌ على صحته، لذا فإثبات خلاف المتعارف عليه أمر يقع على عاتق المخالف لإثبات
دعواه، كما يزعم، بأنّ زواج الفتاة في سنّ التاسعة أمرٌ لم تعرفه العرب من قبل!
لكنّنا، سنثبت الأصل فقط من باب التوضيح لإزالة هذه الشبهة من قلوب العامة، لا من
باب التوضيح للمخالف!
أولاً: اعلم،
رحمك الله ، أنّ المخالف اخطأ من جهتين. أما الأولى، فهي حين بنى ظنّه على أصل
العمر، بينما كان الأجدر به أن يعلم أنّ مسألة البناء بعد الزواج مبنية على أساس
البلوغ، حيث يعتبر سن التاسعة هو سنّ البلوغ للمرأة، الذي على أثره تعطى الفتاة
حكم المرأة. وقد علمنا أنّ عائشة رضي الله
عنها بلغت في سنّ التاسعة، لذا كان البناء عند ذلك السن ولم يكن قبله، وهذا أمر
مجمع عليه عند العلماء والعامة.
أما خطأه من الجهة الثانية حين ظنّ غرابة
تزويج المرأة البالغة في ذلك السن وأنّ ذلك مما لم تعرفه العرب. إن كان الأمر كما
يدعي مخالفنا فليأتنا بدليل واحد ولو ضعيف أنّ هناك من أنكر زواج المرأة في ذلك
السن! فقد تداول الخبر منذ أكثر من 1400 عام ومع ذلك لم نجد
أحداً من المسلمين أو حتى المشركين من انتقد
ذلك! مع العلم أنّ لو كان الأمر كما يدّعي المخالف لفرح أعداء الله بذلك واستعملوه
لمحاربة الرسول صلى الله عليه وسلم حينها!
ثانياً: أسوق
للقارئ الأدلة التي تثبت أنّ العرب عرفت هذا الأمر وأقرت به، وإن كان ما سبق يكفي
لإثبات صحة الأمر.
يكفينا دليلاً وعلماً أنّه لم ينكر أحد هذا
الزواج في مثل هذا العمر وهذا دليل على اعتبار مثل هذا الزواج عند العرب، ولو لم
يكن لنا إلا ذلك لكفى! لكننا سنقتبس ما يدل على اعتبار هذا السن في الزواج عند
العرب، فقد نُقل عن الشافعي قوله: "رأيت باليمن بنات تسع يحضن كثيراً"[sup][1][/sup] كما
نقل عنه قوله: "رأيت بصنعاء جدة بنت إحدى وعشرين سنة ، حاضت ابنة تسع وولدت
ابنة عشر"[sup][2][/sup].
كما نقل ابن الجوزي روايات مشابهة مثبتة
للأمر عن عباد بن عباد المهلبي الذي قال: "أدركت فينا – يعني المهالبة –
امرأة صارت جدة وهي بنت ثمان عشرة سنة، ولدت لتسع سنين ابنة فولدت ابنتها لتسع
سنين ابنة فولدت ابنتها لتسع سنين ابنة فصارت هي جدة وهي ابنة ثماني عشر سنة"[sup][3]
[1] سير أعلام النبلاء: 10\91
[2] سنن البيهقي الكبرى: 1\319
[3] التحقيق في أحاديث الخلاف: 2\267
عدل سابقا من قبل asd10 في 6th يناير 2010, 6:01 am عدل 2 مرات