رسالة إلى كل نصراني يرى أنه منصف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم ومن والاه أما بعد:
هذه رسالة أرفع بها راية الصدق في الكلمة، والإنصاف في الحكم، وادعوا النصارى أن يقفوا مع عقولهم وقلوبهم وأنفسهم وقفة يتلمسوا فيها الصدق والإخلاص، ويتجردوا فيها طالبين الاستعانة من الله الواحد الأحد الفرد الصمد أن يهديهم إلى الحق.
يقول الله تعالى: ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد [3] كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير ) [ 3 : 4 الحج ] .
أي: ومن الناس طائفة وفرقة، سلكوا طريق الضلال، وجعلوا يجادلون بالباطل الحق، يريدون إحقاق الباطل، وإبطال الحق.
فيخاصم في الله بأن ينسب إليه ما لا يليق بجلاله وكماله، كالذي يدعي له الأولاد و الشركاء ويقول إن القرآن أساطير الأولين، ويقول لا يمكن أن يحيِّ الله العظام الرميم.
ويا ليته كان جدالاً عن علم ومعرفة ويقين، ولكنه جدال " بغير علم " جدال التطاول المجرد من الدليل.
والحال أنهم في غاية الجهل، ما عندهم من العلم من شيء، فهولاء جادلوا في الله ذلك الجدال الباطل بغير مستند، من علم عقلي، ولا نقلي، وغاية ما عندهم، تقليد أئمة الضلال، من كل شيطان مريد، متمرد على الله - عز وجل – ورسله، معاند لهم، قد شاق الله ورسوله، وصار من الأئمة الذين يدعون إلى النار.
فهذا الصنف من الناس يجادل في الله بالهوى " ويتبع كل شيطان مريد " عاتٍ مخالف للحق متبجح ( كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير ) فهو حتم مقدور أن يضل تابعه عن الهدى والصواب وأن يقوده إلى عذاب السعير..
ويتهكم في التعبير فيسمي قيادته أتباعه إلى عذاب السعير هداية ! ( ويهديه إلى عذاب السعير ) فيا لها من هداية هي الضلال المهلك المبيد.
فهذا الذي يجادل في الله، قد جمع بين ضلال نفسه، وتصديه إلى ضلال الناس. وهو متبع، ومقلد كل شيطان مريد، ظلمات بعضها فوق بعض، ويدخل في هذا النصارى، فإن أكثرهم مقلدة, يجادلون بغير علم.
وهنا يجب عليك أن تسأل نفسك أيها النصراني
هل أنت تجادل في الله عن علم أم عن جهل؟
وهل أنت تملك شيء حقيقي، أم فقط تردد كلام أئمتك من القساوسة وغيرهم؟
وأريدك قبل أن تجيب عن هذا السؤال أن تقرأ هذه القاعدة التي أصلها أهل الإسلام بما يليق بجلال الله وكماله:
(كل كمال ممكن لا نقص فيه بوجه من الوجوه، فالله أولى به، وكل نقص تنزه عنه المخلوق، فالخالق أولى بالتنزه عنه).
ثم اسأل نفسك هل النصارى أعطوا الله حقه؟
فكانت هذه الرسالة مساعدة إلى كل نصراني لكي يقف هذه الوقفة التي سينبني عليها أمر الدنيا والآخرة.
والحمد لله رب العالمين