الْمبحث
الرابع: الحفاظ من الصحابة
كان
أصحاب النبي r يحفظون القرآن بسماعه منه، فهذه أم هشام بنت حارثة ابن
النعمان(55)
تحفظ سورة من القرآن من في رسول الله r:
عَنْ
أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَتْ: لَقَدْ كَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ
اللهِ r وَاحِدًا سَنَتَيْنِ أَوْ سَنَةً وَبَعْضَ سَنَةٍ، وَمَا أَخَذْتُ }
ق وَالْقُرْآنِ الْمجِيدِ {
،(56)
إِلاَّ عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اللهِ r ، يَقْرَؤُهَا كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ عَلَى الْمنْبَرِ إِذَا
خَطَبَ النَّاسَ.(57)
ومع
حرص أصحاب النبي r الشديد على تلقي القرآن منه وحفظه - كان r يشجعهم ويحثهم على تعلُّم القرآن وتعليمه:
عَنْ
عُثْمَانَ t عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ: خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ
وَعَلَّمَهُ.(58)
وكان
r يحرص أن يتعلم كل من التحق بدار الإسلام
بالْمدينة القرآن، فكان يختار لهم من يعلِّمهم:
عَنْ
عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ(59)
قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ r يُشْغَلُ، فَإِذَا قَدِمَ رَجُلٌ مُهَاجِرٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ
r دَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَّا يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ.(60)
ولقد
حفظ القرآن الكريم من الصحابة جمع كبير يصعب حصره، فقد ثبت في
الصحيحين أنه قتل في بئر معونة(61)
سبعون من القراء:
عَنْ
أَنَسِ t قَالَ: جَاءَ نَاسٌ إِلَى النَّبِيِّ r فَقَالُوا: أَنِ ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالاً يُعَلِّمُونَا
الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ. فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ سَبْعِينَ رَجُلا
مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ،
وَيَتَدَارَسُونَ بِاللَّيْلِ يَتَعَلَّمُونَ، وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالْماءِ فَيَضَعُونَهُ
فِي الْمسْجِدِ، وَيَحْتَطِبُونَ فَيَبِيعُونَهُ وَيَشْتَرُونَ
بِهِ الطَّعَامَ لأَهْلِ الصُّفَّةِ وَلِلْفُقَرَاءِ فَبَعَثَهُمُ النَّبِيُّ r إِلَيْهِمْ فَعَرَضُوا لَهُمْ فَقَتَلُوهُمْ.(62)
وروي
أنه قتل في وقعة اليمامة(63)
كثير من القراء، ويدل على ذلك قول عُمَرَ t : إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ
الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ
بِالْموَاطِنِ.(64)
قال
الحافظ في الفتح: وهذا يدل على أن كثيرًا مِمَّن قتل في وقعة
اليمامة كان قد حفظ القرآن، لكن يمكن أن يكون الْمراد أن مجموعهم جَمَعَهُ، لا أن
كل فرد جَمَعَهُ.(65)
وقد
عرف من قراء الصحابة كثيرون، منهم الخلفاء الأربعة، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، وعبد
الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبو موسى الأشعري، ومعاذ ابن جبل، وأبو زيد
الأنصاري، وسالْم مولى أبي حذيفة، وعبد الله بن عمر، وعقبة بن عامر،(66)
وأبو أيوب الأنصاري، وعبادة بن الصامت، ومُجَمِّع بن جارية، وفضالة بن عبيد، ومسلمة
بن مخلد، وأُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارثِ
الأَنْصَارِيِّ، وعبد الله بن عباس، وأبو هريرة، وعبد الله بن السائب بن أبي السائب
الْمخزومي، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة y .ـ(67)
فعَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنُ عَمْرٍو أنه ذَكَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ
فقالَ:
لاَ أَزَالُ أُحبُّهُ ؛ سَمِعْتُ النَّبِيَّ r يَقُولُ:
خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالْم،
وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.(68)
وعن
شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ خَطَبَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ
فَقَالَ:
وَاللهِ لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ r بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً.(69)
وعن
قَتَادَة قَالَ:
قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ
r ؟ قَالَ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: أُبَيُّ بْنُ
كَعْبٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرَجُلٌ مِنَ
الأَنْصَارِ(70)
يُكْنَى أَبَا زَيْدٍ.
وفي رواية أَبُو الدَّرْدَاءِ مكان أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.(71)
وعَنْ
أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الأَنْصَارِيِّ(72)
وَكَانَتْ قَدْ جَمَعَتِ الْقُرْآنَ وَكَانَ النَّبِيُّ r قَدْ أَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا، وَكَانَ لَهَا
مُؤَذِّنٌ، وَكَانَتْ تَؤُمُّ
أَهْلَ دَارِهَا.(73)
ثم
دارت أسانيد القراء العشرة على ثمانية من الصحابة (74)
هم:
1
- عثمان بن عفان.
2
- علي بن أبي طالب.
3
- أبي بن كعب.
4
- عبد
الله بن مسعود.
5
-زيد بن ثابت.
6
- أبو
موسى الأشعري.
7
- أبو
الدرداء.(75)
8
- عمر بن الخطاب.
أسانيد
القراء العشرة إلى الصحابة
أذكر
هنا مَن تصل إليه أسانيد القراء العشرة من الصحابة:
1
-
قراءة
نافع بن عبد الرحمن الْمدني:(76)
عن
ستة من الصحابة هم:
عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عياش،
وأبي هريرة.(77)
2
-
قراءة
عبد الله بن كثير الْمكي:(78)
عن
عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن
السائب.(79)
3
-
قراءة
أبي عمرو البصري:(80)
عن
عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وأبي موسى
الأشعري، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عياش، وعبد الله بن السائب، وأبي بن كعب،
وزيد بن ثابت، وأبي هريرة.(81)
4
-
قراءة
عبد الله بن عامر الشامي:(82)
عن
عثمان بن عفان، وأبي الدرداء.(83)
5
-
قراءة
عاصم بن أبي النجود:(84)
عن
عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبي بن
كعب.(85)
6
-
قراءة
حمزة بن حبيب الزيات:(86)
عن
عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود،
والحسين بن على بن أبي طالب.(87)
7
- قراءة علي بن حمزة الكسائي:(88)
عن
عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد
الله بن مسعود وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عياش، وأبي هريرة، والحسين بن علي
بن أبي طالب.(89)
8
- قراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع:(90)
عن
زيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وابن عباس، وعبد الله بن عياش، وأبي هريرة.(91)
9
- قراءة يعقوب بن إسحاق الحضرمي:(92)
عن
عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد
الله بن مسعود، وأبي موسى الأشعري، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عياش، وعبد
الله بن السائب، وأبي هريرة.(93)
10
-
قراءة
خلف بن هشام البزار:(94)
عن
عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبي بن
كعب، والحسين بن على بن أبي طالب.(95)
====================================================================================
(55)
وقيل أم هاشم، صحابية أنصارية مشهورة، روت حديث قراءة سورة ق على الْمنبر يوم
الجمعة، وهي أخت عمرة بنت عبد الرحمن الراوية عن عائشة لأمها. أسد الغابة في معرفة
الصحابة (7/403)،و(7/406)، وتقريب التهذيب ص 759 ترجمة 8779.
(56)
الآية 1 من سورة ق.
(57)
رواه مسلم في صحيحه: كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة ح: 873، انظر صحيح مسلم
مع شرح النووي (6/162)، والنسائي في سننه: كتاب الجمعة، باب القراءة في الخطبة
ح1411، انظر سنن النسائي مع شرح السيوطي وحاشية السندي (3/107)، وأبو داود في سننه
كتاب الصلاة باب الرجل يخطب على قوس (1/288) ح 1100.
(58)
رواه البخاري في صحيحه كتاب فضائل القرآن بَاب خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ
الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ (8/691) 5027.
(59)
هو أبو الوليد عبادة بن الصامت الأنصاري، أحد النقباء ليلة العقبة، ومن أعيان
البدريين، شهد الْمشاهد كلها مع رَسُول اللهِ r ، وسكن بيت الْمقدس، مات بالرملة سنة 34 هـ . سير أعلام النبلاء
(2/5)، وأسد الغابة (3/160)، وشذرات الذهب (1/40-62).
(60)
رواه أحمد في مسنده باقي مسند الأنصار (6/443) ح 22260.
(61)
محل شرقي الْمدينة، بين أرض بني عامر، وحرة بني سليم قِبَل نجدٍ، وبِها أرسل
النَّبِيّ r نفرًا من القراء إلى أهل نجد يدعونهم إلى الإسلام، فغدر بِهم عامرُ
بن الطفيل فقتلهم، وكانوا سبعين رجلاً، وكان ذلك في صفر سنة أربع من الهجرة. السيرة
النبوية لابن هشام (3/103-108)، والْمصباح الْمنير ص 170.
(62)
البخاري في كتاب الجهاد والسير باب من يُنْكَب في سبيل الله. صحيح البخاري مع فتح
الباري (6/23) ح2801، ومسلم في كتاب الإمارة باب ثبوت الجنة للشهيد ح 677. صحيح
مسلم مع شرح النووي (13/46-47).
(63)
اليمامة من حروب الردة، وهي الوقعة التي قاتل فيها الْمسلمون مسيلمة الكذاب ومن معه
سنة 11 هـ ، استشهد فيها من الصحابة أكثر من ستمائة رجل، وكان جملة القتلى من
الْمسلمين نحو 960 رجلاً، وقتل من الْمرتدين أكثر من عشرين ألف رجلٍ. تاريخ الأمم
والْملوك - الطبري (2/283)، والبداية والنهاية (6/330)، وتاريخ الإسلام للذهبي في
جزء حوادث سنة 11-40 هـ ص 73، وذكر الحافظ في الفتح أن القتلى من القراء كانوا
سبعين، فتح الباري (8/668)، وانظر الإتقان في علوم القرآن
(1/199-204).
(64)
رواه البخاري في صحيحه كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن، انظر الصحيح مع شرحه فتح
الباري (8/626) ح 4986.
(65)
فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/628).
(66)
قال الذهبي بعد ذكر معاذ بن جبل، وأبي زيد، وسالْم مولى أبي حذيفة،
وعبد الله بن عمر، وعقبة بن عامر: ولكن لم تتصل بنا قراءتهم. معرفة القراء
الكبار (1/42).
(67)
انظر: جمال القراء وكمال الإقراء (2/424)، ونكت الانتصار لنقل القرآن ص 67-70، فتح
الباري بشرح صحيح البخاري (8/668)، والإتقان (1/199-204).
(68)
رواه البخاري في فضائل القرآن باب القراء من أصحاب النبي
rح
4999.انظر الصحيح مع فتح الباري (8/662).
(69)
رواه البخاري في فضائل القرآن باب القراء من أصحاب النبي rح
5000.انظر الصحيح مع فتح الباري (8/662).
(70)
قال النووي: هو سعد بن عبيد بن النعمان الأوسي، من بني عمرو بن عوف، بدري، يُعرف
بسعد القارئ، استشهد بالقادسية سنة خمس عشرة في أول خلافة عمر بن
الخطاب t،
قال ابن عبد البر: هذا هو قول أهل الكوفة، وخالفهم غيرهم فقالوا:
هو قيس بن السكن الخزرجي، من بني عدي بن النجار، بدري، قال موسى بن عقبة: استشهد
يوم جيش أبي عبيد بالعراق، سنة خمس عشرة أيضًا. شرح النووي على صحيح مسلم
(16/20).
وقال
ابن الأثير بعد أن ذكر ترجيح الواقدي أنه قيس بن السكن: هذا كله قول الواقدي. وغيره يصحح أنَّهما - يعني هذا (سعد بن عبيد ) وقيس بن السكن - جميعًا جمعا القرآن على عهد رسول
اللهr . أسد الغابة في معرفة الصحابة (6/128).
وذكر
الحافظ ابن حجر عن علي بن الْمديني أن اسمه أوس، وعن يحيى بن معين: هو ثابت بن زيد.
فتح الباري (7/159)، وذكر أيضًا قولاً أنه قيس بن أبي صعصعة، وقولاً أنه سعد بن
الْمنذر. فتح الباري (8/669).
(71)
رواه البخاري في كتاب الْمناقب باب مناقب زيد بن ثابت ح 3810.
صحيح البخاري مع فتح الباري (7/159)، وفي فضائل القرآن باب القراء من أصحاب النبي
r ح 5004 (8/663)، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل أبي بن كعب. انظر صحيح مسلم مع شرح النووي (16/19) ح
2465.
(72)
وقيل أم ورقة بنت نوفل، وهي صحابية، كانت قد قرأت القرآن، فاستأذنت النَّبِيّ
r أن تتخذ مؤذنًا، فأذن لها، فكانت تؤم أهل دارها، ماتت في خلافة
عمر، قتلها خدمها، وكان النَّبِيّ r يسميها الشهيدة. أسد الغابة في معرفة الصحابة (7/408-409)التقريب ص
759، ترجمة 8780.
(73)
رواه أحمد في مسنده: مسند القبائل (7/554) ح 26739، وانظر الإتقان
(1/203).
(74)
هؤلاء الثمانية هم الذين قرءوا على النبي r مباشرة، وإن كان في أسانيد القراء من لم يقرأ على
النبي، بل قرأ على بعض الصحابة، كابن عباس والحسينبن علي، وأبي هريرة، وعبد الله بن
السائب، وعبد الله بن عياش، كما سيأتي.
(75)
قال الإمام الذهبي: فهؤلاء الذين بلغنا أنَّهم حفظوا القرآن في
حياة النبيr ، وأُخذ عنهم عرضًا، وعليهم دارت أسانيد قراءة الأئمة العشرة. اهـ
. معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار (1/42).، وقد وردت
رواية القرآن عن عمر t كما سيأتي قريبًا في ذكر من روى عنهم القراء من الصحابة، وانظر
النشر في القراءات العشر (1/112،120).
(76)
هو الإمام حبر القرآن، نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم، أبو رويم
الْمقرئ الْمدني، أحد الأعلام، ولد سنة بضع وسبعين للهجرة، قرأ
وجوَّد كتاب الله على طائفة من التابعين من أهل الْمدينة، منهم:
الأعرج، وأبو جعفر، قال عنه مالك: نافعٌ إمام الناس في القراءة، وكان طيب الخلق،
يباسط أصحابه، إذا تكلم يشم من فيه رائحة الْمسك، توفي سنة 169 هـ . شذرات الذهب
(1/270)، ومعرفة القراء الكبار (1/107)، وسير أعلام النبلاء
(7/336).
(77)
أبو هريرة أسلم متأخرًا، وابن عباس وابن عياش من صغار الصحابة، وقد قرؤوا جميعًا
على أبي بن كعب t ، وقرأ أبو هريرة وابن عباس على زيد بن ثابت أيضًا. انظر النشر في
القراءات العشر (1/112،178)، ومعرفة القراء الكبار (1/45،57).
(78)
هو الإمام العلم، مقرئ مكة، ولد سنة 48 هـ، قرأ على عبد الله بن السائب الْمخزومي،
ومجاهد ودرباس مولى ابن عباس، وكان مهيبًا فصيحًا مفوَّهًا واعظًا كبير الشأن، قرأ
عليه أبو عمرو بن العلاء، وشبل بن عباد، وطائفة غيرهم. معرفة القراء الكبار (1/86)،
وسير أعلام النبلاء (5/318).
(79)
عبد الله بن السائب من صغار الصحابة، وقد قرأ على أبي بن كعب وعمر
بن الخطاب، وقرأ عليه ابن كثير من غير واسطة. انظر النشر في القراءات العشر
(1/120)، ومعرفة القراء الكبار (1/47).
(80)
هو شيخ القراءة والعربية، الإمام مقرئ أهل البصرة، أخذ القراءة عن أهل الحجاز،
كمجاهد وابن كثير من مكة، وأبي جعفر ويزيد بن رومان من الْمدينة،
وكذلك عن أهل البصرة، كيحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم، وكان أكثر القراء العشرة
شيوخًا، ويلاحظ ذلك من كثرة من قرأ بقراءتهم من الصحابة. وإليه انتهت الإمامة في
القراءة بالبصرة، وكان أعلم الناس بالقراءات والعربية وأيام العرب والشعر. توفي 154
هـ . معرفة القراء الكبار (1/100)، وسير أعلام النبلاء
(6/407).
(81)
النشر في القراءات العشر (1/133).
(82)
هو الإمام الكبير مقرئ الشام، وأحد الأعلام، أبو عمران اليحصبي الدمشقي، ولد سنة 21
هـ، وقرأ على أبي الدرداء، والْمغيرة بن أبي شهاب، صاحب عثمان، توفي سنة 118 هـ.
معرفة القراء الكبار (1/82)، وسير أعلام النبلاء
(5/292).
(83)
قطع الحافظ أبو عمرو الداني، وصحح ابن الجزري أن عبد الله بن عامر قرأ على أبي
الدرداء دون واسطة. النشر في القراءات العشر (1/144).
(84)
هو عاصم بن بهدلة أبي النجود الأسدي مولاهم الكوفي، الإمام الكبير، انتهت إليه
الإمامة في القراءة بالكوفة، وكان أحسن الناس صوتًا بالقرآن، قرأ على أبي عبد
الرحمن السلمي، وزِرِّ بن حبيش، وقرأ عليه خلق كثير، كالأعمش،
والْمفضل الضبي، وحفص بن سليمان، توفي آخر سنة 127 هـ، وقيل 128 هـ. معرفة القراء
الكبار (1/88)، وسير أعلام النبلاء (5/256)، وشذرات الذهب
(1/175).
(85)
النشر في القراءات العشر (1/155).
(86)
هو الإمام القدوة، شيخ القراءة، أبو عمارة التيمي مولاهم الكوفي، كان إمامًا قيمًا
لكتاب الله، قانتًا لله، ثخين الورع، رفيع الذكر، عالْما بالفرائض والحديث، عديم
النظير. توفي سنة 156 هـ. معرفة القراء الكبار (1/111)، وسير
أعلام النبلاء (7/90)، وشذرات الذهب (1/240).
(87)
قرأ الحسين على أبيه علي بن أبي طالب- رضي الله عنهما، النشر في القراءات العشر
(1/155،165).
(88)
هو الإمام شيخ القراءة والعربية، أحد الأعلام، ولد في حدود سنة عشرين ومائة، وقرأ القرآن على حمزة وعيسى الهمداني، وإليه انتهت الإمامة في
القراءة والعربية، كان أعلم الناس بالنحو، وكان أوحد الناس في القرآن، أدَّب الرشيد
وولده الأمين، فنال ما لم ينله أحدٌ من الجاه والْمال والإكرام، وحصل له رياسة
العلم والدنيا. شذرات الذهب (1/321)، ومعرفة القراء الكبار
(1/120)، وسير أعلام النبلاء (9/131).
(89)
النشر في القراءات العشر (1/172).
[sup](90)
قارئ الْمدينة، الزاهد العابد، رفيع الذكر، قرأ على أبي هريرة، وابن عباس، وقرأ
عليه نافع وغيره، وكان من أفضل أهل زمانه، رؤي بعد موته على ظهر
الكعبة يخبر أنه من الشهداء الكرام، توفي 129 هـ. شذرات الذهب (1/176)، ومعرفة
القراء الك