[size=18]
علم اللاهوت المقارن هو العلم الباحث في الفرق المتباينة ( الطوائف المسيحية ) في تاريخ الفكر المسيحي منذ نشأته ومناقشة معتقداتها ومبادئها اللاهوتية
وقبل البدء في ذكر الاختلافات بين العقائد النصرانية لابد من معرفة ما هي أهم الطوائف النصرانية ومتى حدث انفصال بين الطوائف المسيحية وكيف نشأت ؟
وتعد الطوائف الأرثوذكسية – الكاثوليكية –البروتستانتية هي الطوائف النصرانية الثلاثة الكبرى , وبعدها تجد بعض الطوائف التي يتبعها عدد قليل من النصارى , ونجد أيضاً أمثال شهود شهوة وأتباعهم ليس بقليل ولهم نشاط واسع في تبشير الطوائف الثلاثة ..
ونأخذ نظرة سريعة على هؤلاء الثلاثة :
الأرثوذكس :- وهم أتباع الكنيسة الشرقية ويرأسها الأنبا شنودة وكلمة أرثوذكس هي كلمة يونانية معناها "الرأي الحق" أو "الرأي المستقيم " والأرثوذكس يتبعون أربع كنائس لكل منها بطريرك (القسطنطينية – الإسكندرية – أنطاكيا – أورشليم) وفي أعقاب مجمع القسطنطينية الخامس عام 879م انقسمت إلى ( الكنيسة القبطية أو المرقصية- وكنيسة القسطنطينية أو الكنيسة اليونانية) .
يؤمن الأرثوذكس بأن المعمودية هي سر من أسرار الكنيسة ينال بها المُعَمََّد الخلاص والتبرير وغسل الخطايا وذلك حسب قول حنانيا لشاول الطرطوسي بعد أن دعاه الرب
(أعمال الرسل-22-16)(والآن لماذا تتوانى.قم واعتمد واغسل خطاياك داعيا باسم الرب)
وتشترط أن الذي يجريها لابد وأن يكون كاهنا ً شرعياً وهم لا يعترفون بأي معمودية لا يقوم بها كاهن ويعتبرون أن الكتاب المقدس أشار إلى ذلك وان معمودية لم تترك لعامة الناس كما جاء في متى28/19
(فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.)
وحيث أن كلمة معمودية معناها صبغة والصبغة لا تتم إلا بالتغطيس ويرون أن مادة السر هي الماء للكبار والصغار حيث يعمد الأطفال على إيمان الوالدين بينما يجيز الكاثوليك التعميد بالسكب والرش أحيانا بدل التغطيس ويختلف إيمان البروتستانت حول المعمودية حيث لا يرون فيها سرا من إسرار الكنيسة ويعترضون على من يرى أن الخلاص ينال بالمعمودية إذ كيف خلص اللص اليمين , ويرون انه يكفي أن يتم التعميد بيد خادم و لا ضرورة لوجود الكاهن إذ كيف يكون الحال إذا كان الكاهن الذي يقوم بالتعميد هو نفسه سيء السيرة وتجرى المعمودية عندهم بالرش لا بالتغطيس عكس الكاثوليك , ولا يرون للماء هذه القيمة التي بها يولد ويجدد الشخص المُعَمََّد , وأباح الكاثوليك تعميد الأطفال وهم في بطون أمهاتهم بآلة صغيرة تدخل في فرج المرأة (1), ولا يؤمن البروتستانت بمعمودية الأطفال حيث يشترطون إيمان المُعَمََّد وذلك اعتمادا على النص ( من آمن وأعتمد خلص ) ويتساءلون إذا كان التعميد تجديدا ً فلماذا يخطئ المُعَمََّد بعدها ..
مسحة المرضى هو سر يمسح فيه المريض المؤمن بزيت مقدس بيد الكاهن لشفاء أمراض الروح و الجسد و النفس وبهذا يؤمن الأرثوذكس والكاثوليك , لكن الكاثوليك تؤجل ممارسته حتى إشراف المريض على الموت و يسمى سر المسحة الأخيرة أما عند البروتستانت لا يمارس بدهن الزيت عند بعض الطوائف (الأسقفية)(2) بل بوضع اليد و لا يعتبر سراً و لا غفران للخطايا بواسطته.
الخلاف حول الزواج
و لا زواج بالمطلقات أو بمختلفي الديانة أو المذاهب أو الطائفة أو عن طريق غير الكاهن الأرثوذكسي و يجوز التفريق بين الزوجين إذا خرج أحدهما عن الإيمان الأرثوذكسي , والحمد لله يصرخ الأقباط والنصارى بصورة عامة من عدم التطليق , ولذلك يلجأون لتطبيق التشريع الإسلامي ..
والزواج وإن كان عند الكاثوليك هو سر من أسرار الكنيسة السبعة ولكن الكاثوليك لا تسمح بالطلاق حتى لعلة الزنا و تكتفي بالتفريق الجسماني بين الزوجين و يجوز الزواج بين المسيحي و غير المسيحي و بين الكاثوليكي و غيره من المسيحيين , ولا يجوز لأحدهم الزواج عند التفريق بينهم !
أما البروتستانت فلا تعتبره سراً مقدساً بل هو ارتباط دنيوي فلا علاقة للجسد بالله
الخلاف حول ا الخلاف الكهنوت
الكهنوت هو سر يضع فيه الأسقف يده على رأس المختار للخدمة لانسكاب النعم الإلهية عليه لتقديسه و تكريسه و مساعدته على إتمام واجباته و له رتب ثلاث الأسقفية و القسيسية و الشماسية و يصرح للقسس و الشمامسة بالزواج و الرئيس الأعلى للكهنوت هو البابا البطريرك باعتباره أسقف المدينة العظمى الإسكندرية و يشكل البابا مع المطارنة و الأساقفة (المجمع المقدس) و هو الهيئة العليا في الكنيسة.وتسمح الكنيسة الأرثوذكسية بزواج الكهنة قبل رسامتهم فقط وإذا توفت امرأته بعد رسامته فلا يجوز له أن يتزوج بامرأة ثانيه أما الكهنة الرهبان فلا يسمح لهم بالزواج قبل رسامتهم أو بعدها ..
وعند الكاثوليك للبابا السلطان أن ينقل جزاء الأعمال الصالحة عند الله من شخص لآخر و له إصدار صكوك الغفران و التأديب الذي يأمر به هو و رجاله على المخطئين غايته التكفير عن خطاياهم و ليس إصلاح نفوسهم و تحرم على جميع رتب الكهنوت الزواج و مجمع الكرادلة برئاسة البابا هو الهيئة العليا للكنيسة و تحت رئاسة البابا بطاركة و هؤلاء الذين يرأسون المطارنة و الأساقفة والقسس.
أما البروتستانت لا كهنوت عندهم و منهم من يعتقد بالكهنوت العام لجميع المؤمنين ..
سر الميرون أو سر التثبيت هو أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة المسيحية و الميرون كلمة تعني طِيب مقدّس أو دهن مقدّسو في الاعتقاد الأرثوذكسي هو سر ينال به المؤمن موهبة الروح القدس بوضع اليد و يسمى سر المسحة المقدسة أو سر التثبيت ويتم بعد المعمودية فوراً عن طريق الزيت المقدس المخصص لذلك و لتقديس المذابح و الكنائس و أواني الخدمة الكنسية و برشم المعمَّد
( 36 ) رشمة على جميع مداخل جسم و مخارجه و مفاصله للتقديس .بغض النظر عن كون المعمد طفل أو صبي كبير أو صغير ذكراً أم أنثى يتفق معهم الكاثوليك إلا إنهم يؤخرون سر الميرون بالنسبة للمعمدين ويدهنوهم في سن 12 سنه ويسمونه سر التثبيت أما البروتستانت فلا تؤمن بهذا السر عدا بعض طوائفها (كالأسقفيين) و لكنهم لا يتممونه بالزيت بل بوضع اليد فقط على رأس المعمَّد.
الخلاف حول الاعتراف
الاعتراف أيضا سر من الأسرار السبعة للكنيسة و له شروط هي أن الإنسان يتعرف في قرارة نفسه بالخطأ و يتعرف أمام الله وأمام من أخطا في حقه وان يتعرف أمام الأب الكاهن, ويجب أن يعترف أمام الأب الكاهن , الذي اخذ سلطان الحل والربط من الرب في سر التوبة يكون وضع الصليب على الرأس هو المادة المنظورة لغفران الخطايا والاعتراف عند الأرثوذكس يمنح به الله الخاطئ الذي يتقدم إلى بالاعتراف نادماً على شروره الحل منها إذ عزم قلبياً على تركها و قد تفرض عليه بعض قصاصات تأديبية لإصلاح حاله بمثابة عقاقير طبية لمعالجة الروح و النفس و يتم مواجهة بين المعترف
و أب اعترافه الذي قد يكون قساً أو أسقفاً. أما الكاثوليك فيؤمنون بالغفرانات أي أن من حق الباباوات أن يعطوا غفراناً لمده معينه نتيجة لعمل معين خاص أو منح هذه الغفرانات بحكم القانون بناء على قرارات سابقه لبعض الباباوات و كانت تصدر صكوك غفرانات تباع
و تشترى عن الخطايا الماضية و المستقبلة أيضاً و للأسقف سلطان على حل بعض الخطايا و للقس سلطان الحل من البعض الآخر و تتم ممارسة السر من وراء الستار و على كرسي خاص.وفي المعتقد البروتستانتي لا اعتراف إلا أمام من أخطأ المؤمن له أو أمام الكنيسة كلها مجاهرة و الغفران يكون من الله مباشرة عن الخطايا الماضية و الحاضرة و المستقبلة أيضاً.
الخلاف حول التناول( الإفخارستيا )
سر الإفخارستيا أو سر التناول هو أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة المسيحية. وهو تذكير بالعشاء الذي تناوله يسوع بصحبة تلاميذه عشيّة آلامه
( لوقا-22-19)(واخذ خبزا وشكر وكسر وأعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم.اصنعوا هذا لذكري.)
(متى-26-26)(وفيما هم يأكلون اخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا.هذا هو جسدي.)
(مرقص-14-22)(وفيما هم يأكلون اخذ يسوع خبزا وبارك وكسر وأعطاهم وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي.)
ويُحتفل بهذا السر في جماعة المؤمنين لأنها التعبير المرئي للكنيسة. الاحتفال يكون بصيغة تناول قطعة صغيرة ورقيقة من الخبز التي تمثل جسد يسوع وأحياناً تذوق أو غمس قطعة الخبز في القليل من الخمر الذي يمثل دم يسوع.بمعنى آخر التناول هو سر يأكل فيه المؤمن جسد المسيح و يشرب دمه الحقيقي اللذان يقدمان على شكل خبز مختمر (لا فطير) و خمر و للأطفال حق التناول بمجرد معموديتهم و رشمهم بزيت الميرون المقدس ولا يستبقون شيئاً من الجسد المقدس على المذبح وكذلك لايستبقون شيئاً من الدم و لا يجوز إقامة أكثر من قداس على مذبح واحد و بأواني مقدسة واحدة إلا بعد مرور تسع ساعات على الأقل على القداس الأول كما يشترط الصوم الانقطاع لنفس المدة قبل التناول.هذا عند الأرثوذكس
أما الكاثوليك يقدمون القربان المقدس من الفطير وليس من الخمير و يصلون أحيانا على برشام خاص وتستبقي جزءاً من الجسد على المذبح كما تمنع الشعب من تناول الدم و تؤجل تناول الأطفال من الجسد و الدم وتسميه المناولة الأولى كما تؤجل ممارسته حتى إشراف المريض على الموت و يسمى المناولة الأخيرة و يمكن إقامة أكثر من قداس واحد بنفس الكاهن و على نفس المذبح و الأواني في اليوم الواحد بعد مرور ساعتين أو ساعة
والبروتستانت لا ترى تحول للخبز و الخمر إلى جسد و دم فلو حدث واحتفلوا به يكون كخبز عادي يكسرونه للذكرى ويقولون عن الكاثوليك والأرثوذكس وثنيين بسبب هذا السر . (4)
الصوم في النصرانية لم يكن رمزا ً ولكنه كان وصية في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد والصوم عند الأرثوذكس عباده جماعية تتم في العلن ويرون فيه تعليم كتابي يدل على وحدانية الروح في العبادة استنادا لما جاء في الكتاب عن صوم الآباء الرسل
(أعمال الرسل-13-2)(وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه.)
(أعمال الرسل-13-3)(فصاموا حينئذ وصلّوا ووضعوا عليهما الايادي ثم اطلقوهما)
والصوم عندهم في مواعيد محدده ويعتبرون ذلك أيضا من التعاليم الكتابية حسبما جاء في سفر زكريا :
(زكريا-8-19)(هكذا قال رب الجنود.ان صوم الشهر الرابع وصوم الخامس وصوم السابع وصوم العاشر يكون لبيت يهوذا ابتهاجا وفرحا واعيادا طيبة.فاحبوا الحق والسلام.)
واعتبروا أن تحديد مواعيد الصوم هو من قبيل تنظيم العبادة الجماعية والصوم عندهم نوعان :
عام: حددته القوانين الكنسية و شرطه الأساسي الانقطاع عن الأكل و الشرب إطلاقا مدة من الزمن تبدأ من غروب شمس اليوم ثم الإفطار على مأكولات خالية من الدسم الحيواني و كذا قبل التناول و معظم الأسرار
و خاص اختياري يحدده المؤمنون بالاتفاق مع أب اعترافه و مرشده الروحي كتدريب روحي للسمو المسيحي و ضبط الجسد و تحرم الكنيسة أكل المخنوق و الدم و ما ذبح للأوثان
ومعظم أنواع الصيام في الكنيسة الأرثوذكسية هي :
1- أسبوع الاستعداد أو مقدمة الصوم الكبير
2- الأربعين المقدسة
3- أسبوع الآلام
4- الأربعاء والجمعة طوال العام عدا الخمسين (50 يوم) بعد عيد القيامة
5- صوم الرسل
6- صوم العذراء مريم
7- صوم الميلاد
8- صوم برامون الميلاد وبرامون الغطاس
9- صوم يونان النبي
وعن نظام وطقس الكاثوليك في الصوم فهو مختلف فهم يفطرون إفطاراً كاملاً في يومي السبت والأحد ويصومون يومي الأربعاء والجمعة كصوم كامل أما الاثنين والثلاثاء والخميس فتسمى عندهم أيام بياض يأكلون فيها البيض واللبن ومستخرجاتهم وأحيانا يتسامحون في الأربعاء والجمعة لظروف معينه كالأعياد ويكون الصوم قد انتهى انتهاء كاملاً و أكل اللحم على مدار السنة و كذا الدم و المخنوق و لا صوم قبل التناول.
لا يؤمن البروتستانت ألا بصيام الأربعين المقدسة و أن الصوم يجب أن يكون في الخفاء بين الإنسان والله عملا بوصية الرب في العظة على الجبل
(متى-6-17)(وأما أنت فمتى صمت فادهن راسك واغسل وجهك.)
) متى-6-18)(لكي لا تظهر للناس صائما بل لأبيك الذي في الخفاء.فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية)
وليس للبروتستانت أيام صوم ثابتة يصومها الجميع في مواعيد محدده وفي مناسبات خاصة بها وإنما الصوم عندهم في غالبيته عمل فردي يقوم به الفرد متى شاء وكيف شاء ولا سلطان للكنيسة عليه ولا تدخل لها في صومه حسبما جاء في كولوسي
(الرسالة إلى كولوسي-2-16)(فلا يحكم عليكم احد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت)
الرسالة إلى كولوسي-2-17)(التي هي ظل الأمور العتيدة أما الجسد فللمسيح.)
أي إنهم يوافقون أن أي فرد يصوم من أجل شفاء أو حل مشاكل أو قضاء حوائج أو أي موضوع معين في حياته عندئذ يصوم صوما خاصا
ولا يوافقون في الصوم على الصوم النباتي والامتناع عن الأطعمة الحيوانية ويعترضون على من يخالفهم بما جاء في تيموثاوس الاولى
الخلاف حول الصلاة
الصلاة عند الأرثوذكس عامة كالقداس الإلهي و صلوات الأجبية السبعة اليومية التي تبدأ كلها برسم علامة الصليب على الجباه و الصدور في بدايتها و نهايتها و عند الأكل و النوم و خاصة الدخول و الخروج و قبل كل عمل من الأعمال اليومية كما يتجه المؤمنين ناحية الشرق عند صلواتهم و يتلون الصلاة الربانية (أبانا الذي في السماوات ... إلخ ) في كل صلاة. يتفق معهم الكاثوليك ولكن هناك صلوات خاصة شفاعية بقلب يسوع و قلب العذراء مريم و المسبحة الوردية لعدد من المرات كل يوم لغفران خطايا الفرد الماضية و الحاضرة و المستقبلة أيضا ويختلف عنهم البروتستانت حيث لا قداسات بل هي صلوات تعبدية بلا رسم الصليب و بدون تقيد في الاتجاه نحو الشرق و بغير ترديد للصلاة الربانية.ولا يعتقدون في الصلاة على الموتى بل هي للتعزية
يؤمن الأرثوذكس والكاثوليك بالكتاب المقدس بأسفاره الستة والستين بعهديه القديم والجديد مضافاً إليها الأسفار القانونية الثانية
أو الأبو كريفا وهي ( سفر باروخ - سفر يهوذا- سفر طوبيا- سفر المكابيين الاول - سفر المكابيين الثاني - سفر الحكمة- سفر استير )
ويرون فيها كلمة الله الموحى بها ذات السلطان الكامل في العقائد ولكن يختلف الكاثوليك عن الأرثوذكس في أنهم يحظرون قراءة الكتاب المقدس إلا عن طريق رجال الدين المصرح لهم بذلك ضمانا لوحدة التفسير أما الأرثوذكس فمباح عندهم لكل مؤمن أن يقرأه مع التزامه بتفاسير الآباء الأولين يختلف معهم البروتستانت فلا يؤمنون بقانونية الأسفار الثانية ولا يعتبرونها موحى بها ويرون فيها كتب لا تصلح في التعليم و الوعظ
الخلاف حول الحكم الألفي ( المجيء الثاني )
يعتقدا لنصارى بالمجيء الثاني للمسيح ولكنهم يختلفون في طبيعة هذا المجيء هل سيأتي ليحكم العالم أم يأتي ليدينه , يعتقد الأرثوذكس أن المسيح سيأتي ليدين العالم ولا يعترفون بالحكم الألفي وهو أن المسيح سيحكم ألف سنه قبل الدينونة ويعتبرون أن من يعتقد في الحكم الألفي إنما يقر للمسيح بثلاث مجيئات مجيء للتجسد والفداء ومجيء للحكم الألفي ومجي للدينونه ويدللون على ذلك بما جاء في قانون الإيمان "يأتي في مجده يدين الأحياء والأموات الذي ليس لملكه انقضاء "
ويتفق معهم الكاثوليك بعدم الاعتراف بالحكم الألفي بينما يرى البروتستانت أن المسيح سوف يأتي ويحكم ألف سنة على الأرض قبل الدينونه يقيد خلالها الشيطان استنادا ً لما جاء في سفر الرؤيا
(رؤيا يوحنا-20-1)(ورأيت ملاكا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده.)
(رؤيا يوحنا-20-2)(فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو ابليس والشيطان وقيّده الف سنة)
ويرون أنها ستكون أزمنه سلام لما جاء في سفر إشعياء
(اشعياء-11-6)(فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمن معا وصبي صغير يسوقها.))
(اشعياء-11-7)(والبقرة والدبة ترعيان.تربض أولادهما معا والأسد كالبقر يأكل تبنا.)
(اشعياء-11-(ويلعب الرضيع على سرب الصل ويمد الفطيم يده على حجر الافعوان.)
الخلاف حول الشفاعة
تؤمن الفرق النصرانية الثلاثة الكبرى بالشفاعة ولكنها تختلف في من له حق الشفاعة حيث يؤمن الأرثوذكس بالشفاعة سواء شفاعة المسيح أو شفاعة القديسين حيث يرون في شفاعة المسيح شفاعة كفارية أي أنه يشفع في مغفرة الخطايا باعتباره في اعتقادهم الكفارة التي نابت عنهم في دفع ثمن الخطية كما يعتقدون في شفاعة القديسين والملائكة ويرون فيها شفاعة توسلية من خلال الإيقونات وحفظ الأجساد حيث يحتفظون بأجزاء من أجسادهم أو متعلقاتهم ويرون أنه إن بما أن للقديسين شفاعة فشفاعة الملائكة أولى ويتفق الكاثوليك مع الأرثوذكس في الإيمان بالشفاعة سواء شفاعة المسيح أو الملائكة والقديسين إلا أنهم يكرمون القديسين من خلال تماثيل بالإضافة الأيقونات في حين ينكر الإيمان البروتستانتي الشفاعة بالكلية سواء بالعذراء أو بالملائكة أو بالقديسين وبالتالي لا يعترفون بإكرامهم ولا بتطويبهم ولا يطوبون العذراء مريم ولا يكرمونها ولا يعترفون بأعياد القديسين ولا يؤمنون بتسمية الكنائس بأسماء الملائكة والقديسين ويحاربون الأيقونات والصور ولا يؤمنون سوى بشفاعة المسيح وذلك عملا بما جاء في الرسالة الأولى ليوحنا
الخلاف حول التقليد
يعرف النصارى التقليد بأنه كل تعليم وصل إليهم عن طريق التسليم الرسولي و الأبائي غير الكلام المكتوب في الكتاب المقدس في موضوعات ربما لم تذكر في الكتاب المقدس ولكنها لا تتعارض معه ويؤمن الأرثوذكس بالتقليد ويرون فيه وصية الرسل للآباء كما جاء تسالونيكي وتيموثاوس
(الرسالة الثانية الى تسالونيكي-3-6)(ثم نوصيكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي اخذه منا.)
(الرسالة الثانية الى تيموثاوس-2-2)(وما سمعته مني بشهود كثيرين اودعه أناسا أمناء يكونون أكفاء إن يعلّموا آخرين أيضا.)
(الآخبار السارة)(الرسالة الأولى الى كورونثوس-11-2)(فأمدحكم أيها الإخوة على أنكم تذكرونني في كل شيء وتحفظون التعاليم كما سلمتها اليكم.)
ويرون أيضا ًانه من خلال التقليد قد عرفوا الكتاب المقدس وبالتسليم وصلت إليهم الكتب وكل تراث الكنيسة وكل نظمها وكال طقوسها وبعض العقائد و التعاليم مثل تقديس يوم الأحد ورشم الصليب وشريعة الزوجة الواحدة ويعتبرونه أقدم من الكتاب وترجعه إلى أيام آدم وتمثل لذلك أن هابيل قد عرف فكره الذبيحة التي تقدم قربانا لله ولم تكن في زمنه شريعة مكتوبة وانه لاشك تسلمها من آدم ويعترضون على من لا يؤمنون بالتقليد الكنسي في اتخاذهم ليوم الأحد كيوم مقدس للرب بدلا من السبت ولا يتمسكون بحرفية النص في سفري الخروج والتثنية
(الفانديك)(الخروج)(الخروج-20-(اذكر يوم السبت لتقدسه.)
(الفانديك)(التثنية)(التثنية-5-12)(احفظ يوم السبت لتقدسه كما اوصاك الرب الهك.)
وترى أن الكتاب المقدس قد أعطى سلطة التشريع للكنيسة حسبما جاء في متى
(متى-18-18)(الحق اقول لكم كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطا في السماء.وكل ما تحلّونه على الارض يكون محلولا في السماء.)
ويعتبرون أن الرب لما أعطى الشريعة المكتوبة أبقى التقليد ويتفق الكاثوليك مع الأرثوذكس في الإيمان بالتقليد ولكنها تضيف قوانين نسبتها إلى الرسل وآباء الكنيسة الغربية والمجامع المحلية
لكن الأمر يختلف بالنسبة للبروتستانت فهم لا يؤمنون بالتقليد الكنسي ولا بالقوانين الكنسية ولا بأية وسيله كنسية على الإطلاق ولا يلتزمون إلا بالكتاب المقدس ولا يلقون بالاً لما تركته الأجيال السابقة للكنيسة ولا ما تركه الرسل وآباء الكنيسة الأول والمجامع المقدسة والقوانين والنظم الكنسية ويرون في رفضهم للتقليد بأن المسيح قد رفضه في توبيخ الرب للكتبة والفريسين
(متى-15-2)(لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ.فإنهم لا يغسلون أيديهم حينما يأكلون خبزا.)
كما أدانه لبعض التقاليد الخاطئة
(متى-15-4)(فان الله أوصى قائلا أكرم أباك وأمك.ومن يشتم أبا او أما فليمت موتا.)
(متى-15-5)(وأما انتم فتقولون من قال لأبيه او أمه قربان هو الذي تنتفع به مني.فلا يكرم أباه أو أمه.)
(متى-15-6)(فقد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم.)
ويستندون أيضا ً بما جاء في كولوسي
(الرسالة الى كولوسي-2-(انظروا ان لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب اركان العالم وليس حسب المسيح.)
والبروتستانت وإن كانوا يعطون أهمية لكتابات بعض المشاهير لديهم إلا إنهم يرون إمكانية معارضتها وتجاوزها أي إنها كتابات لها أهمية ولكنها غير ملزمه
يرى الأرثوذكس في الدينونه أنها أبدية للأبرار في الملكوت، وللأشرار غير التائبين في الجحيم فالنفس عندهم خالدة وإنما يأتي المسيح ليدين الأحياء والأموات حسب أعمالهم إما نعيم أبدي أو عذاب أبدي عند القيامة
أما الذين يرقدون الآن ينعم منهم الأبرار بفردوس النعيم أما الأشرار فيعذبون بجحيم توقع الدينونه ولا يعترفون بما يسمى بالمطهر ويعتبرون هذه العقيدة ضد إيمانهم حيث لا توجد مغفرة إلا بدم المسيح " بدون سفك دم لا تحصل المغفرة "
الخلاف حول العذراء مريم
الخلاف حول الرهبنة و البتولية
الخلاف حول مباني الكنائس
تقام الكنائس عند الأرثوذكس والكاثوليك على أحدث الأنظمة و تفرش بأفخر الأثاث باعتبارها بيت الله و بيت الملائكة و تقدم لها التقدمات و تزين بالصور و الأيقونات للمسيح و العذراء و الملائكة و القديسين و الشهداء و يمكن إقامة مذابح متنقلة في أماكن يراد الصلاة فيها و لا صلاة بالكنائس إلا بعد تدشينها بطقوس و صلوات خاصة. أما البروتستانت من طوائفها من يهاجم مباني الكنائس و تعتبر الكنيسة بالمعنى الروحي فقط (جماعة المؤمنين) كطائفة المعمدانيين
أهم الاختلافات الأساسية بين الطوائف النصرانية
(دراسات وصفية)
الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى
ثم أما بعد
(دراسات وصفية)
الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى
ثم أما بعد
علم اللاهوت المقارن هو العلم الباحث في الفرق المتباينة ( الطوائف المسيحية ) في تاريخ الفكر المسيحي منذ نشأته ومناقشة معتقداتها ومبادئها اللاهوتية
وقبل البدء في ذكر الاختلافات بين العقائد النصرانية لابد من معرفة ما هي أهم الطوائف النصرانية ومتى حدث انفصال بين الطوائف المسيحية وكيف نشأت ؟
الكاثوليك , البروتستانت , الأرثوذكس
وتعد الطوائف الأرثوذكسية – الكاثوليكية –البروتستانتية هي الطوائف النصرانية الثلاثة الكبرى , وبعدها تجد بعض الطوائف التي يتبعها عدد قليل من النصارى , ونجد أيضاً أمثال شهود شهوة وأتباعهم ليس بقليل ولهم نشاط واسع في تبشير الطوائف الثلاثة ..
ونأخذ نظرة سريعة على هؤلاء الثلاثة :
الأرثوذكس :- وهم أتباع الكنيسة الشرقية ويرأسها الأنبا شنودة وكلمة أرثوذكس هي كلمة يونانية معناها "الرأي الحق" أو "الرأي المستقيم " والأرثوذكس يتبعون أربع كنائس لكل منها بطريرك (القسطنطينية – الإسكندرية – أنطاكيا – أورشليم) وفي أعقاب مجمع القسطنطينية الخامس عام 879م انقسمت إلى ( الكنيسة القبطية أو المرقصية- وكنيسة القسطنطينية أو الكنيسة اليونانية) .
الكاثوليك : - وهم أتباع الكنيسة الغربية روما ومقرها روما ويرأسها بابا الفاتيكان وكلمة كاثوليك كلمة لاتينية معناها عام أو عالمي انشقت عن الكنيسة الأم في أعقاب مجمع خلقدونية .
البروتستانت : - وهم من أتباع الكنيسة الكاثوليكية وظهرت عندما قام مارتن لوثر في بداية القرن السادس عشر بثورة ضد الكنيسة الكاثوليكية احتج فيها على بعض التعاليم وهاجم صكوك الغفران واعتبرها دجلا وأطلقوا على أتباعه لقب البروتستانت أي المحتجين .
تجتمع الفرق النصرانية الثلاثة الكبرى على القول بأن المسيح هو الله مع الأب والروح القدس , وتجتمع أيضا على أن أول هذه الأقانيم هو الآب وثانيها هو الابن وثالثها هو الروح القد س والثلاثة إله واحد وهي وإن اجتمعت على القول بعقيدة التثليث إلا أن هناك العديد من الخلافات العقائدية والطقسية نذكر منها
الخلاف حول المعمودية
يؤمن الأرثوذكس بأن المعمودية هي سر من أسرار الكنيسة ينال بها المُعَمََّد الخلاص والتبرير وغسل الخطايا وذلك حسب قول حنانيا لشاول الطرطوسي بعد أن دعاه الرب
(أعمال الرسل-22-16)(والآن لماذا تتوانى.قم واعتمد واغسل خطاياك داعيا باسم الرب)
وتشترط أن الذي يجريها لابد وأن يكون كاهنا ً شرعياً وهم لا يعترفون بأي معمودية لا يقوم بها كاهن ويعتبرون أن الكتاب المقدس أشار إلى ذلك وان معمودية لم تترك لعامة الناس كما جاء في متى28/19
(فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.)
وحيث أن كلمة معمودية معناها صبغة والصبغة لا تتم إلا بالتغطيس ويرون أن مادة السر هي الماء للكبار والصغار حيث يعمد الأطفال على إيمان الوالدين بينما يجيز الكاثوليك التعميد بالسكب والرش أحيانا بدل التغطيس ويختلف إيمان البروتستانت حول المعمودية حيث لا يرون فيها سرا من إسرار الكنيسة ويعترضون على من يرى أن الخلاص ينال بالمعمودية إذ كيف خلص اللص اليمين , ويرون انه يكفي أن يتم التعميد بيد خادم و لا ضرورة لوجود الكاهن إذ كيف يكون الحال إذا كان الكاهن الذي يقوم بالتعميد هو نفسه سيء السيرة وتجرى المعمودية عندهم بالرش لا بالتغطيس عكس الكاثوليك , ولا يرون للماء هذه القيمة التي بها يولد ويجدد الشخص المُعَمََّد , وأباح الكاثوليك تعميد الأطفال وهم في بطون أمهاتهم بآلة صغيرة تدخل في فرج المرأة (1), ولا يؤمن البروتستانت بمعمودية الأطفال حيث يشترطون إيمان المُعَمََّد وذلك اعتمادا على النص ( من آمن وأعتمد خلص ) ويتساءلون إذا كان التعميد تجديدا ً فلماذا يخطئ المُعَمََّد بعدها ..
الخلاف حول مسحة المرضى
مسحة المرضى هو سر يمسح فيه المريض المؤمن بزيت مقدس بيد الكاهن لشفاء أمراض الروح و الجسد و النفس وبهذا يؤمن الأرثوذكس والكاثوليك , لكن الكاثوليك تؤجل ممارسته حتى إشراف المريض على الموت و يسمى سر المسحة الأخيرة أما عند البروتستانت لا يمارس بدهن الزيت عند بعض الطوائف (الأسقفية)(2) بل بوضع اليد و لا يعتبر سراً و لا غفران للخطايا بواسطته.
الخلاف حول الزواج
الزواج في العقيدة الأرثوذكسية هو سر ينال به رجل و امرأة نعمة الارتباط معاً لمساعدتهما على إتمام المقاصد الإلهية منه و لا طلاق إلا لعلة الزنا
متى 5/31-32 (وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق.)
(وأما أنا فأقول لكم أن من طلق امرأته إلا لعلّة الزنى يجعلها تزني.ومن يتزوج مطلقة فانه يزني)
و لا زواج بالمطلقات أو بمختلفي الديانة أو المذاهب أو الطائفة أو عن طريق غير الكاهن الأرثوذكسي و يجوز التفريق بين الزوجين إذا خرج أحدهما عن الإيمان الأرثوذكسي , والحمد لله يصرخ الأقباط والنصارى بصورة عامة من عدم التطليق , ولذلك يلجأون لتطبيق التشريع الإسلامي ..
والزواج وإن كان عند الكاثوليك هو سر من أسرار الكنيسة السبعة ولكن الكاثوليك لا تسمح بالطلاق حتى لعلة الزنا و تكتفي بالتفريق الجسماني بين الزوجين و يجوز الزواج بين المسيحي و غير المسيحي و بين الكاثوليكي و غيره من المسيحيين , ولا يجوز لأحدهم الزواج عند التفريق بينهم !
أما البروتستانت فلا تعتبره سراً مقدساً بل هو ارتباط دنيوي فلا علاقة للجسد بالله
الخلاف حول ا الخلاف الكهنوت
الكهنوت هو سر يضع فيه الأسقف يده على رأس المختار للخدمة لانسكاب النعم الإلهية عليه لتقديسه و تكريسه و مساعدته على إتمام واجباته و له رتب ثلاث الأسقفية و القسيسية و الشماسية و يصرح للقسس و الشمامسة بالزواج و الرئيس الأعلى للكهنوت هو البابا البطريرك باعتباره أسقف المدينة العظمى الإسكندرية و يشكل البابا مع المطارنة و الأساقفة (المجمع المقدس) و هو الهيئة العليا في الكنيسة.وتسمح الكنيسة الأرثوذكسية بزواج الكهنة قبل رسامتهم فقط وإذا توفت امرأته بعد رسامته فلا يجوز له أن يتزوج بامرأة ثانيه أما الكهنة الرهبان فلا يسمح لهم بالزواج قبل رسامتهم أو بعدها ..
وعند الكاثوليك للبابا السلطان أن ينقل جزاء الأعمال الصالحة عند الله من شخص لآخر و له إصدار صكوك الغفران و التأديب الذي يأمر به هو و رجاله على المخطئين غايته التكفير عن خطاياهم و ليس إصلاح نفوسهم و تحرم على جميع رتب الكهنوت الزواج و مجمع الكرادلة برئاسة البابا هو الهيئة العليا للكنيسة و تحت رئاسة البابا بطاركة و هؤلاء الذين يرأسون المطارنة و الأساقفة والقسس.
أما البروتستانت لا كهنوت عندهم و منهم من يعتقد بالكهنوت العام لجميع المؤمنين ..
سر الميرون أو سر التثبيت هو أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة المسيحية و الميرون كلمة تعني طِيب مقدّس أو دهن مقدّسو في الاعتقاد الأرثوذكسي هو سر ينال به المؤمن موهبة الروح القدس بوضع اليد و يسمى سر المسحة المقدسة أو سر التثبيت ويتم بعد المعمودية فوراً عن طريق الزيت المقدس المخصص لذلك و لتقديس المذابح و الكنائس و أواني الخدمة الكنسية و برشم المعمَّد
( 36 ) رشمة على جميع مداخل جسم و مخارجه و مفاصله للتقديس .بغض النظر عن كون المعمد طفل أو صبي كبير أو صغير ذكراً أم أنثى يتفق معهم الكاثوليك إلا إنهم يؤخرون سر الميرون بالنسبة للمعمدين ويدهنوهم في سن 12 سنه ويسمونه سر التثبيت أما البروتستانت فلا تؤمن بهذا السر عدا بعض طوائفها (كالأسقفيين) و لكنهم لا يتممونه بالزيت بل بوضع اليد فقط على رأس المعمَّد.
الخلاف حول الاعتراف
الاعتراف أيضا سر من الأسرار السبعة للكنيسة و له شروط هي أن الإنسان يتعرف في قرارة نفسه بالخطأ و يتعرف أمام الله وأمام من أخطا في حقه وان يتعرف أمام الأب الكاهن, ويجب أن يعترف أمام الأب الكاهن , الذي اخذ سلطان الحل والربط من الرب في سر التوبة يكون وضع الصليب على الرأس هو المادة المنظورة لغفران الخطايا والاعتراف عند الأرثوذكس يمنح به الله الخاطئ الذي يتقدم إلى بالاعتراف نادماً على شروره الحل منها إذ عزم قلبياً على تركها و قد تفرض عليه بعض قصاصات تأديبية لإصلاح حاله بمثابة عقاقير طبية لمعالجة الروح و النفس و يتم مواجهة بين المعترف
و أب اعترافه الذي قد يكون قساً أو أسقفاً. أما الكاثوليك فيؤمنون بالغفرانات أي أن من حق الباباوات أن يعطوا غفراناً لمده معينه نتيجة لعمل معين خاص أو منح هذه الغفرانات بحكم القانون بناء على قرارات سابقه لبعض الباباوات و كانت تصدر صكوك غفرانات تباع
و تشترى عن الخطايا الماضية و المستقبلة أيضاً و للأسقف سلطان على حل بعض الخطايا و للقس سلطان الحل من البعض الآخر و تتم ممارسة السر من وراء الستار و على كرسي خاص.وفي المعتقد البروتستانتي لا اعتراف إلا أمام من أخطأ المؤمن له أو أمام الكنيسة كلها مجاهرة و الغفران يكون من الله مباشرة عن الخطايا الماضية و الحاضرة و المستقبلة أيضاً.
الخلاف حول التناول( الإفخارستيا )
سر الإفخارستيا أو سر التناول هو أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة المسيحية. وهو تذكير بالعشاء الذي تناوله يسوع بصحبة تلاميذه عشيّة آلامه
( لوقا-22-19)(واخذ خبزا وشكر وكسر وأعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم.اصنعوا هذا لذكري.)
(متى-26-26)(وفيما هم يأكلون اخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا.هذا هو جسدي.)
(مرقص-14-22)(وفيما هم يأكلون اخذ يسوع خبزا وبارك وكسر وأعطاهم وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي.)
ويُحتفل بهذا السر في جماعة المؤمنين لأنها التعبير المرئي للكنيسة. الاحتفال يكون بصيغة تناول قطعة صغيرة ورقيقة من الخبز التي تمثل جسد يسوع وأحياناً تذوق أو غمس قطعة الخبز في القليل من الخمر الذي يمثل دم يسوع.بمعنى آخر التناول هو سر يأكل فيه المؤمن جسد المسيح و يشرب دمه الحقيقي اللذان يقدمان على شكل خبز مختمر (لا فطير) و خمر و للأطفال حق التناول بمجرد معموديتهم و رشمهم بزيت الميرون المقدس ولا يستبقون شيئاً من الجسد المقدس على المذبح وكذلك لايستبقون شيئاً من الدم و لا يجوز إقامة أكثر من قداس على مذبح واحد و بأواني مقدسة واحدة إلا بعد مرور تسع ساعات على الأقل على القداس الأول كما يشترط الصوم الانقطاع لنفس المدة قبل التناول.هذا عند الأرثوذكس
أما الكاثوليك يقدمون القربان المقدس من الفطير وليس من الخمير و يصلون أحيانا على برشام خاص وتستبقي جزءاً من الجسد على المذبح كما تمنع الشعب من تناول الدم و تؤجل تناول الأطفال من الجسد و الدم وتسميه المناولة الأولى كما تؤجل ممارسته حتى إشراف المريض على الموت و يسمى المناولة الأخيرة و يمكن إقامة أكثر من قداس واحد بنفس الكاهن و على نفس المذبح و الأواني في اليوم الواحد بعد مرور ساعتين أو ساعة
والبروتستانت لا ترى تحول للخبز و الخمر إلى جسد و دم فلو حدث واحتفلوا به يكون كخبز عادي يكسرونه للذكرى ويقولون عن الكاثوليك والأرثوذكس وثنيين بسبب هذا السر . (4)
الخلاف حول الصوم
الصوم في النصرانية لم يكن رمزا ً ولكنه كان وصية في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد والصوم عند الأرثوذكس عباده جماعية تتم في العلن ويرون فيه تعليم كتابي يدل على وحدانية الروح في العبادة استنادا لما جاء في الكتاب عن صوم الآباء الرسل
(أعمال الرسل-13-2)(وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه.)
(أعمال الرسل-13-3)(فصاموا حينئذ وصلّوا ووضعوا عليهما الايادي ثم اطلقوهما)
والصوم عندهم في مواعيد محدده ويعتبرون ذلك أيضا من التعاليم الكتابية حسبما جاء في سفر زكريا :
(زكريا-8-19)(هكذا قال رب الجنود.ان صوم الشهر الرابع وصوم الخامس وصوم السابع وصوم العاشر يكون لبيت يهوذا ابتهاجا وفرحا واعيادا طيبة.فاحبوا الحق والسلام.)
واعتبروا أن تحديد مواعيد الصوم هو من قبيل تنظيم العبادة الجماعية والصوم عندهم نوعان :
عام: حددته القوانين الكنسية و شرطه الأساسي الانقطاع عن الأكل و الشرب إطلاقا مدة من الزمن تبدأ من غروب شمس اليوم ثم الإفطار على مأكولات خالية من الدسم الحيواني و كذا قبل التناول و معظم الأسرار
و خاص اختياري يحدده المؤمنون بالاتفاق مع أب اعترافه و مرشده الروحي كتدريب روحي للسمو المسيحي و ضبط الجسد و تحرم الكنيسة أكل المخنوق و الدم و ما ذبح للأوثان
ومعظم أنواع الصيام في الكنيسة الأرثوذكسية هي :
1- أسبوع الاستعداد أو مقدمة الصوم الكبير
2- الأربعين المقدسة
3- أسبوع الآلام
4- الأربعاء والجمعة طوال العام عدا الخمسين (50 يوم) بعد عيد القيامة
5- صوم الرسل
6- صوم العذراء مريم
7- صوم الميلاد
8- صوم برامون الميلاد وبرامون الغطاس
9- صوم يونان النبي
وعن نظام وطقس الكاثوليك في الصوم فهو مختلف فهم يفطرون إفطاراً كاملاً في يومي السبت والأحد ويصومون يومي الأربعاء والجمعة كصوم كامل أما الاثنين والثلاثاء والخميس فتسمى عندهم أيام بياض يأكلون فيها البيض واللبن ومستخرجاتهم وأحيانا يتسامحون في الأربعاء والجمعة لظروف معينه كالأعياد ويكون الصوم قد انتهى انتهاء كاملاً و أكل اللحم على مدار السنة و كذا الدم و المخنوق و لا صوم قبل التناول.
لا يؤمن البروتستانت ألا بصيام الأربعين المقدسة و أن الصوم يجب أن يكون في الخفاء بين الإنسان والله عملا بوصية الرب في العظة على الجبل
(متى-6-17)(وأما أنت فمتى صمت فادهن راسك واغسل وجهك.)
) متى-6-18)(لكي لا تظهر للناس صائما بل لأبيك الذي في الخفاء.فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية)
وليس للبروتستانت أيام صوم ثابتة يصومها الجميع في مواعيد محدده وفي مناسبات خاصة بها وإنما الصوم عندهم في غالبيته عمل فردي يقوم به الفرد متى شاء وكيف شاء ولا سلطان للكنيسة عليه ولا تدخل لها في صومه حسبما جاء في كولوسي
(الرسالة إلى كولوسي-2-16)(فلا يحكم عليكم احد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت)
الرسالة إلى كولوسي-2-17)(التي هي ظل الأمور العتيدة أما الجسد فللمسيح.)
أي إنهم يوافقون أن أي فرد يصوم من أجل شفاء أو حل مشاكل أو قضاء حوائج أو أي موضوع معين في حياته عندئذ يصوم صوما خاصا
ولا يوافقون في الصوم على الصوم النباتي والامتناع عن الأطعمة الحيوانية ويعترضون على من يخالفهم بما جاء في تيموثاوس الاولى
(الرسالة الأولى إلى تيموثاوس-4-3)(مانعين عن الزواج وآمرين ان يمتنع عن اطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق.)
الخلاف حول الصلاة
الصلاة عند الأرثوذكس عامة كالقداس الإلهي و صلوات الأجبية السبعة اليومية التي تبدأ كلها برسم علامة الصليب على الجباه و الصدور في بدايتها و نهايتها و عند الأكل و النوم و خاصة الدخول و الخروج و قبل كل عمل من الأعمال اليومية كما يتجه المؤمنين ناحية الشرق عند صلواتهم و يتلون الصلاة الربانية (أبانا الذي في السماوات ... إلخ ) في كل صلاة. يتفق معهم الكاثوليك ولكن هناك صلوات خاصة شفاعية بقلب يسوع و قلب العذراء مريم و المسبحة الوردية لعدد من المرات كل يوم لغفران خطايا الفرد الماضية و الحاضرة و المستقبلة أيضا ويختلف عنهم البروتستانت حيث لا قداسات بل هي صلوات تعبدية بلا رسم الصليب و بدون تقيد في الاتجاه نحو الشرق و بغير ترديد للصلاة الربانية.ولا يعتقدون في الصلاة على الموتى بل هي للتعزية
الخلاف حول الكتاب المقدس
يؤمن الأرثوذكس والكاثوليك بالكتاب المقدس بأسفاره الستة والستين بعهديه القديم والجديد مضافاً إليها الأسفار القانونية الثانية
أو الأبو كريفا وهي ( سفر باروخ - سفر يهوذا- سفر طوبيا- سفر المكابيين الاول - سفر المكابيين الثاني - سفر الحكمة- سفر استير )
ويرون فيها كلمة الله الموحى بها ذات السلطان الكامل في العقائد ولكن يختلف الكاثوليك عن الأرثوذكس في أنهم يحظرون قراءة الكتاب المقدس إلا عن طريق رجال الدين المصرح لهم بذلك ضمانا لوحدة التفسير أما الأرثوذكس فمباح عندهم لكل مؤمن أن يقرأه مع التزامه بتفاسير الآباء الأولين يختلف معهم البروتستانت فلا يؤمنون بقانونية الأسفار الثانية ولا يعتبرونها موحى بها ويرون فيها كتب لا تصلح في التعليم و الوعظ
الخلاف حول الحكم الألفي ( المجيء الثاني )
يعتقدا لنصارى بالمجيء الثاني للمسيح ولكنهم يختلفون في طبيعة هذا المجيء هل سيأتي ليحكم العالم أم يأتي ليدينه , يعتقد الأرثوذكس أن المسيح سيأتي ليدين العالم ولا يعترفون بالحكم الألفي وهو أن المسيح سيحكم ألف سنه قبل الدينونة ويعتبرون أن من يعتقد في الحكم الألفي إنما يقر للمسيح بثلاث مجيئات مجيء للتجسد والفداء ومجيء للحكم الألفي ومجي للدينونه ويدللون على ذلك بما جاء في قانون الإيمان "يأتي في مجده يدين الأحياء والأموات الذي ليس لملكه انقضاء "
ويتفق معهم الكاثوليك بعدم الاعتراف بالحكم الألفي بينما يرى البروتستانت أن المسيح سوف يأتي ويحكم ألف سنة على الأرض قبل الدينونه يقيد خلالها الشيطان استنادا ً لما جاء في سفر الرؤيا
(رؤيا يوحنا-20-1)(ورأيت ملاكا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده.)
(رؤيا يوحنا-20-2)(فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو ابليس والشيطان وقيّده الف سنة)
ويرون أنها ستكون أزمنه سلام لما جاء في سفر إشعياء
(اشعياء-11-6)(فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمن معا وصبي صغير يسوقها.))
(اشعياء-11-7)(والبقرة والدبة ترعيان.تربض أولادهما معا والأسد كالبقر يأكل تبنا.)
(اشعياء-11-(ويلعب الرضيع على سرب الصل ويمد الفطيم يده على حجر الافعوان.)
(اشعياء-11-9)(لا يسوؤون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لان الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر.)
الخلاف حول الشفاعة
تؤمن الفرق النصرانية الثلاثة الكبرى بالشفاعة ولكنها تختلف في من له حق الشفاعة حيث يؤمن الأرثوذكس بالشفاعة سواء شفاعة المسيح أو شفاعة القديسين حيث يرون في شفاعة المسيح شفاعة كفارية أي أنه يشفع في مغفرة الخطايا باعتباره في اعتقادهم الكفارة التي نابت عنهم في دفع ثمن الخطية كما يعتقدون في شفاعة القديسين والملائكة ويرون فيها شفاعة توسلية من خلال الإيقونات وحفظ الأجساد حيث يحتفظون بأجزاء من أجسادهم أو متعلقاتهم ويرون أنه إن بما أن للقديسين شفاعة فشفاعة الملائكة أولى ويتفق الكاثوليك مع الأرثوذكس في الإيمان بالشفاعة سواء شفاعة المسيح أو الملائكة والقديسين إلا أنهم يكرمون القديسين من خلال تماثيل بالإضافة الأيقونات في حين ينكر الإيمان البروتستانتي الشفاعة بالكلية سواء بالعذراء أو بالملائكة أو بالقديسين وبالتالي لا يعترفون بإكرامهم ولا بتطويبهم ولا يطوبون العذراء مريم ولا يكرمونها ولا يعترفون بأعياد القديسين ولا يؤمنون بتسمية الكنائس بأسماء الملائكة والقديسين ويحاربون الأيقونات والصور ولا يؤمنون سوى بشفاعة المسيح وذلك عملا بما جاء في الرسالة الأولى ليوحنا
(رسالة يوحنا الأولى-2-1)(يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا.وان اخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار)
الخلاف حول التقليد
يعرف النصارى التقليد بأنه كل تعليم وصل إليهم عن طريق التسليم الرسولي و الأبائي غير الكلام المكتوب في الكتاب المقدس في موضوعات ربما لم تذكر في الكتاب المقدس ولكنها لا تتعارض معه ويؤمن الأرثوذكس بالتقليد ويرون فيه وصية الرسل للآباء كما جاء تسالونيكي وتيموثاوس
(الرسالة الثانية الى تسالونيكي-3-6)(ثم نوصيكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي اخذه منا.)
(الرسالة الثانية الى تيموثاوس-2-2)(وما سمعته مني بشهود كثيرين اودعه أناسا أمناء يكونون أكفاء إن يعلّموا آخرين أيضا.)
(الآخبار السارة)(الرسالة الأولى الى كورونثوس-11-2)(فأمدحكم أيها الإخوة على أنكم تذكرونني في كل شيء وتحفظون التعاليم كما سلمتها اليكم.)
ويرون أيضا ًانه من خلال التقليد قد عرفوا الكتاب المقدس وبالتسليم وصلت إليهم الكتب وكل تراث الكنيسة وكل نظمها وكال طقوسها وبعض العقائد و التعاليم مثل تقديس يوم الأحد ورشم الصليب وشريعة الزوجة الواحدة ويعتبرونه أقدم من الكتاب وترجعه إلى أيام آدم وتمثل لذلك أن هابيل قد عرف فكره الذبيحة التي تقدم قربانا لله ولم تكن في زمنه شريعة مكتوبة وانه لاشك تسلمها من آدم ويعترضون على من لا يؤمنون بالتقليد الكنسي في اتخاذهم ليوم الأحد كيوم مقدس للرب بدلا من السبت ولا يتمسكون بحرفية النص في سفري الخروج والتثنية
(الفانديك)(الخروج)(الخروج-20-(اذكر يوم السبت لتقدسه.)
(الفانديك)(التثنية)(التثنية-5-12)(احفظ يوم السبت لتقدسه كما اوصاك الرب الهك.)
وترى أن الكتاب المقدس قد أعطى سلطة التشريع للكنيسة حسبما جاء في متى
(متى-18-18)(الحق اقول لكم كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطا في السماء.وكل ما تحلّونه على الارض يكون محلولا في السماء.)
ويعتبرون أن الرب لما أعطى الشريعة المكتوبة أبقى التقليد ويتفق الكاثوليك مع الأرثوذكس في الإيمان بالتقليد ولكنها تضيف قوانين نسبتها إلى الرسل وآباء الكنيسة الغربية والمجامع المحلية
لكن الأمر يختلف بالنسبة للبروتستانت فهم لا يؤمنون بالتقليد الكنسي ولا بالقوانين الكنسية ولا بأية وسيله كنسية على الإطلاق ولا يلتزمون إلا بالكتاب المقدس ولا يلقون بالاً لما تركته الأجيال السابقة للكنيسة ولا ما تركه الرسل وآباء الكنيسة الأول والمجامع المقدسة والقوانين والنظم الكنسية ويرون في رفضهم للتقليد بأن المسيح قد رفضه في توبيخ الرب للكتبة والفريسين
(متى-15-2)(لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ.فإنهم لا يغسلون أيديهم حينما يأكلون خبزا.)
كما أدانه لبعض التقاليد الخاطئة
(متى-15-4)(فان الله أوصى قائلا أكرم أباك وأمك.ومن يشتم أبا او أما فليمت موتا.)
(متى-15-5)(وأما انتم فتقولون من قال لأبيه او أمه قربان هو الذي تنتفع به مني.فلا يكرم أباه أو أمه.)
(متى-15-6)(فقد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم.)
ويستندون أيضا ً بما جاء في كولوسي
(الرسالة الى كولوسي-2-(انظروا ان لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب اركان العالم وليس حسب المسيح.)
والبروتستانت وإن كانوا يعطون أهمية لكتابات بعض المشاهير لديهم إلا إنهم يرون إمكانية معارضتها وتجاوزها أي إنها كتابات لها أهمية ولكنها غير ملزمه
الخلاف حول انبثاق الروح القدس من الآب
تتفق الفرق النصرانية الثلاثة على أن الروح القدس هو الأقنوم الثالث ولكنها تختلف حول انبثاقه ففي حين يؤمن الأرثوذكس بانبثاق الروح القدس من الآب فقط يرى الكاثوليك والبروتستانت انبثاق الروح القدس من الأب والابن
الخلاف حول القيامة و الدينونة
( الإيمان بالمطهر)
( الإيمان بالمطهر)
يرى الأرثوذكس في الدينونه أنها أبدية للأبرار في الملكوت، وللأشرار غير التائبين في الجحيم فالنفس عندهم خالدة وإنما يأتي المسيح ليدين الأحياء والأموات حسب أعمالهم إما نعيم أبدي أو عذاب أبدي عند القيامة
(يوحنا-5-28)(لا تتعجبوا من هذا.فانه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته.)
) فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيّآت الى قيامة الدينونة)( Jn:5:29)
أما الذين يرقدون الآن ينعم منهم الأبرار بفردوس النعيم أما الأشرار فيعذبون بجحيم توقع الدينونه ولا يعترفون بما يسمى بالمطهر ويعتبرون هذه العقيدة ضد إيمانهم حيث لا توجد مغفرة إلا بدم المسيح " بدون سفك دم لا تحصل المغفرة "
يختلف معهم الكاثوليك حيث يعتقدون في المطهر وهو مكان تتطهر فيه النفس –حسب اعتقادهم – بعذابات الجحيم التي لا ينجو منها احد حتى ألأنبياء والرسل والقديسين حتى يصبحوا أهلا ً للتمتع بالأمجاد السماوية وان الإنسان بعد موته يقضي فتره من العذاب في المطهر على قدر خطاياه ثم ينتقل إلى النعيم أي يدخل الملكوت
والبروتستانت ترى أنه ستكون قامتان للأموات إحداهما للأبرار الذين سيحكمون مع المسيح ألف سنة على الأرض و الثانية للأشرار و بعض الطوائف البروتستانتية (المعمدانيون) يعتقدون أن الدينونة ستكون على الأرض و بعضها يعتقد كالأرثوذكس و لكن جميعهم ينكرون المطهر كالأرثوذكس
الخلاف حول الخلاص
تتفق الأرثوذكس والكاثوليك على أن الله قد عين المختارين للخلاص منذ الأزل وفق مشيئته في خلاص الجميع و طبقاً لسابق علمه للذين سيقبلون دعوة الله لهم بالإيمان بالمسيح كمخلص وحيد بالأعمال الصالحة.ويستلزم الخلاص الإيمان بالمسيح رباً و مخلصاً و التوبة عن الخطية و الأعمال الصالحة طول العمر. ولكن الأمر عند البروتستانت مختلف فالذين اختارهم الله للحياة الأبدية من قبل تأسيس العالم انتخبهم حسب نعمته دون أن يرى إيماناً أو أعمالاً صالحة منهم و الإيمان بدم يسوع وحده كاف للخلاص و التبرير ويكفي الإيمان ولا أهمية للأعمال للتبرير و التقديس بدم المسيح.
الخلاف حول العذراء مريم
اختلفت الفرق الثلاثة حول مريم العذراء اختلافا كبيراً حيث يرى فيها الأرثوذكس أنها ولدت كأي إنسان آخر حاملة للخطية ومثل الأنبياء والقديسين ولكن الاباء الاولين نادوا بأن مريم منزهة عن الخطيئة الأصلية مثل المسيح (5)و يرون أن مكانتها في كونها أماً الله فهم يطو بونها و يكرمونها ويقومون بعمل صوم لها واعياد في الوقت نفسه فإن الكاثوليك يعتقدون أنها برئيه من الخطية مثل المسيح وحبل بها بلا دنس مثل المسيح كما يعتقد الكاثوليك أنها صعدت حية إلى السماء وتصنع لها التماثيل في كنيستهم كما يصلون لها ويعتقدون في الثالوث المريمي حتى في الصلوات يدمجونها مع الثالوث الأقدس وعلى الطرف الآخر يقف البروتستانت حيث ينكرون أهمية العذراء إنكاراً كاملاً ويعتبرونها مخلوقه عادية كغيرها ويعترضون على تسميتها الإله ولكنها أم يسوع فقط فهي لم تلد اللاهوت وإنما ولدت جسداً فقط وقال بعضهم إنها قشرة البيضة التي خرج منه الكتكوت وقد اتفق الأرثوذكس والكاثوليك في دوام بتولية العذراء وعدم وجود إخوة للمسيح بالجسد (6)
(اشعياء-7-14)(ولكن يعطيكم السيد نفسه آية.ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل.)
(لوقا1: 30 -31)(فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله.) (وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع.)
(لوقا-1-35)(فأجاب الملاك وقال لها.الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله.)
على عكس البروتستانت الذين اعتقدوا في إنجابها أولاداً بالجسد أي بعد المسيح وأطلقوا عليهم إخوة يسوع أو إخوة الرب
(متى-1-25)(ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر.ودعا اسمه يسوع)
(لوقا-2-7)(فولدت ابنها البكر وقطمته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل)
(متى-12-47)(فقال له واحد هو ذا أمك وإخوتك واقفون خارجا طالبين أن يكلموك.)
(يوحنا-2-12)(وبعد هذا انحدر إلى كفر ناحوم هو وأمه وإخوته وتلاميذه وأقاموا هناك أياما ليست كثيرة.)
(متى-13-55)(أليس هذا ابن النجار.أليست امه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا.)
الخلاف حول عصمة الباباوات وإدارة الكنيسة
تعتقد الأرثوذكس في وجود البابا وسلطته بحق الحل والربط ولكنها لا تؤمن بعصمة البابا من الخطية أو الخطأ وأنه لا عصمة للبابا و لا لغيره من البشر إلا إذا كانوا على هيئة مجمع مقدس للكنيسة و المجمع المقدس يكون معصوماً فقط بقدر ما تكون قراراته مطابقة للحق الإلهي المُعلن في الإنجيل المقدس و التقليد و قوانين الكنيسة و تعليم الآباء تدار الكنيسة عن طريق المجمع المقدس العام و مجالس الايبارشيات برئاسة المطران أو الأسقف أو الأراخنة (الشعب) و لا رئاسة لكرسي رسولي على آخر أما الكاثوليك فتؤمن برئاسة بطرس للرسل و رئاسة كرسي روما على جميع الكنائس و عصمة الجالس عليه من الخطأ والكاثوليك تعتبر الباباوات خلفاء للمسيح وأعطوا لكلامهم معنى قانونياً كقوانين الدولة وزادوا حتى أعطوهم سلطاناً مدنياً يحكمون به على البعض بالموت قتلاً وحرقاً وعلى الطرف الآخر يقف البروتستانت حيث تنكر الكهنوت كله وترى أنه لا رئاسة عامة و لكل كنيسة بروتستانتية رياسة خاصة و سنودس (مجلس إداري كنسي) و لا تستمد أية كنيسة خلافتها من أحد الرسل
الخلاف حول الرهبنة و البتولية
البتولية درجة ملائكية عالية و الرهبنة تكريس للبتولية تقوم على أسس أربعة :التجرد ، العزلة ، الفقر الاختياري ، عدم الزواج و الرهبنة دارسة و خادمة داخل الأديرة فقط.هذا في المعتقد الأرثوذكسي ويتفق معهم الكاثوليك قد تكون الرهبنة كرازة خارج الدير.
لكن الأمر يختلف لدى البروتستانت حيث لا رهبنة و لا أديرة و لا امتناع عن الزواج و البتولية روحية لا جسدية
الخلاف حول مباني الكنائس
تقام الكنائس عند الأرثوذكس والكاثوليك على أحدث الأنظمة و تفرش بأفخر الأثاث باعتبارها بيت الله و بيت الملائكة و تقدم لها التقدمات و تزين بالصور و الأيقونات للمسيح و العذراء و الملائكة و القديسين و الشهداء و يمكن إقامة مذابح متنقلة في أماكن يراد الصلاة فيها و لا صلاة بالكنائس إلا بعد تدشينها بطقوس و صلوات خاصة. أما البروتستانت من طوائفها من يهاجم مباني الكنائس و تعتبر الكنيسة بالمعنى الروحي فقط (جماعة المؤمنين) كطائفة المعمدانيين
الخلاف حول الصور والتماثيل
ترى الأرثوذكس أن الأيقونات موجودة منذ العصر الرسولي الأول وأن القديس لوقا البشير كان طبيباً ورساما ورسم صوره للسيدة العذراء مريم وتعتبر أن تكريم الأيقونات هو تكريم لأصحابها (يوحنا-12-26)(......وان كان احد يخدمني يكرمه الآب.) تتشابه معهم الكاثوليك وان كانت تزيد عليها في التماثيل .أما البروتستانت فتنكر ما في الكنيسة من صور وأيقونات كما ينكرون التماثيل عند الكاثوليك ويعتبرون ذلك ضد وصية الله الثانية
(الخروج-20-4)(لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما مّما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض.)
(الخروج-20-5)(لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ.لأني أنا الرب إلهك اله غيور افتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيّ.)
(التثنية-5-(لا تصنع لك تمثالا منحوتا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من أسفل وما في الماء من تحت الأرض.)
(التثنية-5-9)(لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ لأني أنا الرب إلهك اله غيور.افتقد ذنوب الآباء في الأبناء وفي الجيل الثالث والرابع من الذين يبغضونني)
ويرون أن الأيقونات من بقايا الوثنية
الخلاف حول إكرام الصليب[/font:8bb2