الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى
ثم أما بعد
مقدمة :
تضم أسفار العهد الجديد سبعه وعشرين سفراً ويظن النصارى أنه وكما جاء في الرسالة الثانية المنسوبة إلى بطرس "لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس"
إن أول إنجيل يطالعنا عند قراءة الكتاب المقدس هو الإنجيل الذي يُنسب إلى القديس متى حواري المسيح والذي يحكي عن حياة يسوع ومواعظه حتى صعوده إلى السماء فمن هو كاتب هذا الإنجيل ؟ وما علاقته بالإنجيل المنسوب إليه ؟ وهل هذا الإنجيل هو كلام الله ووحيه ؟
من هو كاتب أنجيل متى؟
لا يوجد دليل على أن كاتب أنجيل متى هو متى الحواري أحد تلاميذ المسيح الإثني عشر على خلاف ما ذكره علماء النصارى في ترجمة متى هو أنه أحد التلاميذ الإثنى عشر ، وكان يعمل عشاراً في كفر ناحوم وقد تبع المسيح بعد ذلك
هل عرّف كاتب الإنجيل عن نفسه؟
انك حين تطالع أي كتاب تجد في المقدمة تعريف بالكاتب عن نفسه وهذا مالا نجده في إنجيل متى فالقارئ لهذا الإنجيل لا يجد أي ذكر لأسم الكاتب .اللهم إلا مرتين المرة الأولى التي وردت في الإصحاح التاسع العدد تسعه " وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى.فقال له اتبعني.فقام وتبعه." إن الكلام جاء عن متى هنا بصيغة الغائب فكيف يتكلم متى على نفسه بهذا الأسلوب وبضمير الغائب ولو كان متى هو الكاتب لقال": وفيما يسوع مجتاز من هناك رآني( أو رآني أنا متى) جالساً عند الجباية فقال لي : إتبعنى فقمت وتبعته".
قد يقول قائل أن هذا الأسلوب في الكلام هو ما يسمى في البلاغة بأسلوب الالتفات -ونقول: لقد عرّف علماء اللغة " الالتفات بأنه التعبير عن المعنى بطريق من الطرق الثلاثة –المتكلم المخاطب والغيبة – بعد التعبير عنه بطريق آخر منها"
أي إن الالتفات هو الانتقال من صيغة الغائب إلى صيغة المتكلم ، أو من صيغة الغائب إلى صيغة المخاطب ، والكاتب هنا لم يتكلم عن نفسه أبداً بصيغة المتكلم ولا مرة واحدة ، فأي الأساليب البلاغية التي يتكلم فيها الكاتب عن نفسه بصيغة الغائب دون أن يتكلم مرة واحدة عن نفسه بصيغة المتكلم .
وعن المرة الثانية التي ذكر فيها اسم متى في العهد الجديد هي في سياق تعداد أسماء التلاميذ الاثني عشر" فيلبس وبرثولماوس.توما ومتى العشار .يعقوب بن حلفى ولباوس الملقب تداوس" (متى 10/3)
" متّى وتوما.يعقوب بن حلفى وسمعان الذي يدعى الغيور" ( لوقا 6/15)
وتجدر الإشارة أن مرقص ولوقا يذكران أن العشّار الذي لقيه المسيح في محل الجباية هو لاوي بن حلفى ولم يذكرا أن اسمه متى يقول مرقص "وفيما هو مجتاز رأى لاوي بن حلفى جالسا عند مكان الجباية.فقال له اتبعني فقام وتبعه" ( مرقص 2/15)
ويقول لوقا " وبعد هذا خرج فنظر عشاراً اسمه لاوي جالسا عند مكان الجباية.فقال له اتبعني"( لوقا 5/27 )
في حين تزعم الكنيسة أن لاوي بن حلفي هو اسم آخر لمتى العشار أي إنهما شخص واحد ولكن هذا القول لا يوجد عليه أدنى دليل
يقول جون فنتون -مفسر الإنجيل وعميد كلية اللاهوت بليفنشفيلد- :
" لا يوجد دليل على أن متى هو اسم التنصير للآوي ويرى انه من المحتمل " انه كانت هناك بعض الصلات بين متى التلميذ والكنيسة التي كتب من أجلها هذا الإنجيل ولهذا فإن مؤلف هذا الإنجيل نسب عمله إلى مؤسس تلك الكنيسة أو معلمها إلي كان اسمه متى ويحتمل أن المبشر كاتب الإنجيل قد اغتنم الفرصة التي أعطاها إياها مرقص عند الكلام على دعوة احد التلاميذ فربطها بذلك التلميذ الخاص احد الاثنى عشر –متى – إلي وقره باعتباره رسول الكنيسة التي يتبعها " (1)
الكثير من علماء المسيحية في القديم والحديث ينكر نسبة صحة الإنجيل الى متى
or=blue][b]ينكر كثير من علماء المسيحية في القديم والحديث نسبة صحة الإنجيل إلى القديس متى وسنسرد جانبا ً من تلك الأقوال
يقول محررو ترجمة الرهبانية اليسوعية : (مدخل إنجيل متى )
" أما المؤلف فالإنجيل لا يذكر عنه شيء وأقدم تقليد كنسي ( بابياس , أسقف هيرابوليس , في النصف الأول من القرن الثاني ) ينسبه إلى الرسول متى وهناك بعض المؤلفين الذي يستخلصون من ذلك أنه يمكن أن تنسب إلى الرسول صيغة أولى آرامية أو عبرية لإنجيل متى اليوناني . لكن البحث في الإنجيل لا يثبت هذه الآراء دون أن يبطلها مع ذلك على وجه حاسم فلما كنا لا نعرف اسم المؤلف معرفة دقيقة يحسن بنا أن نكتفي ببعض الملامح المرسومة في الإنجيل نفسه "… (2)
ويقول القس فهيم عزيز: عن كاتب إنجيل متى " لا نستطيع إن نعطيه اسماً وقد يكون متى وقد يكون غيره " (3)
ويقول المفسر فنتو ن:- في تفسيره لإنجيل متى( ص 136) عن كاتب إنجيل متى"إن ربط شخصيته كمؤلف بهذا التلميذ إنما هي بالتأكيد محض خيال "
ويقول فاستس في القرن الرابع: " إن الإنجيل المنسوب إلى متى ليس من تصنيفه"
ويقول ج ب فيلبس في مقدمته لإنجيل متى : " نسب التراث القديم هذه البشارة إلى الحواري متى ، ولكن معظم علماء اليوم يرفضون هذا الرأي "
ويقول إن تسمية الكتاب الأول في الأناجيل بأنجيل متى هو من باب اختصار الوقت واختيار ما هو أسهل بقصد الراحة " الكاتب الذي ندعوه الآن متى وذلك للراحة واختصارا للوقت " ويستمر فيلبس فيقول لقد اعتمد الكاتب على الQ الغامضة التي ربما كانت مجموعه من التراث الشفهي " وهو هنا يقصد ب Q كلمة QEULLA بالألمانية وتعني مصادر "(4)
ويقول البروفسور هارنج :" أن انجيل متى ليس من تأليف متى الحواري بل هو لمؤلف مجهول أخفى شخصيته لغرض ما "
ويقول أ. تريكو في شرحه للعهد الجديد (1960):" إن الاعتقاد بأن متى هو عشار في كفر ناحوم ناداه عيسى ليتعلم من, لم يعد مقبولا َ خلافاً لما بزعمه آباء الكنيسة "(6)
ويقول مؤلف كتاب قصة الحضارة وول ديورنت :
إن النقاد يميلون إلى القول بأنه من تأليف أحد أتباع متى , وليس من أقوال (العشار ) نفسه أي متى
ومما يؤكد براءة متى من كتابة هذا الإنجيل أن كثيراً من الشراح والمحققين يرون –كما سيأتي بيانه –أن الإنجيل كتب بعد سنة 70م وهي السنة التي مات فيها متى
ردود علماء المسيحية والرد عليهم
محررو قاموس الكتاب المقدس يسوقون اسباباً واهية لترجيح أن مؤلف أنجيل متى هو متى نفسه
انطلاقاً من التمسك الشديد بالتقليد حاول بعض علماء المسيحية إثبات نسبة الإنجيل إلى متى الحواري ولكن جميع ما ورد من أقوال مردود عليها وسنورد جانبا ً من أقوال بعض علماء المسيحية وتفنيدها
جاء في قاموس الكتاب المقدس : ( ويُرّجح أن مؤلف هذا الإنجيل هو متى نفسه )
الجميع يعلم أن كلمة يُرّجح تفيد ترجيح لرأي على آخر وهذا يعني أن هناك أراء تنفي نسبة الإنجيل لمتى أي أن نسبة الإنجيل لمتى ليست قطعية بل هي ظنيّة ، فربما يكون متى كتبه وربما يكون شخص آخر فهل تبنى العقيدة أو كلمة الله على الترجيح بين الأقوال ؟؟؟
ثم يُورد القاموس الأسباب التي دعت للترجيح وهي أسباب واهية لا ترقى لكونها دليلاً إلى الترجيح
1- يذكر لوقا أن لاوي (متى) صنع للسيد المسيح وليمة " كبيرة " في أول عهده بالتلمذة (لو 5: 29 - 32) أما هو (متى ) فيذكرها بكل اختصاراً تواضعاً
(مت 9: 10 – 13(
2-الشواهد والبينات الواضحة من نهج الكتابة بأن المؤلف يهودي متنصر.
3-لا يعقل أن إنجيلا خطيراً كهذا هو في مقدمة الأناجيل ينسب إلى شخص مجهول وبالأحرى لأن ينسب إلى احد تلاميذ المسيح
4- ويذكر بابياس في القرن الثاني الميلادي أن متى قد جمع أقوال المسيح
5- من المسلم به أن الجابي عادة يحتفظ بالسجلات لأن هذا من أتم واجباته لتقديم الحسابات وكذلك فإن هذا الإنجيلي قد احتفظ بأقوال المسيح بكل دقـة (6)
الرد على محررو قاموس الكتاب المقدس
1- لقد وردت القصة ذاتها مختصره في إنجيل مرقص فهل كان مرقص يكتب بتواضع وهل هو كاتب إنجيل متى وهل لو كانت مذكورة بتفصيل أكثر هل كانت دليلاً وحجة دامغة على أنّ متى ليس هو الكاتب بل على العكس فمتى لو تكلم بتفصيل أكثر لجاز أن يكون الكاتب هو متى لأنه صاحب الوليمة وهذا يناقض الاستشهاد
2- اليهود الذين تنصروا كثر جداً ، فلماذا يكون المقصود هو متى ولماذا لا يكون أي يهودي متنصر آخر
3- وهل ترتيب الإنجيل بين الأناجيل هو ما يدل على مكانة كاتب الإنجيل سواء من ناحية كونه تلميذا ً للمسيح أو كاتباً مجهولا ً إن هذا القول يعني أن إنجيل يوحنا لكونه آخر إنجيل في ترتيب الأناجيل يشكك في وضع كاتبه
4- ذكر بابياس أن متى جمع أقوال المسيح ولم يقل أن متى كتب وهناك فرق بين الجمع وبين الكتابة وما نراه اليوم هو قصة عن حياة المسيح وليس جمعاً لأقواله كما أن جمع متى لأقوال المسيح لا تعني صحة نسبة الإنجيل المنسوب إليه اليوم ولا دليل أن هذه الأقوال التي جمعها متى هي نفسها إنجيل متى.
بابياس يقول أن إنجيل متى وُضع بالعبرية ، فلنُسّلِّم جدلاً أن الذي بأيدينا اليوم من نسخ يونانية هي ترجمة من الأصل العبري ، يبقى إنجيل متى على ذمة المترجم ، ولا ندري من هو المترجم
ومتى مات في القرن الأول ، و بابياس من علماء القرن الثاني ومولود في القرن الأول ولا يوجد تحديد لزمن ولادته ، ولا يوجد دليل أو أدنى ما يُشير إلى أنّ بابياس رأى متى أو سمع منه ، بل ربما لم يولد بابياس إلا بعد موت متَّى ، فلا ندري كيف عرف بابياس هذا عن متى .
كذلك بابياس شهادته مجروحة ، فلقد وصفه المؤرخ يوسايبيوس بأنّ فهمه محدود ( تاريخ الكنيسة ، جزء 3 ، فصل 39(.فكيف تقبل شهادته هنا؟
وأيضا شهادة بابياس نقلها عنه المؤرخ يوسايبيوس ، وطبعاً الزمن منقطع بين يوسايبيوس وبابياس ، فالأول توفي في القرن الثاني والأخير توفي في منتصف
القرن الرابع
5- ليس بالضرورة أن يكتب الجابي معلوماته الدينية كما يكتب متعلقاته بعمله
القس منيس عبد النور ومحاوله يائسة لإثبات اتصال السند لإنجيل متى
وللرد على ماقاله القس منيس عبد النور نورد جانباً من رده أولا
قال المعترض الغير مؤمن: لا يوجد سندٌ متَّصل لإنجيل متى .وللرد نقول بنعمة الله :أشار برنابا ( الذي كان رفيقاً لبولس ) إلى إنجيل متى في رسالته سبع مرات، واستشهد به أغناطيوس سنة 107م في رسائله سبع مرات، فذكر حبل مريم العجيب ، وظهور النجم الذي أعلن تجسُّد المسيح.
وكان إغناطيوس معاصراً للرسل، وعاش بعد يوحنا الرسول نحو سبع سنين، فشهادته من أقوى البيانات على صحّة إنجيل متى.
واستشهد بوليكاربوس (تلميذ يوحنا الرسول) بهذا الإنجيل في رسالته خمس مرات،
وكان هذا الإنجيل منتشراً في زمن بابياس (أسقف هيرابوليس) الذي شاهد يوحنا الرسول. كما شهد كثير من العلماء المسيحيين الذين نبغوا في القرن الأول بأن هذا الإنجيل هو إنجيل متى، واستشهدوا بأقواله الإلهية، وسلَّمه
السلف إلى الخلف"(7)
الرد على ماقاله القس منيس عبد النور
ولأن الكثير من النصارى لا يعرف ما هو السند المتصل كان علينا تعريف السند المتصل لإنجيل متى بصوره مبسطه ، وهو مثلاً أن يخبر تلاميذ متى - أو من لقي متى ورآه أو سمع منه - أنهم شاهدوا متى يكتب إنجيله أو أنه هو أخبرهم بذلك ، ثم يقوم تلاميذه بنقل هذه المعلومة إلى تلاميذهم أو من هم دونهم ، ويجب على الأخيرين أن يصرحوا بكل وضوح وبكلام لا لبس فيه ، أنهم سمعوا من معلميهم ( الذين هم تلاميذ متّى ) أن القديس متّى هو كاتب هذا الإنجيل ،
ثم يخبر هؤلاء من هم بعدهم وهكذا .
-إن ما ذكره لنا القس لا ينطبق عليه احد شروط اتصال السند ولا يثبت أن شخص واحد على الأقل يقول إنَّه رأى متّى يكتب إنجيله أو بشخص واحد يقول أنّ متّى الرسول أخبره أنه كتب إنجيلاً
-إن ما قاله القس منيس عبد النور فقط هو إنَّ برنابا وإغناطيوس استشهدوا بإنجيل متى ليوهم القارئ بأنهما قد قاما بالاقتباس وذكر أن هذا الاقتباس من إنجيل متى فهما لم يذكرا إنجيل متى بالاسم قط وإنما وردت عبارات في رسائلهم شبيهه بنصوص في إنجيل متى دون أن يذكر احدهما إن هذا الاقتباس من إنجيل متى
إنَّ تشابه بعض العبارات لا تعني بالضرورة أنها مقتبسة من إنجيل متّى ، فيُحتمل أنّهم جميعاً ( الآباء وكاتب إنجيل متّى ) اقتبسوا من نفس المصدر ، أو يُحتمل أنها مقتبسة من أقوال منتشرة كانت تحكى وتتردد على ألسنة البعض في ذلك
الزمان ..
- لقد استشهد القس منيس عبد النور بكاتب رسالة برنابا وهو كاتب مجهول وهو ما تقره دائرة المعارف الكتابية فتقول أن"مؤلفها : من المستبعد جداً أن يكون كاتبها هو برنابا المذكور في سفر الأعمال، والذي كان رفيقاً للرسول بولس في رحلته التبشيرية الأولى، فهي ترجع إلى تاريخ متأخر عن ذلك كثيراً" (
- أما الكلام عن بوليكاربوس فيشبه الكلام عن إغناطيوس ، فبوليكاربوس لم يذكر إنجيل متَّى بالاسم قط ، ولم يذكر متَّى على الإطلاق فكل ما ورد في رسالة بوليكاربوس من عبارات شبيهة بنصوص من إنجيل متَّى لها شبيه أيضاً من إنجيل لوقا ومرقص، فلا يمكن الجزم أنّ بولكاربوس استشهد من إنجيل متى ، بل هناك احتمال أنه اقتبسها من إنجيلي لوقا ومرقص وليس من متى ، أو يُحتمل أنه لم يقتبسها لا من هذا ولا من ذاك بل من أقوال منتشرة معروفة بتناقلها الناس ، ومع كل هذه الاحتمالات يسقط الاستدلال .
اختلاف المصادر التاريخية حول تحديد تاريخ كتابة إنجيل متى
لقد اتفق غالبية علماء المسيحية على أن متى كتب بالعبرية أو السريانية كما اتفقوا على أن أقدم نسخه عرفت شائعة كانت باليونانية لكن موضع الخلاف في تاريخ تدوينه
يقول الأب متى المسكين في مقدمة تفسير إنجيل متى: "بالنسبة لزمن تدوين القديس متى لإنجيله باللغة العبرية، فالكنيسة تحدِّد ميعاد هذا العمل كأول إنجيل بين الأناجيل القانونية. فأوريجانوس يقول ذلك عن طريق يوسابيوس وإبيفانيوس في كتابه ضد الهراطقة ويقول يوسابيوس إن القديس متى كتب إنجيله قبل أن يرحل عن البلاد، أي الجليل. أمَّا إيرينيئوس فيقول: إن ذلك تمَّ بينما كان بطرس وبولس في روما يخدمان. ولكن بين هذين الحدثين توجد مسافة زمنية كبيرة. ولكن المعروف منطقياً أن ق. متى جمع إنجيله في زمن مبكِّر جداً عن زمن إذاعته في الكنيسة باعتباره إنجيلاً قانونياً. ثم أيضاً إن ظهور النسخة المترجمة كان بعد فترة طويلة من تجميع النسخة العبرية الأُولى. وهذا حتماً يكون قبل خراب أُورشليم بالنسبة للنسخة المترجمة، علماً بأن في سنة 66 بدأت بوادر الحرب والحصار والتهديد بمهاجمة الجليل وامتلاكها".(
وجاء في مدخل إنجيل متى نسخة الرهبنة اليسوعية " فالكثير من المؤلفين يجعلون تاريخ الإنجيل الأول بين السنة 80 والسنة 90 وربما قبلها بقليل ولا يمكن الوصول إلى يقين تام في هذا الأمر "(9)
يقول البروفيسور هارنج" إن إنجيل متى ألف بين 80-100 م "
ويقول صاحب كتاب مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين "إن متى بموجب اعتقاد جمهور المسيحيين كتب إنجيله قبل مرقص ولوقا ويوحنا ومرقص ولوقا كتبا إنجيلهما قبل خراب أورشليم ولكن لا يمكن الجزم في أي سنة كتب كل منهم بعد صعود المخلص لأنه ليس عندنا نص الهي على ذلك"
و يُرجح فنتون مفسر الإنجيل كتابته قريبا من هذه الفترة فيقول أنه" كتب في حوالي الفترة من 85-105 م " (10)
إنجيل متى كُتب بالعبرية فمن ترجمه ؟وأين الأصل ؟
كتب متى أنجيله لليهود هكذا يقول القمص تادرس يعقوب ملطي في مقدمة تفسير أنجيل متى " كتب القديس متى أنجيله لليهود الذين كانوا ا لا يزالون المسيا الملك الذي يقيم مملكو تسيطر على العالم "(11)
ولكن دائرة المعارف الكتابية تقلل من أهمية لمن كتب إنجيل متى
" أما مسألة هل كتب الإنجيل أصلاً للمسيحيين من اليهود، أو لليهود غير المسيحيين ، فأمر قليل الأهمية ، حيث أن هذا الإنجيل - مثل رسالة يعقوب – كتب في الفترة الانتقالية التي لم تكن فيها المجتمعات المسيحية قد انفصلت تماماً عن المجتمعات اليهودية ، بل كانوا مازالوا يعبدون معاً. "(12)
وهناك شبه اتفاق بين الآباء حول لغة الكتابة التي كتب بها إنجيل متى وهي اللغة العبرية أو الآرامية
يقول الأب متى المسكين: لقد بدأ القديس متى بكتابة إنجيله ليس بشكله الحاضر باللغة اليونانية ولكن باللغة التي كان يسمعها من المسيح أي باللغة الآرامية والعبرانية "
ويستطرد ألآب متى المسكين ناقلاً عن القديس ايرينئوس " إن متى أيضا كتب إنجيلا بين العبرانيين بلغتهم الخاصة"
ويستكمل نقله عن الآباء فيحكي نقلاً عن يوسابيوس القيصري:
"لأن متى الذي كرز أولاً للعبرانيين , كتب إنجيلهُ بلغتهُ الوطنية إذ كان على وشك الذهاب إلي شعوب أخري"
وعن كيرلس الأورشليمي: "إن القديس متى الذي كتب إنجيله بالعبرية هو الذي قل هذا"
وعن إبيفانيوس :"إن متى هو الوحيد بين كتاب العهد الجديد الذي سجل الإنجيل وكرز به بين العبرانيين بالحروف العبرية "
وعن جيروم :" إن متى في اليهودية كتب إنجيلهُ باللغة العبرية أساساً من أجل منفعة اليهود الذين يؤمنون"(13)
وإذا كانت أقوال الآباء قد اتفقت على أن إنجيل متى قد كتب باللغة العبرية فقد اختلفوا حو ل من ترجمه من العبرية إلى اليونانية وهل هو شخص واحد أم عدة أشخاص
" أمَّا مترجم إنجيل القديس متى من العبرية إلى اليونانية، فبحسب الفحص العلمي الدقيق لواقع الإنجيل باللغة اليونانية، يتضح أن المترجم هو شخص واحد بمفرده بسبب الأسلوب والنمط الواحد في التعبير الذي يسري في كل أجزاء الإنجيل أمَّا مَنْ هو هذا الشخص الذي قام بهذه الترجمة فيقرِّر جيروم أنه ليس لديه تحقيق مقنع لأن الآراء كثيرة للغاية. فمن قائل إنه القديس متى نفسه لأنه كان يعرف اللسان اليوناني، ومن قائل بل تلاميذه، أو أحد الرسل أو ربما ق. يوحنا الرسول، أو تحت عناية عدَّة رسل، فهي تخمينات لا يؤيدها برهان" (14)
ويظل التساؤل قائماً من الذي ترجم إنجيل متى من العبرية إلى اليونانية ؟؟؟
وإذا كانت هذه هي اختلافات الآباء حول مترجم إنجيل متى فنحن نتساءل أين هو الأصل العبري للإنجيل؟
فالدلائل كلها تشير إلى أن الأصل العبري مفقود ويبدوا أن الأب متى المسكين قد وجد أنه لا مفر من الاعتراف ولو على استحياء بتحريف الأصل العبري وضياعه " ولكن الأسباب التي حاقت بالنسخ الأولى لهذا الإنجيل المكتوب بالغة العبرية فأفقدته رصانته وقانونيته ثم وجوده هي حيازة هراطقه كثيرين لإنجيل قز متى بالعبرية المحرفة مما جعل الكنيسة تبتعد عنه هذا بجوار أن استخدامه بين اليهود توقف فتوقفت نساخته حتى ضاع الموجود منه " (15)
وتجد الإشارة بأن هناك من يقول أن إنجيل متى الموجود الآن لم يكن هو الترجمة اليونانية للأصل العبري
ومن هؤلاء العالم سطفان شربنتيه في كتابه مدخل إلى إنجيل متى
" حين نسب بابياس إلى متى الرسول تجميع -الأقوال - أراد بها على ما يبدو الإنجيل كله وهل تلاها –ترجمات – شفهية أم حتى خطية؟ لم يوضح بأن إنجيلنا المعروف بإنجيل متى ولقد اطلع عليه هو أحد هذه الترجمات لم يدل برأيه في أمانته للآرامية وفي الواقع فان تحليل النص الذي بين أيدينا يستبعد أن نكون أمام ترجمه ويؤيد أنه وضع في اليونانية . (16)
إن أولى الأسباب التي يذكرها منكرو نسبة الإنجيل إلى القديس متى "هو إن بابياس يذكر إن متى كتب باللغة العبرية ولكن العارفين باللغات يقولون أن إنجيل متى الحالي كتب أصلا باللغة اليونانية ومن السهل بمكان أن نميز كتاباً مترجماً من لغة إلى لغة أخرى عن آخر كتب في لغة أصلية وليس مترجماً "(17)
ويؤكد هذا الرأي ما ذكرته دائرة المعارف الكتابية
"والمؤكد هو أنه مهما كان هذا الإنجيل العبري (الآرامي) ، فهو لم يكن الصورة الأصلية التي ترجم عنها الإنجيل اليوناني الذي بين أيدينا ، سواء بواسطة الرسول نفسه أو بواسطة أحد آخر كما يقول بنجل وتريش وغيرهما من العلماء. فإنجيل متى – في الحقيقة – يعطى الانطباع بأنه غير مترجم بل كتب أصلاً في اليونانية، فهو أقل في عبريته -في الصياغة والفكر- من بعض الأسفار الأخرى في العهد الجديد، كسفر الرؤيا مثلاً....
منها كيفية استخدامه للعهد القديم، فهو أحياناً يستخدم الترجمة السبعينية ، وأحياناً أخرى يرجع إلى العبرية، ويظهر ذلك بوضوح فى الأجزاء 12: 18-21، 13: 14و 15 حيث نجد أن الترجمة السبعينية كانت تكفى لتحقيق غرض البشير ، لكنه – مع ذلك – يرجع إلى النص فى العبرية مع أنه يستخدم الترجمة السبعينية أينما يجدها وافية بالغرض"
والأدلة الخارجية على استخدام إنجيل متى أصلاً في العبرية أو الآرامية، في الكنيسة الأولى ، هي أدلة غير قاطعة ، فيوسابيوس يذكر خبيراً عن أن بانيتنوس وجد – في حوالي 170م – بين المسيحيين من اليهود – ربما فى جنوب الجزيرة العربية – إنجيلاً لمتى فى العبرية، تركه هناك برثلماوس – وعندما كان جيروم في سوريا منحت له الفرصة لرؤية مثل ذلك الإنجيل الذى وجده عند الناصريين ، والذي ظنه في البداية من كتابة الرسول متى، ولكنه صرح فيما بعد بأنه لم يكن كذلك ، بل كان "إنجيل العبرانيين" الذي يسمى أيضاً إنجيل الاثنى عشر رسولاً أو إنجيل الناصريين وكان متداولاً بين الناصريين والأييونيين (انظر الأبوكريفا ) ، ولهذا فأن إشارات إيريناوس وأريجانوس ويوسابيوس إلى الإنجيل العبرى لمتى، يعتبرها الكثيرون من العلماء على أنها تشير إلى الإنجيل العبري الذي كان يستخدمه المسيحيون من اليهود والذي كانوا يضنونه من كتابه البشير
وهكذا يظل إنجيل متى العبري الذي أشار إليه بايياس ( علي فرض أنهُ وجد حقيقة ) , لغزاً لم يحل بالوسائل المتاحة لنا الآن , وكذلك مسألة العلاقة بين النصيين العبري واليوناني "(16)
خاتمه
لقد رأى المحققون أن هناك أمورا تمنع القول بأن هذا الإنجيل هو كلمة الله واختم بهذه الكلمات للشيخ محمد أبو زهره من كتاب محاضرات في النصرانية "إن إنجيل مجهول الكاتب ومختلف في تاريخ كتابته ولغة الكتابة ومكانها وتحديد من كتب له هذا الإنجيل ثم شخصية المترجم وحاله من صلاح أو غيره وعلم بالدين واللغتين التي ترجم عنها والتي ترجم اليها كل هذا يؤدي إلى فقد حلقات في البحث العلمي "
(1) تفسير إنجيل متى - جون فنتون صفحة 136
(2) ترجمة الرهبانية اليسوعية صفحه 35
(3) المدخل إلى العهد الجديد صفحة 245
(4) هل الكتاب المقدس كلام الله – احمد ديدات صفحة 38-41
(6)التوراة والإنجيل والقرآن – موريس بوكاي صفحة 80-84
(6) قاموس الكتاب المقدس ص832
(7) كتاب شبهات وهميه للقس منيس عبد النور
( دائرة المعارف الكتابية حرف الباء -برنابا
( تاريخ كتابة إنجيل القديس متى- مقدمة تفسير انجيل متى للاب متى المسكين ص31
(9)مدخل إنجيل متى نسخة الرهبنة اليسوعية
(10) فنتون تفسير إنجيل متى صفحة 11
(11) مقدمة تفسير إنجيل متى القمص تادرس يعقوب ملطي
(12)دائرة المعارف الكتابية
(13) مقدمة تفسير إنجيل متى القمص تادرس يعقوب ملطي
( 14) المرجع السابق ص 29
(15) تفسير انجيل متى – للأب متى المسكين
(16) مدخل إلى إنجيل متى – سطفان شربنتيه صفحة14
(17) المدخل الى العهد الجديد – فهيم عزيز صفحة 243
(16) دائرة المعارف الكتابية حرف (أ) انجيل متى
ثم أما بعد
مقدمة :
تضم أسفار العهد الجديد سبعه وعشرين سفراً ويظن النصارى أنه وكما جاء في الرسالة الثانية المنسوبة إلى بطرس "لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس"
إن أول إنجيل يطالعنا عند قراءة الكتاب المقدس هو الإنجيل الذي يُنسب إلى القديس متى حواري المسيح والذي يحكي عن حياة يسوع ومواعظه حتى صعوده إلى السماء فمن هو كاتب هذا الإنجيل ؟ وما علاقته بالإنجيل المنسوب إليه ؟ وهل هذا الإنجيل هو كلام الله ووحيه ؟
من هو كاتب أنجيل متى؟
لا يوجد دليل على أن كاتب أنجيل متى هو متى الحواري أحد تلاميذ المسيح الإثني عشر على خلاف ما ذكره علماء النصارى في ترجمة متى هو أنه أحد التلاميذ الإثنى عشر ، وكان يعمل عشاراً في كفر ناحوم وقد تبع المسيح بعد ذلك
هل عرّف كاتب الإنجيل عن نفسه؟
انك حين تطالع أي كتاب تجد في المقدمة تعريف بالكاتب عن نفسه وهذا مالا نجده في إنجيل متى فالقارئ لهذا الإنجيل لا يجد أي ذكر لأسم الكاتب .اللهم إلا مرتين المرة الأولى التي وردت في الإصحاح التاسع العدد تسعه " وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى.فقال له اتبعني.فقام وتبعه." إن الكلام جاء عن متى هنا بصيغة الغائب فكيف يتكلم متى على نفسه بهذا الأسلوب وبضمير الغائب ولو كان متى هو الكاتب لقال": وفيما يسوع مجتاز من هناك رآني( أو رآني أنا متى) جالساً عند الجباية فقال لي : إتبعنى فقمت وتبعته".
قد يقول قائل أن هذا الأسلوب في الكلام هو ما يسمى في البلاغة بأسلوب الالتفات -ونقول: لقد عرّف علماء اللغة " الالتفات بأنه التعبير عن المعنى بطريق من الطرق الثلاثة –المتكلم المخاطب والغيبة – بعد التعبير عنه بطريق آخر منها"
أي إن الالتفات هو الانتقال من صيغة الغائب إلى صيغة المتكلم ، أو من صيغة الغائب إلى صيغة المخاطب ، والكاتب هنا لم يتكلم عن نفسه أبداً بصيغة المتكلم ولا مرة واحدة ، فأي الأساليب البلاغية التي يتكلم فيها الكاتب عن نفسه بصيغة الغائب دون أن يتكلم مرة واحدة عن نفسه بصيغة المتكلم .
وعن المرة الثانية التي ذكر فيها اسم متى في العهد الجديد هي في سياق تعداد أسماء التلاميذ الاثني عشر" فيلبس وبرثولماوس.توما ومتى العشار .يعقوب بن حلفى ولباوس الملقب تداوس" (متى 10/3)
" متّى وتوما.يعقوب بن حلفى وسمعان الذي يدعى الغيور" ( لوقا 6/15)
وتجدر الإشارة أن مرقص ولوقا يذكران أن العشّار الذي لقيه المسيح في محل الجباية هو لاوي بن حلفى ولم يذكرا أن اسمه متى يقول مرقص "وفيما هو مجتاز رأى لاوي بن حلفى جالسا عند مكان الجباية.فقال له اتبعني فقام وتبعه" ( مرقص 2/15)
ويقول لوقا " وبعد هذا خرج فنظر عشاراً اسمه لاوي جالسا عند مكان الجباية.فقال له اتبعني"( لوقا 5/27 )
في حين تزعم الكنيسة أن لاوي بن حلفي هو اسم آخر لمتى العشار أي إنهما شخص واحد ولكن هذا القول لا يوجد عليه أدنى دليل
يقول جون فنتون -مفسر الإنجيل وعميد كلية اللاهوت بليفنشفيلد- :
" لا يوجد دليل على أن متى هو اسم التنصير للآوي ويرى انه من المحتمل " انه كانت هناك بعض الصلات بين متى التلميذ والكنيسة التي كتب من أجلها هذا الإنجيل ولهذا فإن مؤلف هذا الإنجيل نسب عمله إلى مؤسس تلك الكنيسة أو معلمها إلي كان اسمه متى ويحتمل أن المبشر كاتب الإنجيل قد اغتنم الفرصة التي أعطاها إياها مرقص عند الكلام على دعوة احد التلاميذ فربطها بذلك التلميذ الخاص احد الاثنى عشر –متى – إلي وقره باعتباره رسول الكنيسة التي يتبعها " (1)
الكثير من علماء المسيحية في القديم والحديث ينكر نسبة صحة الإنجيل الى متى
or=blue][b]ينكر كثير من علماء المسيحية في القديم والحديث نسبة صحة الإنجيل إلى القديس متى وسنسرد جانبا ً من تلك الأقوال
يقول محررو ترجمة الرهبانية اليسوعية : (مدخل إنجيل متى )
" أما المؤلف فالإنجيل لا يذكر عنه شيء وأقدم تقليد كنسي ( بابياس , أسقف هيرابوليس , في النصف الأول من القرن الثاني ) ينسبه إلى الرسول متى وهناك بعض المؤلفين الذي يستخلصون من ذلك أنه يمكن أن تنسب إلى الرسول صيغة أولى آرامية أو عبرية لإنجيل متى اليوناني . لكن البحث في الإنجيل لا يثبت هذه الآراء دون أن يبطلها مع ذلك على وجه حاسم فلما كنا لا نعرف اسم المؤلف معرفة دقيقة يحسن بنا أن نكتفي ببعض الملامح المرسومة في الإنجيل نفسه "… (2)
ويقول القس فهيم عزيز: عن كاتب إنجيل متى " لا نستطيع إن نعطيه اسماً وقد يكون متى وقد يكون غيره " (3)
ويقول المفسر فنتو ن:- في تفسيره لإنجيل متى( ص 136) عن كاتب إنجيل متى"إن ربط شخصيته كمؤلف بهذا التلميذ إنما هي بالتأكيد محض خيال "
ويقول فاستس في القرن الرابع: " إن الإنجيل المنسوب إلى متى ليس من تصنيفه"
ويقول ج ب فيلبس في مقدمته لإنجيل متى : " نسب التراث القديم هذه البشارة إلى الحواري متى ، ولكن معظم علماء اليوم يرفضون هذا الرأي "
ويقول إن تسمية الكتاب الأول في الأناجيل بأنجيل متى هو من باب اختصار الوقت واختيار ما هو أسهل بقصد الراحة " الكاتب الذي ندعوه الآن متى وذلك للراحة واختصارا للوقت " ويستمر فيلبس فيقول لقد اعتمد الكاتب على الQ الغامضة التي ربما كانت مجموعه من التراث الشفهي " وهو هنا يقصد ب Q كلمة QEULLA بالألمانية وتعني مصادر "(4)
ويقول البروفسور هارنج :" أن انجيل متى ليس من تأليف متى الحواري بل هو لمؤلف مجهول أخفى شخصيته لغرض ما "
ويقول أ. تريكو في شرحه للعهد الجديد (1960):" إن الاعتقاد بأن متى هو عشار في كفر ناحوم ناداه عيسى ليتعلم من, لم يعد مقبولا َ خلافاً لما بزعمه آباء الكنيسة "(6)
ويقول مؤلف كتاب قصة الحضارة وول ديورنت :
إن النقاد يميلون إلى القول بأنه من تأليف أحد أتباع متى , وليس من أقوال (العشار ) نفسه أي متى
ومما يؤكد براءة متى من كتابة هذا الإنجيل أن كثيراً من الشراح والمحققين يرون –كما سيأتي بيانه –أن الإنجيل كتب بعد سنة 70م وهي السنة التي مات فيها متى
ردود علماء المسيحية والرد عليهم
محررو قاموس الكتاب المقدس يسوقون اسباباً واهية لترجيح أن مؤلف أنجيل متى هو متى نفسه
انطلاقاً من التمسك الشديد بالتقليد حاول بعض علماء المسيحية إثبات نسبة الإنجيل إلى متى الحواري ولكن جميع ما ورد من أقوال مردود عليها وسنورد جانبا ً من أقوال بعض علماء المسيحية وتفنيدها
جاء في قاموس الكتاب المقدس : ( ويُرّجح أن مؤلف هذا الإنجيل هو متى نفسه )
الجميع يعلم أن كلمة يُرّجح تفيد ترجيح لرأي على آخر وهذا يعني أن هناك أراء تنفي نسبة الإنجيل لمتى أي أن نسبة الإنجيل لمتى ليست قطعية بل هي ظنيّة ، فربما يكون متى كتبه وربما يكون شخص آخر فهل تبنى العقيدة أو كلمة الله على الترجيح بين الأقوال ؟؟؟
ثم يُورد القاموس الأسباب التي دعت للترجيح وهي أسباب واهية لا ترقى لكونها دليلاً إلى الترجيح
1- يذكر لوقا أن لاوي (متى) صنع للسيد المسيح وليمة " كبيرة " في أول عهده بالتلمذة (لو 5: 29 - 32) أما هو (متى ) فيذكرها بكل اختصاراً تواضعاً
(مت 9: 10 – 13(
2-الشواهد والبينات الواضحة من نهج الكتابة بأن المؤلف يهودي متنصر.
3-لا يعقل أن إنجيلا خطيراً كهذا هو في مقدمة الأناجيل ينسب إلى شخص مجهول وبالأحرى لأن ينسب إلى احد تلاميذ المسيح
4- ويذكر بابياس في القرن الثاني الميلادي أن متى قد جمع أقوال المسيح
5- من المسلم به أن الجابي عادة يحتفظ بالسجلات لأن هذا من أتم واجباته لتقديم الحسابات وكذلك فإن هذا الإنجيلي قد احتفظ بأقوال المسيح بكل دقـة (6)
الرد على محررو قاموس الكتاب المقدس
1- لقد وردت القصة ذاتها مختصره في إنجيل مرقص فهل كان مرقص يكتب بتواضع وهل هو كاتب إنجيل متى وهل لو كانت مذكورة بتفصيل أكثر هل كانت دليلاً وحجة دامغة على أنّ متى ليس هو الكاتب بل على العكس فمتى لو تكلم بتفصيل أكثر لجاز أن يكون الكاتب هو متى لأنه صاحب الوليمة وهذا يناقض الاستشهاد
2- اليهود الذين تنصروا كثر جداً ، فلماذا يكون المقصود هو متى ولماذا لا يكون أي يهودي متنصر آخر
3- وهل ترتيب الإنجيل بين الأناجيل هو ما يدل على مكانة كاتب الإنجيل سواء من ناحية كونه تلميذا ً للمسيح أو كاتباً مجهولا ً إن هذا القول يعني أن إنجيل يوحنا لكونه آخر إنجيل في ترتيب الأناجيل يشكك في وضع كاتبه
4- ذكر بابياس أن متى جمع أقوال المسيح ولم يقل أن متى كتب وهناك فرق بين الجمع وبين الكتابة وما نراه اليوم هو قصة عن حياة المسيح وليس جمعاً لأقواله كما أن جمع متى لأقوال المسيح لا تعني صحة نسبة الإنجيل المنسوب إليه اليوم ولا دليل أن هذه الأقوال التي جمعها متى هي نفسها إنجيل متى.
بابياس يقول أن إنجيل متى وُضع بالعبرية ، فلنُسّلِّم جدلاً أن الذي بأيدينا اليوم من نسخ يونانية هي ترجمة من الأصل العبري ، يبقى إنجيل متى على ذمة المترجم ، ولا ندري من هو المترجم
ومتى مات في القرن الأول ، و بابياس من علماء القرن الثاني ومولود في القرن الأول ولا يوجد تحديد لزمن ولادته ، ولا يوجد دليل أو أدنى ما يُشير إلى أنّ بابياس رأى متى أو سمع منه ، بل ربما لم يولد بابياس إلا بعد موت متَّى ، فلا ندري كيف عرف بابياس هذا عن متى .
كذلك بابياس شهادته مجروحة ، فلقد وصفه المؤرخ يوسايبيوس بأنّ فهمه محدود ( تاريخ الكنيسة ، جزء 3 ، فصل 39(.فكيف تقبل شهادته هنا؟
وأيضا شهادة بابياس نقلها عنه المؤرخ يوسايبيوس ، وطبعاً الزمن منقطع بين يوسايبيوس وبابياس ، فالأول توفي في القرن الثاني والأخير توفي في منتصف
القرن الرابع
5- ليس بالضرورة أن يكتب الجابي معلوماته الدينية كما يكتب متعلقاته بعمله
القس منيس عبد النور ومحاوله يائسة لإثبات اتصال السند لإنجيل متى
وللرد على ماقاله القس منيس عبد النور نورد جانباً من رده أولا
قال المعترض الغير مؤمن: لا يوجد سندٌ متَّصل لإنجيل متى .وللرد نقول بنعمة الله :أشار برنابا ( الذي كان رفيقاً لبولس ) إلى إنجيل متى في رسالته سبع مرات، واستشهد به أغناطيوس سنة 107م في رسائله سبع مرات، فذكر حبل مريم العجيب ، وظهور النجم الذي أعلن تجسُّد المسيح.
وكان إغناطيوس معاصراً للرسل، وعاش بعد يوحنا الرسول نحو سبع سنين، فشهادته من أقوى البيانات على صحّة إنجيل متى.
واستشهد بوليكاربوس (تلميذ يوحنا الرسول) بهذا الإنجيل في رسالته خمس مرات،
وكان هذا الإنجيل منتشراً في زمن بابياس (أسقف هيرابوليس) الذي شاهد يوحنا الرسول. كما شهد كثير من العلماء المسيحيين الذين نبغوا في القرن الأول بأن هذا الإنجيل هو إنجيل متى، واستشهدوا بأقواله الإلهية، وسلَّمه
السلف إلى الخلف"(7)
الرد على ماقاله القس منيس عبد النور
ولأن الكثير من النصارى لا يعرف ما هو السند المتصل كان علينا تعريف السند المتصل لإنجيل متى بصوره مبسطه ، وهو مثلاً أن يخبر تلاميذ متى - أو من لقي متى ورآه أو سمع منه - أنهم شاهدوا متى يكتب إنجيله أو أنه هو أخبرهم بذلك ، ثم يقوم تلاميذه بنقل هذه المعلومة إلى تلاميذهم أو من هم دونهم ، ويجب على الأخيرين أن يصرحوا بكل وضوح وبكلام لا لبس فيه ، أنهم سمعوا من معلميهم ( الذين هم تلاميذ متّى ) أن القديس متّى هو كاتب هذا الإنجيل ،
ثم يخبر هؤلاء من هم بعدهم وهكذا .
-إن ما ذكره لنا القس لا ينطبق عليه احد شروط اتصال السند ولا يثبت أن شخص واحد على الأقل يقول إنَّه رأى متّى يكتب إنجيله أو بشخص واحد يقول أنّ متّى الرسول أخبره أنه كتب إنجيلاً
-إن ما قاله القس منيس عبد النور فقط هو إنَّ برنابا وإغناطيوس استشهدوا بإنجيل متى ليوهم القارئ بأنهما قد قاما بالاقتباس وذكر أن هذا الاقتباس من إنجيل متى فهما لم يذكرا إنجيل متى بالاسم قط وإنما وردت عبارات في رسائلهم شبيهه بنصوص في إنجيل متى دون أن يذكر احدهما إن هذا الاقتباس من إنجيل متى
إنَّ تشابه بعض العبارات لا تعني بالضرورة أنها مقتبسة من إنجيل متّى ، فيُحتمل أنّهم جميعاً ( الآباء وكاتب إنجيل متّى ) اقتبسوا من نفس المصدر ، أو يُحتمل أنها مقتبسة من أقوال منتشرة كانت تحكى وتتردد على ألسنة البعض في ذلك
الزمان ..
- لقد استشهد القس منيس عبد النور بكاتب رسالة برنابا وهو كاتب مجهول وهو ما تقره دائرة المعارف الكتابية فتقول أن"مؤلفها : من المستبعد جداً أن يكون كاتبها هو برنابا المذكور في سفر الأعمال، والذي كان رفيقاً للرسول بولس في رحلته التبشيرية الأولى، فهي ترجع إلى تاريخ متأخر عن ذلك كثيراً" (
- أما الكلام عن بوليكاربوس فيشبه الكلام عن إغناطيوس ، فبوليكاربوس لم يذكر إنجيل متَّى بالاسم قط ، ولم يذكر متَّى على الإطلاق فكل ما ورد في رسالة بوليكاربوس من عبارات شبيهة بنصوص من إنجيل متَّى لها شبيه أيضاً من إنجيل لوقا ومرقص، فلا يمكن الجزم أنّ بولكاربوس استشهد من إنجيل متى ، بل هناك احتمال أنه اقتبسها من إنجيلي لوقا ومرقص وليس من متى ، أو يُحتمل أنه لم يقتبسها لا من هذا ولا من ذاك بل من أقوال منتشرة معروفة بتناقلها الناس ، ومع كل هذه الاحتمالات يسقط الاستدلال .
اختلاف المصادر التاريخية حول تحديد تاريخ كتابة إنجيل متى
لقد اتفق غالبية علماء المسيحية على أن متى كتب بالعبرية أو السريانية كما اتفقوا على أن أقدم نسخه عرفت شائعة كانت باليونانية لكن موضع الخلاف في تاريخ تدوينه
يقول الأب متى المسكين في مقدمة تفسير إنجيل متى: "بالنسبة لزمن تدوين القديس متى لإنجيله باللغة العبرية، فالكنيسة تحدِّد ميعاد هذا العمل كأول إنجيل بين الأناجيل القانونية. فأوريجانوس يقول ذلك عن طريق يوسابيوس وإبيفانيوس في كتابه ضد الهراطقة ويقول يوسابيوس إن القديس متى كتب إنجيله قبل أن يرحل عن البلاد، أي الجليل. أمَّا إيرينيئوس فيقول: إن ذلك تمَّ بينما كان بطرس وبولس في روما يخدمان. ولكن بين هذين الحدثين توجد مسافة زمنية كبيرة. ولكن المعروف منطقياً أن ق. متى جمع إنجيله في زمن مبكِّر جداً عن زمن إذاعته في الكنيسة باعتباره إنجيلاً قانونياً. ثم أيضاً إن ظهور النسخة المترجمة كان بعد فترة طويلة من تجميع النسخة العبرية الأُولى. وهذا حتماً يكون قبل خراب أُورشليم بالنسبة للنسخة المترجمة، علماً بأن في سنة 66 بدأت بوادر الحرب والحصار والتهديد بمهاجمة الجليل وامتلاكها".(
وجاء في مدخل إنجيل متى نسخة الرهبنة اليسوعية " فالكثير من المؤلفين يجعلون تاريخ الإنجيل الأول بين السنة 80 والسنة 90 وربما قبلها بقليل ولا يمكن الوصول إلى يقين تام في هذا الأمر "(9)
يقول البروفيسور هارنج" إن إنجيل متى ألف بين 80-100 م "
ويقول صاحب كتاب مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين "إن متى بموجب اعتقاد جمهور المسيحيين كتب إنجيله قبل مرقص ولوقا ويوحنا ومرقص ولوقا كتبا إنجيلهما قبل خراب أورشليم ولكن لا يمكن الجزم في أي سنة كتب كل منهم بعد صعود المخلص لأنه ليس عندنا نص الهي على ذلك"
و يُرجح فنتون مفسر الإنجيل كتابته قريبا من هذه الفترة فيقول أنه" كتب في حوالي الفترة من 85-105 م " (10)
إنجيل متى كُتب بالعبرية فمن ترجمه ؟وأين الأصل ؟
كتب متى أنجيله لليهود هكذا يقول القمص تادرس يعقوب ملطي في مقدمة تفسير أنجيل متى " كتب القديس متى أنجيله لليهود الذين كانوا ا لا يزالون المسيا الملك الذي يقيم مملكو تسيطر على العالم "(11)
ولكن دائرة المعارف الكتابية تقلل من أهمية لمن كتب إنجيل متى
" أما مسألة هل كتب الإنجيل أصلاً للمسيحيين من اليهود، أو لليهود غير المسيحيين ، فأمر قليل الأهمية ، حيث أن هذا الإنجيل - مثل رسالة يعقوب – كتب في الفترة الانتقالية التي لم تكن فيها المجتمعات المسيحية قد انفصلت تماماً عن المجتمعات اليهودية ، بل كانوا مازالوا يعبدون معاً. "(12)
وهناك شبه اتفاق بين الآباء حول لغة الكتابة التي كتب بها إنجيل متى وهي اللغة العبرية أو الآرامية
يقول الأب متى المسكين: لقد بدأ القديس متى بكتابة إنجيله ليس بشكله الحاضر باللغة اليونانية ولكن باللغة التي كان يسمعها من المسيح أي باللغة الآرامية والعبرانية "
ويستطرد ألآب متى المسكين ناقلاً عن القديس ايرينئوس " إن متى أيضا كتب إنجيلا بين العبرانيين بلغتهم الخاصة"
ويستكمل نقله عن الآباء فيحكي نقلاً عن يوسابيوس القيصري:
"لأن متى الذي كرز أولاً للعبرانيين , كتب إنجيلهُ بلغتهُ الوطنية إذ كان على وشك الذهاب إلي شعوب أخري"
وعن كيرلس الأورشليمي: "إن القديس متى الذي كتب إنجيله بالعبرية هو الذي قل هذا"
وعن إبيفانيوس :"إن متى هو الوحيد بين كتاب العهد الجديد الذي سجل الإنجيل وكرز به بين العبرانيين بالحروف العبرية "
وعن جيروم :" إن متى في اليهودية كتب إنجيلهُ باللغة العبرية أساساً من أجل منفعة اليهود الذين يؤمنون"(13)
وإذا كانت أقوال الآباء قد اتفقت على أن إنجيل متى قد كتب باللغة العبرية فقد اختلفوا حو ل من ترجمه من العبرية إلى اليونانية وهل هو شخص واحد أم عدة أشخاص
" أمَّا مترجم إنجيل القديس متى من العبرية إلى اليونانية، فبحسب الفحص العلمي الدقيق لواقع الإنجيل باللغة اليونانية، يتضح أن المترجم هو شخص واحد بمفرده بسبب الأسلوب والنمط الواحد في التعبير الذي يسري في كل أجزاء الإنجيل أمَّا مَنْ هو هذا الشخص الذي قام بهذه الترجمة فيقرِّر جيروم أنه ليس لديه تحقيق مقنع لأن الآراء كثيرة للغاية. فمن قائل إنه القديس متى نفسه لأنه كان يعرف اللسان اليوناني، ومن قائل بل تلاميذه، أو أحد الرسل أو ربما ق. يوحنا الرسول، أو تحت عناية عدَّة رسل، فهي تخمينات لا يؤيدها برهان" (14)
ويظل التساؤل قائماً من الذي ترجم إنجيل متى من العبرية إلى اليونانية ؟؟؟
وإذا كانت هذه هي اختلافات الآباء حول مترجم إنجيل متى فنحن نتساءل أين هو الأصل العبري للإنجيل؟
فالدلائل كلها تشير إلى أن الأصل العبري مفقود ويبدوا أن الأب متى المسكين قد وجد أنه لا مفر من الاعتراف ولو على استحياء بتحريف الأصل العبري وضياعه " ولكن الأسباب التي حاقت بالنسخ الأولى لهذا الإنجيل المكتوب بالغة العبرية فأفقدته رصانته وقانونيته ثم وجوده هي حيازة هراطقه كثيرين لإنجيل قز متى بالعبرية المحرفة مما جعل الكنيسة تبتعد عنه هذا بجوار أن استخدامه بين اليهود توقف فتوقفت نساخته حتى ضاع الموجود منه " (15)
وتجد الإشارة بأن هناك من يقول أن إنجيل متى الموجود الآن لم يكن هو الترجمة اليونانية للأصل العبري
ومن هؤلاء العالم سطفان شربنتيه في كتابه مدخل إلى إنجيل متى
" حين نسب بابياس إلى متى الرسول تجميع -الأقوال - أراد بها على ما يبدو الإنجيل كله وهل تلاها –ترجمات – شفهية أم حتى خطية؟ لم يوضح بأن إنجيلنا المعروف بإنجيل متى ولقد اطلع عليه هو أحد هذه الترجمات لم يدل برأيه في أمانته للآرامية وفي الواقع فان تحليل النص الذي بين أيدينا يستبعد أن نكون أمام ترجمه ويؤيد أنه وضع في اليونانية . (16)
إن أولى الأسباب التي يذكرها منكرو نسبة الإنجيل إلى القديس متى "هو إن بابياس يذكر إن متى كتب باللغة العبرية ولكن العارفين باللغات يقولون أن إنجيل متى الحالي كتب أصلا باللغة اليونانية ومن السهل بمكان أن نميز كتاباً مترجماً من لغة إلى لغة أخرى عن آخر كتب في لغة أصلية وليس مترجماً "(17)
ويؤكد هذا الرأي ما ذكرته دائرة المعارف الكتابية
"والمؤكد هو أنه مهما كان هذا الإنجيل العبري (الآرامي) ، فهو لم يكن الصورة الأصلية التي ترجم عنها الإنجيل اليوناني الذي بين أيدينا ، سواء بواسطة الرسول نفسه أو بواسطة أحد آخر كما يقول بنجل وتريش وغيرهما من العلماء. فإنجيل متى – في الحقيقة – يعطى الانطباع بأنه غير مترجم بل كتب أصلاً في اليونانية، فهو أقل في عبريته -في الصياغة والفكر- من بعض الأسفار الأخرى في العهد الجديد، كسفر الرؤيا مثلاً....
منها كيفية استخدامه للعهد القديم، فهو أحياناً يستخدم الترجمة السبعينية ، وأحياناً أخرى يرجع إلى العبرية، ويظهر ذلك بوضوح فى الأجزاء 12: 18-21، 13: 14و 15 حيث نجد أن الترجمة السبعينية كانت تكفى لتحقيق غرض البشير ، لكنه – مع ذلك – يرجع إلى النص فى العبرية مع أنه يستخدم الترجمة السبعينية أينما يجدها وافية بالغرض"
والأدلة الخارجية على استخدام إنجيل متى أصلاً في العبرية أو الآرامية، في الكنيسة الأولى ، هي أدلة غير قاطعة ، فيوسابيوس يذكر خبيراً عن أن بانيتنوس وجد – في حوالي 170م – بين المسيحيين من اليهود – ربما فى جنوب الجزيرة العربية – إنجيلاً لمتى فى العبرية، تركه هناك برثلماوس – وعندما كان جيروم في سوريا منحت له الفرصة لرؤية مثل ذلك الإنجيل الذى وجده عند الناصريين ، والذي ظنه في البداية من كتابة الرسول متى، ولكنه صرح فيما بعد بأنه لم يكن كذلك ، بل كان "إنجيل العبرانيين" الذي يسمى أيضاً إنجيل الاثنى عشر رسولاً أو إنجيل الناصريين وكان متداولاً بين الناصريين والأييونيين (انظر الأبوكريفا ) ، ولهذا فأن إشارات إيريناوس وأريجانوس ويوسابيوس إلى الإنجيل العبرى لمتى، يعتبرها الكثيرون من العلماء على أنها تشير إلى الإنجيل العبري الذي كان يستخدمه المسيحيون من اليهود والذي كانوا يضنونه من كتابه البشير
وهكذا يظل إنجيل متى العبري الذي أشار إليه بايياس ( علي فرض أنهُ وجد حقيقة ) , لغزاً لم يحل بالوسائل المتاحة لنا الآن , وكذلك مسألة العلاقة بين النصيين العبري واليوناني "(16)
خاتمه
لقد رأى المحققون أن هناك أمورا تمنع القول بأن هذا الإنجيل هو كلمة الله واختم بهذه الكلمات للشيخ محمد أبو زهره من كتاب محاضرات في النصرانية "إن إنجيل مجهول الكاتب ومختلف في تاريخ كتابته ولغة الكتابة ومكانها وتحديد من كتب له هذا الإنجيل ثم شخصية المترجم وحاله من صلاح أو غيره وعلم بالدين واللغتين التي ترجم عنها والتي ترجم اليها كل هذا يؤدي إلى فقد حلقات في البحث العلمي "
(1) تفسير إنجيل متى - جون فنتون صفحة 136
(2) ترجمة الرهبانية اليسوعية صفحه 35
(3) المدخل إلى العهد الجديد صفحة 245
(4) هل الكتاب المقدس كلام الله – احمد ديدات صفحة 38-41
(6)التوراة والإنجيل والقرآن – موريس بوكاي صفحة 80-84
(6) قاموس الكتاب المقدس ص832
(7) كتاب شبهات وهميه للقس منيس عبد النور
( دائرة المعارف الكتابية حرف الباء -برنابا
( تاريخ كتابة إنجيل القديس متى- مقدمة تفسير انجيل متى للاب متى المسكين ص31
(9)مدخل إنجيل متى نسخة الرهبنة اليسوعية
(10) فنتون تفسير إنجيل متى صفحة 11
(11) مقدمة تفسير إنجيل متى القمص تادرس يعقوب ملطي
(12)دائرة المعارف الكتابية
(13) مقدمة تفسير إنجيل متى القمص تادرس يعقوب ملطي
( 14) المرجع السابق ص 29
(15) تفسير انجيل متى – للأب متى المسكين
(16) مدخل إلى إنجيل متى – سطفان شربنتيه صفحة14
(17) المدخل الى العهد الجديد – فهيم عزيز صفحة 243
(16) دائرة المعارف الكتابية حرف (أ) انجيل متى
عدل سابقا من قبل alomma channel في 19th ديسمبر 2009, 8:29 pm عدل 5 مرات (السبب : خطأ فى حجم الخط ولونه)