بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين
سيدنا وحبيبنا وطبيب قلوبنا ونور أبصارنا وجلاء همنا
وغمنا محمد صلوات ربي عليه وتسليمه
أخي العزيز
/ بلال
أهنيك على إختيارك الموفق لهذا الموضوع الممتاز , لكي
تتم مناقشته وتناوله بيننا وبين بعضنا البعض , وحتى تكون هذه النصوص حاضرة عند
الأخوة والأخوات المهتمين والمهتمات بمقارنة الأديان ... فأسأل الله العظيم رب
العرش العظيم أن يجعل هذا الموضوع وما سوف تتم فيه من المناقشان والإستفادات .
أخي الكريم بلال لقد طرحت أول نص في هذا الموضوع لكي تتم
مناقشته ألا وهو " أنا والآب واحد " وهو المذكور في الكتاب المقدس في العهد
الجديد في إنجيل يوحنا الإصحاح 10 العدد 30 .
وهذا النص يستدل به النصارى على أنه دليل على ألوهية
يسوع, وهذا أبعد ما يكون عن الصحة إذ أن هذا النص يثبت عبودية يسوع لله
بداية
نورد تفنيد هذا النص الذي يتشدق به النصارى وغيره مستشهدين به على ألوهية يسوعهم .
أولاً:ما هو سياق الكلام الذي
ورد فيه هذا النص
إن أي جملة في أي كتاب لا يمكن أن تقطتع من سياقها
لإستخدامها في الدلالة على غير ما ترمي إليه حقيقة . فدعونا نرى لماذا قال يسوع
هذا الكلام وماهو السياق الذي ذكرت فيه هذه الجملة .
... أولاً : النص يؤكد أن الآب ليس هو الإبن ,
لأن يسوع يقول انا والآب واحد , فحرف الـ " واو " حرف عطف يفيد المغايرة
, ولو كان يسوع هو الآب كان من الأصوب ان يقول " أنا الآب " , وليس هناك
مسيحي على وجه الأرض يقول أن يسوع هو الآب , كلهم يعتقدون أن يسوع هو الإبن , أو
أقنوم الكلمة , أو الفادي , فيسوع ليس هو الآب .
ففهم
المسيحيين لكلمة " أنا والآب واحد " أن يسوع مساوٍ للآب في الجوهر ,
معادل للآب في الاهوت . عندها نقول لهم أنكم مشركون , لأنكم تؤمنون بأن هناك شخص غير الآب معادل لله
, والآب هو الله بنص كلام المسيح في إنجيل يوحنا [ 17 : 3 ]
{ وهذه
هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي
ارسلته }. لاحظ كلمة وحدك تنفي الشرك, تنقي الشراكة . يعني أشهد ألا إله إلا الله
وحده لا شريك له , وأشهد أني أنا المسيح عبده ورسوله .
فالنص "
أنا والآب واحد " ليست دليل على ألوهية المسيح بل دليل على أن المسيح عبد
الله ورسوله , فلو قال المسيحي أن يسوع مساوٍ لله في الجوهر والاهوت , نقول له
إذاً انت مشرك . لأن الآب ليس هو الإبن , والآب هو الله وحده حسب يوحنا [17:3]
ويؤكد المسيح هذا الكلام في انجيل يوحنا [27:6] {اعملوا
لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الابدية الذي يعطيكم ابن الانسان لان
هذا الله الآب قد ختمه.}, نلاحظ أن الكتاب المقدس يقول بأن الله هو
الآب ولا يخبر أبداً بأن يسوع هو الله , من كلام المسيح , ومن كلام بولس , ومن
كلام كل التلاميذ (لان هذا الله الآب قد ختمه ) , ويقول بولس في الرسالة الأولى إلى
كورنثوس [8 : 6 ] {لكن
لنا اله واحد الآب الذي منه جميع الاشياء ونحن له}.
الأن نقرأ في السياق الذي أتت فيه جملة " أنا والآب واحد " في انجيل
يوحنا الإصحاح العاشر العدد الثاني والعشرين :
-
22(وكان
عيد التجديد في اورشليم وكان شتاء.)
-
23(وكان
يسوع يتمشى في الهيكل في رواق سليمان.)
-
24(فاحتاط
به اليهود وقالوا له الى متى تعلّق انفسنا.ان كنت انت المسيح فقل لنا جهرا.)
-
اذاً
اليهود طبقاً للنص السابق لم يكونوا ينتظرون إله , ولا نصف إله , بل كانوا ينتظروا
المسيح رسول الله .
-
25(اجابهم
يسوع اني قلت لكم ولستم تؤمنون.الاعمال التي انا اعملها باسم ابي هي تشهد لي.)
-
الأعمال
, أي : المعجزات ’ باسم أبي, أي : باسم
الله الآب , بإذن الله وليس من عند نفسي,
لأن الآب هو الله طبقاً لـ يوحنا [17 : 3 ] , تشهد لي , تشهد أني رسول الله, تشهد
أني المسيح .
-
26(ولكنكم
لستم تؤمنون لانكم لستم من خرافي كما قلت لكم.
-
خرافي ,
أي : المؤمنون بي.
-
27(خرافي
تسمع صوتي وانا اعرفها فتتبعني.)
-
28(وانا
اعطيها حياة ابدية ولن تهلك الى الابد ولا يخطفها احد من يدي.)
-
ماهي
الحياة الأبدية , نجدها في يوحنا [ 17 : 3 ] وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت
الإله الحقيقي وحدك, أي : الأب, الآب
هو الله وحده لا شريك له , الإبنليس إله
مع الأب ولا الروح القدس.
-
29(ابي
الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل ولا يقدر احد ان يخطف من يد ابي.)
-
30(انا
والآب واحد)
-
في
الفقرة 28 لا يستطيع أحد أن يخطف من يد يسوع , وفي الفقرة 29 لا أحد يقدر أن يخطف
من يد الآب ثم: في الفقرة 30 ( أنا والآب واحد ) اذاً هم واحد في الهدف . فلو فهم
أحد أن الابن معادل للآب في الجوهر يكون مشركاً ,لأن الآب هو الله وحده, وأن الآب
ليس هو الإبن . انجيل يوحنا [ 17 : 3 ] .
-
فلو
اعترض معترض وأصر على رأيه بأن الأبن معادل ومساوٍ للآب في الجوهر , نقول له :
إقرأ العدد 29 نجد كلمة " أبي الذي اعطاني اياها هو أعظم
من الكل" , فما معنى
من الكل ؟, الكل تعني الكل بلا استثناء , كل شئ موجود في الوجود , فيسوع يقول بأن
الله " الآب " أعظم من كل شئ , من الإبن , من الروح القدس , من كل شئ
بلا استثناء . فكيف يكون الابن مساوٍ للآب وهو " الإبن " يقول : بأن
الآب أعظم من الكل . ويسوع يؤكد هذا
الكلام ويقول : ( أبي أعظم مني ).
-
31(فتناول
اليهود ايضا حجارة ليرجموه.)
-
32(اجابهم
يسوع اعمالا كثيرة حسنة أريتكم من عند ابي.بسبب اي عمل منها ترجمونني.)
-
اعملاً
كثيرة : أي المعجزات , من عند أبى : أي بإذن الله وليست من عند نفسه ,ويقول يسوع
نفس الأمر في يوحنا [ 5 : 30 ] (انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.) , وفي يوحنا [ 5 : 36 ] (واما انا
فلي شهادة اعظم من يوحنا.لان الاعمال التي اعطاني الآب لاكملها) الأعمال التي
اعطاني الآب : أي المعجزات من عند الله (هذه
الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي ان الآب قد ارسلني.)هذه
المعجزات تشهد له بأن يسوع هو الله؟ لا . بأن يسوع ابن الله ؟ لا . بأن يسوع هو
الإله المتجسد ؟ لا . بل تشهد بان الآب قد أرسلني : أي أني انا رسول الآب .
-
33(اجابه
اليهود قائلين لسنا نرجمك لاجل عمل حسن بل لاجل تجديف.فانك وانت انسان تجعل نفسك الها.)
-
لاحظ اليهود لا يقبلون التجسد , لأن الله ليس إنسان ,
فالله ليس بشر . كما جاء في الكتاب المقدس " ليس الله إنسان ولا ابن انسان
" سفر العدد [ 23 : 19 ] . فاليهود فهموا خطأ عندما قال " أنا والآب
واحد " , فهموا انه يدعي الألوهية .
-
34(اجابهم
يسوع أليس مكتوبا في ناموسكم انا قلت انكم آلهة.)
-
نلاحظ أن
يسوع يدافع عن نفسه , فلماذا يدافع عن نفسه وكلامه صح " حسب اعتقاد النصارى
".
-
هذا النص
موجود في العهد القديم في سفر المزامير [ 82 : 6 ] (انا قلت انكم آلهة وبنو العلي كلكم.) ,فلماذا
لم يكمل كاتب يوحنا " متعمد " الشاهد وتوقف عند قوله ـ انا قلت أنكم
آلهة ـ ولم يضيف ـ وبنو العلي كلكم ـ كما هو موجود في الشريعة ؟! لأن يسوع يستشهد
بهذا النص على أن الله سبحانه وتعالى يقول لليهود : أنهم أبنائه , وهو " يسوع
" يهودي مثلهم فيقول أنه ابن الله , لم يقل انه الله . فكما قال الله لليهود
انتم ابنائي , وبما انه يهودي فهو يقول عن نفسه أيضاً انه ابن الله .
-
35(ان
قال آلهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة الله.ولا يمكن ان ينقض المكتوب.)
-
فكلمة
" صارت إليهم كلمة الله " , كلمة الله هنا تعني : الشريعة , وهذا يدمر
اعتقاد النصارى بأن المسيح هو كلمة الله . لأن يسوع بنفسه يقول : أن كلمة الله هو
التوراة أو الشريعة أو وحي الله سبحانه وتعالى .
-
36(فالذي
قدسه الآب وارسله الى العالم أتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن الله.)
-
فالذي
قدسه الآب , أي : الآب قدس الإبن , والاب مقدس في نفسه .وقوله
" لأني قلت اني ابن الله " : فيسوع لم يقل انا الله , بل قال انه ابن
الله , واستشهد بمزمور 82 العدد 6 , ليثبت
ان بنوة اليهود لله مثل بنوته لله, كما
قال الله للأنبياء انهم آلهه وأنهم أبناء الله , يقول هو نفسه انه ابن الله , ولذلك
يقول يسوع في يوحنا [ 20 : 17] (قال لها يسوع لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي.ولكن
اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم.), فالآب
هو إله الجميع , وأبو الجميع حسب ما قال الإنجيل على لسان يسوع . فبنوته لله لا
تجعله إله . اذاً النص " انا والآب واحد " لا يعني أنه إله , ولا يعني
أنه مساو لله , لأنو لو قلت أنه مساو لله في الجوهر فيكون هذا شركاً , لأن يسوع ليس
هو الآب , والآب هو الله سبحانه وتعالى وحده .
الأن نقول لكل مسيحي نقول انه يوجد عندك مشكلة , فمشكلتك تكمن في أن المسيح
عندما سأله رئيس الكهنة عن عقيدته عن ايمانه في انجيل يوحنا [ 18 : 19- 20] (فسأل
رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه.اجابه يسوع انا كلمت العالم علانية.انا
علّمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما.وفي الخفاء لم اتكلم
بشيء.) , يسوع أعلن تعليم ايمانه , عقيدته , على العلن , وفي السر لم يتكلم بشئ ,
فلا يوجد أسرار , ليست هناك أسرار للكنيسة .
اذاً ألوهية المسيحة باطل باطل , لأن المسيح
ليس هو الآب , فالمسيح أكد أن الآب هو الله وحده لا شريك له في إنجيل يوحنا[17 :3
] { وهذه
هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح
الذي ارسلته }. الآب هو الله وحده , والإبن رسول الآب ,
وهذا ما يخبر به النص .
وبما أن يسوع ليس هو الآب , وأن الآب هو الله
وحده يوحنا [ 17 : 3 ] , فلست في حاجة أن يقال لي " أنا والآب واحد " .
وللحديث بقيه
أخوك/ الفجر