(بيني و بينك)
==================
هذا الحوار كان مع نصراني متعصب اسمه (شارل) و كان كلما أراد أن يلقي الشبهات القاها علي الشات العام امام كل الناس و اذا أردت أن أجاوب علي شبهاته قال لي تعالا خاص و لنجعل الموضوع بيني و بينك .
و هذا نص الحوار
شارل: في سورة الأنفال
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)
هل نظرت الي الجملة ( و علم أن فيكم ضعفا) فهل الله لم يكن يعلم قبل أن يجعل لكل مؤمن عشرة كفار هل لم يكن يعلم بضعف المسلمين عن ذلك؟
عبد الله: يا شرشر انظر الي الجملة جيدا () الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا) انظر الي الفعل (علم) انه فعل ماضي و ليس مضارع و الفعل يعني أن الله يعلم كل شئ في الماضي قبل أن يحدث .
جاء في سورة الأنعام
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)
فعلم الله أزلي قديم قبل أن يكون ما هو كائن.
لكن لماذا حدد الله مقياس المؤمن القوي هو أن يغلب عشرة كافرين؟ ثم لماذا غير هذا المقياس من غلبة عشرة كافرين الي غلبة اثنين فقط من الكافرين؟
قيل لقد حدد الله الحد الأقصي للمؤمن القوي بغلبة عشرة كافرين و لم يتغير هذا القانون بل بقي هذا القانون ولكن مع المؤمن القوي جسديا و القادر علي ذلك أما المؤمن القوي الايمان و الذي قد يكون عنده ضعف جسدي أو مرض مثلا فان الله قد خفف هذه النسبة عنه لتتماشي مع قوته الجسديه و مقدرته فجعلها اثنين . فالمقياس نسبي فقط حسب الحالة الجسدية لا الحالة الايمانية. و علي حسب هذا الرأي فالأية 65 غير منسوخة بل الأية 65 هي المقياس للمؤمن القادر جسديا و الأية 66 هي مقياس آخر للمؤمن الذي عنده ضعف جسدي.
- وقيل بل الاية 65 منسوخة بالأية 66 و هذا أيضا لوجود ضعف جسدي في بعض المؤمنين المعروفين بتقواهم.
فعن محمد بن بشار قال. حدثنا محمد بن محبب قال، حدثنا سفيان، عن ليث، عن عطاء في قولهإن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين)، قال: كان الواحد لعشرة، ثم جعل الواحد باثنين; لا ينبغي له أن يفرَّ منهما.
و عن ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال: قال محمد بن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي نجيح المكي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عباس، قال: لما نزلت هذه الآية، ثقلت على المسلمين، وأعظموا أن يقاتل عشرون مئتين، ومئة ألفا، فخفف الله عنهم. فنسخها بالآية الأخرى فقالالآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين)، قال: وكانوا إذا كانوا على الشطر من عدوهم لم ينبغ لهم أن يفروا منهم. وإن كانوا دون ذلك، لم يجب عليهم أن يقاتلوا، وجاز لهم أن يتحوّزوا عنهم.
و حسب الرأي الثاني القائل بالنسخ فالله كان يعلم ضعف الكثير من المؤمنين الضعف الجسدي و لكن جعل الأية الأولي لتبين الحد الاقصي و كذلك لكي ينسخها بأية أخري فيتبين للمؤمنين مدي نعمة الله عليهم بتغيير المقياس و تخفيف الحمل عنهم.
- و قيل بل الأية 65 كانت في أيام قلة المسلمين فكان و لابد أن يقف كل مسلم لعشرة من الكافرين علي الأقل و لا يهرب منهم فلما كثر عدد المسلمين نزلت الأية 66 و التي تخفف عن المؤمن مواجهة عشرة كافرين لأن المسلمين أصلا عددهم كثر.
عن أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا إبراهيم بن يزيد، عن عمرو بن دينار، وأبي معبد عن ابن عباس قال: إنما أمر الرجل أن يصبر نفسه لعشرة، والعشرة لمئة إذ المسلمون قليل، فلما كثر المسلمون، خفف الله عنهم. فأمر الرجل أن يصبر لرجلين، والعشرة للعشرين، والمئة للمئتين.
- قيل بل الأية 65 كانت تقول بأن المؤمن يقابل عشرة كافرين بالصبر والثبات أما ألاية 66 فتقول أن المؤمن يقابل اثنين من الكافرين بالصبر والثبات أيضا . و لكن مقدار الصبر في الأية 65 أكبر من مقدار الصبر في الاية 66 فالتخفيف فقط في مقدار الصبر المطلوب في القتال.
عن ابن وكيع قال، حدثنا يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخرِّيت، عن عكرمة، عن ابن عباس: كان فُرِض على المؤمنين أن يقاتل الرجل منهم عشرة من المشركين. قولهإن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم مئة يغلبوا ألفا)، فشق ذلك عليهم، فأنزل الله التخفيف، فجعل على الرجل أن يقاتل الرجلين، قولهإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين)، فخفف الله عنهم، ونُقِصوا من الصبر بقدر ذلك.
- و هناك قراءة للأية 66 كما يلي () الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ (ضعفاء) فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66))
شارل: قال الشعراوي ان سورة المسد و هي
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
قال الشعراوي أن السورة هذه هي اعجاز حيث أن ابو جهل مات علي الكفر فعلا كما قال القرآن.
و أنا أقول ليس بها اعجاز ولا شئ لأن أبو جهل لو كان أسلم كان نبيك سيقول هذه السورة منسوخة .
عبد الله:أولا: اسمه الشيخ الشعراوي يا شرشر فهذا رجل من أولياء الله الصالحين و ان كنت لا تعتبره كذلك فعلي الأقل تحترمه لأنك أصغر منه بكثير في السن.
ثانيا: أحب منك أن تعرف الفرق بين(الوعد) و (الوعيد) طبعا الوعد يكون في الخير أما الوعيد يكون في الشر و قال البعض بل الوعد يكون في الخير و الشر و لكن هذا قول ضعيف و المسلم به أنهم يقولون في الخير (وعده) (وعدا) و (عدة) و يقولون في الشر (عده) (وعيدا) أو( أوعده )(ايعادا) و قال البعض بل الفعل (أوعده) يكون في الخير و الشر و لكن لما يستعمل في الشر يجب أن تلحق (بالموعد به) حرف الباء فمثلا تقول (أوعده بالهلاك) أما في الخير لا يكون هناك حرف الباء فيقال (أوعده الجنة).
و الخلاصة : أن (الوعد) يكون في الخير و (الوعيد أو الايعاد) يكون في الشر و الخلف في الوعد عند العرب هو من الكذب و هو مذموم أما الخلف في الوعيد فهو كرم و جود
قال الشاعر عامر بن الطفيل:
و اني و ان أوعدته أو وعدته ** لمخلف ايعادي و منجز موعدي
و من القصص التي تدل علي اجلال العربي لوعده هذه القصة:
جاء رجل الي(عبد الله بن المبارك) فكتب له ابن المبارك صكا بمبلغ 700 دينار كي يذهب ويصرفه من بيت مال ابن المبارك و لكن ابن المبارك غلط و زود نقطة فاصبح المبلغ 7000 دينار فلما أتاه العامل يسأله قال ابن المبارك (وفي له ما سبق به قلمي) اي وفي للاعرابي مبلغ 7000 لأن العربي كان من العار أن يرجع في كلامه و في وعده. و عبد الله بن المبارك هذا تلميذ سفيان بن عيينه و هو شيخ في عشرة خصال.
لذلك فان خلف الوعد بالنسبة لله مستحيل أما (الوعيد) ففيه خيار اما أن ينجزه الله و بهذا يكون عدلا أو يتجاوز الله عنه فيكون هذا كرما. فالله اذا عفا عن الوعيد فهو كرم و ان واخذ فبالذنب
قال تعالي في سورة مريم يتكلم عن الوعد
جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61)
و في سورة ق يتكلم عن الوعيد
قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29)
قال البعض أن (الوعد) هو حق للموعود علي الواعد فان اخلف الواعد فبهذا يكون قد ظلم الموعود حقه أما (الوعيد) فهو حق المتوعد بكسر العين علي( المتوعد عليه ) بفتح العين في كلمة المتوعد. و بذلك فان تنازل المتوعد عن وعيده وحقه عند المتوعد عليه يكون هذا كرما منه لا كذبا.
-الوعد و الوعيد قيل هي مصادر لا تجمع و قيل بل جمع الوعد هو( وعود) و جمع الوعيد( وعايد) أو (وعائد).
و (العدة) تكون بمعني الوعد و جمعها (عدات) بكسر العين.
ثالثا : (النسخ) يكون في الاحكام أي الشرائع و القوانين فقط يا شرشر و لا يكون أبدا في الاخباريات فسورة المسد من( الاخباريات) أي ان الله يخبر عن أمر مستقبلي سيحدث و قد حدث فعلا و كان وعد الله قدرا مقدورا .
رابعا: هل سورة المسد من (الوعيد) الذي كان من الممكن أن يرجع الله فيه؟
يمكن أعتبار سورة المسد (وعيد) و لكن وعيد سوف يتم انجازه حتما لأنه يقع تحت حكم (الاخباريات) و طالما أخبر الله عن شئ فسوف يحدث لا محالة لذلك عبر الله عن هذا الكلام بالفاعل الغائب و قال (سيصلي نارا ذات لهب) و لو أراد الله مجرد (الوعيد) الذي يمكن الرجوع عن تنفيذه لقال له الوعيد بلغة المخاطب (ستصلي نارا ذات لهب) أو كان علق دخوله النار علي شئ مثلا ( سيصلي نارا ذات لهب ان لم يؤمن) و لكن الله قال (سيصلي نارا ذات لهب) ليعبر عن خبر مستقبلي سيحدث لا محالة و لا مفر ولا محيص و لا بد و لا مهرب و لا نجاة.
شارل:هل تعلم حديث المرأة المعلقة من ثديها؟
اليك الشاهد
عن علي بن أبي طالب قال: دخلت أنا و فاطمة عى رسول الله صلى الله عليه سلم فوجدته يبكي بكاء شديدا فقلت: فداك أبي و أمي يا رسول الله ما الذي ابكاك فقال صلى الله عليه و سلم يا علي: ليلة اسري بي الى السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد و اذكرت شأنهن لما رأيت من شدة عذابهن رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها و رأيت امرأة معلقة بلسانها و الحميم يصب في حلقها و رأيت امرأة معلقة بثديها و رأيت امرأة تأكل لحم جسدها و النار توقد من تحتها و رأيت امرأة قد شد رجلاها الى يدها و قد سلط عليها الحيات والعقارب و رأيت امرأة عمياء في تابوت من النار يخرج دماغ رأسها من فخذيها و بدنها يتقطع من الجذاع و البرص و رأيت امرأة معلقة برجليها في النار و رأيت امرأة تقطع لحم جسدها في مقدمها و موخرها بمقارض من نار و رأيت امرأة تحرق وجهها و يدها و هي تأكل أمعائها و رأيت امرأة رأسها رأس خنزير و بدنها بدن حمار و عليها ألف ألف لون من بدنها و رأيت امرأة على صورة الكلب و النار تدخل من دبرها و تخرج من فمها و الملائكة يضربون على رأسها و بدنها بمقاطع من النار فقالت فاطمة: حسبي و قرة عيني اخبرني ما كان عملهن و سيرهن حتى و ضع الله عليه هذا العذاب فقال صلى الله عليه و سلم: يا بنيتي أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال أما المعلقة بلسانها كانت تؤذي زوجها أما المعلقة بثديها فإنها كانت تمتنع عن فراش زوجها أما المعلقة برجلها فانها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها أما التي تأكل لحم جسها فإنها كانت تزين بدنها للناس أما التي شد رجلاها إلى يدها و سلط عليها الحيات و العقارب فإنها كانت قليلة الوضوء قذرة اللعاب و كانت لا تغتسل من الجنابة و الحيض و لا تنظف و كانت تستهين بالصلاة أما العمياء و الصماء و الخرساء فإنها كانت تلد من الزنا فتعلقه بأعنق زوجها أما التي كانت تقرض لحمها بالمقارض فإنها كانت قوّادة أما التي رأسها رأس خنزير و بدنها بدن حمار فإنها كانت نمّامة كذابة أما التي على صورة الكلب و النار تدخل من دبرها و تخرج من فمها فإنها كانت معلية نواحة ثم قال صلى الله عليه و سلم: و يل لامرأة أغضبت زوجها و طوبى لامرأة رضى عنها زوجها
عبد الله:- الشاهد من كتب الشيعة و هذا الحديث لا يصح عن النبي اذ ان في سنده ضعف
هذا خبر مكذوب، ومتنه منكر، وبعد البحث التام لم نجد إلا أن بعض الناس عزاه إلى كتاب: بحار الأنوار.. وبمراجعة إيضاح المكنون، ذيل كتاب كشف الظنون وجدنا في حرف الباء، أن الكتاب المذكور من مؤلفات بعض الشيعة، وهو محمد بن باقر بن محمد تقي الشهير بالمجلسي الشيعي المتوفى عام 1111هـ.
كذا في الكتاب المذكور، وقد ذكر في البطاقة الموجهة إليّ المتضمنة السؤال عن هذا الحديث، أن صاحب البحار ذكره في الجزء 18 ص351، وقد حدثني من لا أتهم عن بعض من له عناية بكتب الشيعة، أن هذا الكتاب أعني: بحار الأنوار، مملوء من الأحاديث المكذوبة الموضوعة
- و من الأدلة أيضا أن هذا الحديث مكذوب هي جملة (ليلة اسري بي الى السماء رأيت نساء) فهل الصعود الي السماء يسمي (اسراءا) أم (معراجا)؟
بالطبع يسمي صعود النبي الي السماء معراجا و ليس اسراءا و لذلك فان لفظة (اسري بي الي السماء) تدل علي ان الحديث موضوع و أن الذي وضعه لا يعرف في اللغة العربية.
شارل: هل يقول رسول (اكشفي عن فخذيك)؟ و لكي لا تتعجب مثلما أتعجب أنا من مثل هذه الألفاظ اليك الشاهد حتي لا تقول اننا نفتري عليه
عن عبد الله
بن مسلمة حدثنا عبد الله يعني ابن عمر بن غانم عن عبد الرحمن يعني ابن زياد عن عمارة بن غراب قال إن عمة له حدثته أنها سألت عائشة قالت :
(( إحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إلا فراش واحد قالت أخبرك بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل فمضى إلى مسجده قال أبو داود تعني مسجد بيته فلم ينصرف حتى غلبتني عيني وأوجعه البرد فقال ادني مني فقلت إني حائض فقال وإن اكشفي عن فخذيك فكشفت فخذي فوضع خده وصدره على فخذي وحنيت عليه حتى دفئ ونام ))
رواه أبو داود 1/70 رقم 270 والبيهقي في سننه 1/313 1/55 حديث رقم 120
عبد الله: أولا : من ناحية أنكم تفترون فهذا ليس جديد عليكم
قال تعالي في سورة ال عمران
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)
وفي سورة يونس
وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60)
ثانيا : عن الحديث الذي فيه (أكشفي عن فخذيك) فهو حديث ضعيف
ضعفه الألباني في ضعيف الجامع ص 26. وفي ضعيف الأدب المفرد ص 30.
ففي سنده (عبد الرحمن بن زياد)
عبد الرحمن بن زياد: وهو الافريقي مجهول. قال البخاري في كتاب الضعفاء الصغير307 » في حديثه بعض المناكير« وقال أبو زرعة » ليس بالقوي« (سؤالات البرذعي ص389) وقال الترمذي ضعيف في الحديث عند أهل الحديث مثل يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل (أنظر سنن الترمذي حديث رقم 54 و199 و1980) بل قال » ليس بشيء كما في (الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي2/204 ترجمة رقم2435 وميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي ترجمة رقم6041 تهذيب الكمال21/258).
وقال البزار له مناكير (كشف الأستار رقم2061) وقال النسائي » ضعيف« (الضعفاء والمتروكون337) وقال الدارقطني في سننه (1/379) » ضعيف لا يحتج به« وضعفه أيضا في كتاب العلل.
- عمارة بن غراب اليحصبي: قال الحافظ في تقريب التهذيب » تابعي مجهول. غلط من عده صحابيا« (ترجمة رقم4857).
و قال المنذري : عمارة بن غراب والراوي عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي والراوي عن الأفريقي عبد الله بن عمر بن غانم وكلهم لا يحتج بحديثه .
أظن بهذا قد كشفت تدليسكم .
شارل:هل تعلم أن رسولك أختلي بأمرأة أنصارية و قال لها في النهاية كلمات حب وغرام و اليك الشاهد
روى الإمام البخارى فى صحيحه بسنده عن أنس رضى الله عنه قال : "جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله ، ومعها صبى لها، فكلمها رسول الله ، فقال : "والذى نفسى بيده، إنكم أحب الناس إلى مرتين"0
الحديث يطعن فى خلق رسولك حيث جاء فى الرواية أنه ، خلا بامرأة، ثم قال : "إنكم أحب الناس إلى"0
عبد الله: يا شرشر أقرأ عنوان الباب الذي جاء تحت اسمه الحديث و العنوان كان(باب "ما يجوز أن يخلوا الرجل بالمرأة عند الناس ) أظن أن كلمة (عند الناس) هذه تعني انه خلا بها و لكن أمام اعين جميع الناس .
وفى رواية مسلم عن أنس : "أن امرأة كان فى عقلها شئ، فقالت : يا رسول الله! إن لى إليك حاجة، فقال : يا أم فلان! أى السكك شئت، حتى أقضى لك حاجتك، فخلا معها فى بعض الطرق، حتى فرغت من حاجتها
قال الإمام النووى – رحمه الله – قوله : "خلا معها فى بعض الطرق" أى : وقف معها فى طريق مسلوك، ليقضى حاجتها، ويفتيها فى الخلوة، ولم يكن ذلك من الخلوة بالأجنبية، فإن هذا كان فى ممر الناس، ومشاهدتهم إياه وإياها، لكن لا يسمعون كلامها، لأن مسألتها مما لا يظهره".
أما قوله (انكم أحب الناس الي قلبي) هل لاحظت الضمير (انكم) ؟ و هل لاحظت أنه لم يقل (انكي) ؟ فقول (انكم) يعني معشر الأنصار .
و في رواية عن النبي أنه قال "الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله"([وفى رواية : "آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار"
كما يبدو من الحديث أن جملة ( انكم لأحب الناس الي قلبي) بالذات كانت جهارا و سمعها راوي الحديث مما يدل علي أن المقابلة كانت أمام الناس و ان النبي لا يقصد الغزل و الا لما كان الاعلان و الله أعلي و أعلم .
شارل: هل تعلم أن رسولك كان يجيز التوضأ بلحم الكلاب و الأنتان؟
اليك الشاهد
نص الحديث
===========
حدثنا محمد بن العلاء والحسن بن علي ومحمد بن سليمان الانباري قالو أثنا ابو اسامه عن الوليد بن كثير عن محمد بن كعب عن عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج عن سعيد الخدري (( أنه قيل لرسول الله صلي الله عليه وسلم أنتوضأ من بئر بضاعه وهي بئر يطرح فيها الحيض ولحم الكلاب والنتن فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم الماء طهور لا ينجسه شيء
الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الإمام أحمد - المصدر: إغاثة اللهفان - الصفحة أو الرقم: 1/246
عبد الله:أولا: الحديث لا يعني التوضا بلحم الكلاب بل بالماء كما يروي الحديث.
ثانيا: طالما عرفنا من الحديث ان الوضوء يكون بالماء اذن ما هو تعريف مصطلح (الماء) و مواصفات (الماء)؟
إن الماء في شرعنا له أوصاف ثلاث وهي :
لا لون للماء
لا ريح للماء
لا طعم للماء
فلو كان المجلوب بلا طعم و بلا ريح و لكنه ملون لقلنا عنه صبغة ........... أليس كذلك؟
ولو كان المجلوب بلا طعم و بلا لون و لكنه بريح لقلنا عنه عطرا ........... أليس كذلك؟
و لو كان المجلوب بلا لون و بلا ريح و لكنه بطعم لقلنا عنه عصيرا ........ أليس كذلك؟
و لو فرضنا مثلا أن هناك (ماء) تلوث بالطين و الطين منتشر فيه هنا لا يطلق علي هذا السائل ماءا لتغير لونه و طعمه و لكن الأصح أن تطلق عليه طين أو وحل .
و قوله صلى الله عليه و سلم هذا جامع مانع .
إذ أنه وصف الموجود بأنه ماء و هذا يجمع الصفات الثلاث السابقة و هي انه بلا لون بلا طعم بلا رائحة مما يدل علي طهارته .
و بالناتج أن الماء المجلوب إن اتصف بالثلاث صفات السابقه كان ماءا مطهرا ترفع به النجاسة و الحدث .
و من الأدلة علي أن الماء المقصود هو الماء المتصف بالثلاث صفات قوله تعالي في سورة الفرقان
وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48)
و في سورة الأنفال
وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)
اذن فهمنا من الأيات أن الماء المراد في التطهر و الوضوء هو الماء الطهور الذي يتصف بالثلاث صفات . و الا لو كان الماء نجسا راكدا لما كان هذا يسمي طهارة أو وضوءا لنجاسة الماء.
ثالثا:ما هي (بئر بضاعة)؟
جاء في المصباح المنير صفحة 51 أن (بئر بضاعة) بكسر الباء أو ضمها في كلمة بضاعة هي بئر قديمة بالمدينة
قال الطحاوي : ان بئر بضاعه كانت طريقا إلي البساتيين فهو كالنهر . (لاحظ أن الطحاوي قال أنه كالنهر وهذا دليل علي أن مياهه متجدده وكثيره كمياه النهر وليست مياه راكده تلقي فيعا الاوساخ وبذلك كان الماء طهورا لذلك أمر الرسول الصحابه بالتوضأ منه لكن لو كان ماء البئر ساكنا متغير اللون لما توضأ منه الرسول صلي الله عليه وسلم .
و قال ابو داوود : ان الناس يلقون الحيض ولحوم الكلاب والنتن في الصحاري خلف بيوتهم فيجري عليها المطر ويلقيها الماء الي تلك البئر لانها في ممر الماء . وليس معناه ان الناسا يلقونها في البئر لان هذا مما لا يجيزه كافرا فكيف يجيزه الصحابه رضي الله عنهم . ويقول ان بئر بضاعه كان بئرا كثير الماء والماء الكثير لا ينجسه شيء ما لم يتغير لونه
(لا حظ انه يقول ان البئر كان كثير الماء اي متجدد الماء)
رابعا : تعالا ننظر الي مياه الأبار من منظور علمي
بئر بضاعة لم يكن مصرفا يلقى
و لكن كانت تنجرف هذه النفايات مع الامطار نادرة الحدوث فيها النجاسات و النفايات ،
فتجرف بعض القاذورات فتتجمع حول فوهته لأن هذا البئر كان يقع على
منحدر، و من المعلوم أن الأمطار الغزيرة هي نادرة الحدوث
و إذا تغير لون الماء بسبب الأتربة و ما تحمله السيول الجارفة فإن هذا الماء لا ينجس لأن التراب طاهر
و مياه الآبار هي مياه جوفية و متجددة ، و من المعلوم أن المياه الجوفية تحتوي تربتها ومسام الصخور الرسوبية فيها على مضادات حيوية تقضي على جميع الجراثيم الموجودة فيها فضلا عن عدة مواد معقمة اثر تسربها من السطح إلى باطن الأرض ، مما يدل على استحالة أن تكون مياه الآبار مياه راكدة.
و قد أكد الطلحاوي كثرة مائه مما يدل علي عدم ركود مائه.
خامسا: ما هو عمق البئر؟
قال أبو داود و سمعت قتيبة بن سعيد قال سألت قيم بئر بضاعة عن عمقها قال
أكثر ما يكون فيها الماء إلى العانة قلت فإذا نقص قال دون العورة
هل لاحظت أن عمق الماء في البئر يصل إلى العانة؟ ، و هذا طبعا يدل على غزارة مياهه
و العانة هي ما فوق قبل المرأة أي أن مياه البئر تصل الي نصف طول جسدك.
و لو تغير لون الماء قليلا نتيجة الاتربة فهذا لا يعيبه و لا ينجسه بل يظل طهورا في الوضوء
و أسوق اليك نص مقارب من كتابكم علي عدم تنجيس التراب للشئ
يسوع يقول أن اليد الغير معسولة لا تنجس
متي 15:20
واما الأكل بايد غير مغسولة فلا ينجس الانسان
شارل: تعالا نري هذا الحديث في صحيح البخاري
حدثنا محمد بن بشار
حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة
عن حبيب بن أبي ثابت
عن زيد بن وهب
عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه و سلم
قال لي جبريل من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة أو لم
يدخل النار قال وإن زنى وإن سرق قال وإن.
صحيح البخاري .. كتاب بدء الخلق .. باب ذكر الملائكة.
أي أن طريق الجنة عندكم هو السرقة و الزنى
عبد الله: أولا:الغريب أنكم تعترضون علي أشياء موجودة في كتبكم و بشكل أفظع و اليك هذا الشاهد من كتابكم
قال يسوع في انجيل متي 21:31
والزواني يسبقونكم الى ملكوت الله
فهل يفهم من هذا النص أن الزني هو طريق السبق الي الملكوت؟
أم أن الزواني المقصودين هنا هم من تابوا و انابوا و صلحت توبتهم؟
و لو نظرت الي ما قاله يسوع ستجد أنه يقول أنهم يسبقون الي الملكوت و لم يقل انهم يدخلون الملكوت يعني ان دحولهم الملكوت لن يكون مجرد دخول و لكن هو سبق و ريادة علي جميع الناس.
ثانيا: أعتقد الأن فهمت المقصود من الحديث و هو أن الشخص الذي يموت علي التوحيد هو شخص مات تائبا و حسنت خاتمته و ان زني أو سرق فان الله قد غفر له و لن يدخل النار
أما من مات علي التوحيد قبل ان يتوب فمن الممكن أن يدحل الجنة و لكن بعد أن يخلص ذنوبه في النار و هذا ما دل عليه جملة(من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة) أي أن نهايته بعد تخليص ذنوبه ستكون في الجنة.
ويقول النووي
قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإن زنى وإن سرق )
فهو حجة لمذهب أهل السنة أن أصحاب الكبائر لا يقطع لهم بالنار , وأنهم إن دخلوها لبعض الوقت
أخرجوا منها
وختم لهم بالخلود في الجنة .
ثالثا : ما هي أدلة تحريم السرقة و الزني من القرآن؟
ورد في سورة المائدة ما يلي
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39)
و ورد في سورة الاسراء
روَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)
و في البخاري قال النبي ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن)
فهو حين ذاك فاسق و ليس بمؤمن و لكن اذا تاب تاب الله عليه .
شارل: أنظر معي في سورة الانسان
وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)
يعني في الجنة سيطوف عليكم ولدان لتمارسوا الشذوذ معهم و هؤلاء الولدان يلبسون أساور مثل النساء و ثياب مثل النساء
عبد الله: أولا : يا شرشر يا حبيب قلبي مفهومنا عن الجنة هو مارواه البخاري ومسلم من حديث أبو هريرة أن النبي قال قال الله(أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر علي قلب بشر)
يعني كل ما في الجنة من أشياء أو تعاملات لم تري مثلها في الدنيا فنكاح الجنة ليس كنكاح الدنيا
و تفاح الجنة ليس كتفاح الدنيا فالمسميات واحده و لكن الشكل متغير فمثلا التفاح هو نفس الاسم الموجود في الجنة و لكن ليس هذا التفاح كذاك التفاح و كذلك ليس هذا النكاح كذاك النكاح.
اذن نستنتج أن كل معاملات الجنة لم يحدث مثلها في الدنيا فما يحدث في الدنيا من وطء و لواط و شذوذ وغيره لا يحدث في الجنة لأن في الجنة مالم يخطر علي قلب بشر.
ثانيا: ما وظيفة الولدان؟
قال تعالي في سورة الواقعة
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18)
اذن الاية أخبرت ان وظيفة الولدان هو خدمة أهل الجنة و الطواف عليهم بالأكواب و الشراب.
ثالثا: قال تعالي في سورة العنكبوت ينقل قول (لوط) لقومه ذما علي ممارستهم اللواط
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28)
اذن فاللواط فاحشة و فاحشة كبيرة جدا لا تسبقها فاحشة أخري كما بينت الأية(مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ).
شارل: هل يمكن أن تقاتلون في الأشهر الحرم؟
عبد الله: نحن منهيون عن القتال في الأشهر الحرم بدليل قوله تعالي في سورة البقرة أية 217
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ
و لكن نحن لسنا منهيون عن الدفاع عن أنفسنا في الشهر الحرام و الا لو سكتنا عن العدو المهاجم لنا سيباغتنا و يقضي علينا لذلك قال تعالي في سورة البقرة
الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)
أي أننا منهيون عن القتال في الشهر الحرام و لكن لسنا منهيون عن الدفاع عن نفسنا فيه اذا باغتنا العدو . و الله أعلم
شارل: روى البخارى
في صحيحة : أنه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليله حتى أصبح ( أي لم يصلي الفريضة ) قال : ذاك رجل بال الشيطان في أذنه )) فما معنى قوله : (( بال الشيطان في أذنه )) ؟ وهل الشيطان يبول ؟
عبد الله :
لقد وجه العلماء الافاضل معنى بول الشيطان في أذن من نام حتى فاتته الفريضه عدة توجيهات منها :
التوجيه الاول : أن يقال بأن هذا مثل مضروب للغافل عن القيام بثقل النوم كمن وقع البول في أذنه فثقل أذنه وأفسد حسه , والعرب تكني عن الفساد بالبول قال الراجز : بال سهيل في الفضيخ ففسد . وكنى بذلك عن طلوعه لأنه وقت إفساد الفضيخ فعبر عنه بالبول . ووقع في رواية الحسن عن أبي هريرة في هذا الحديث عند أحمد " قال الحسن إن بوله والله لثقيل " وروى محمد بن نصر من طريق قيس بن أبي حازم عن ابن مسعود " حسب الرجل من الخيبة والشر أن ينام حتى يصبح وقد بال الشيطان في أذنه " وهو موقوف صحيح الإسناد . وقال الطيبي : خص الأذن بالذكر وإن كانت العين أنسب بالنوم إشارة إلى ثقل النوم , فإن المسامع هي موارد الانتباه . وخص البول لأنه أسهل مدخلا في التجاويف وأسرع نفوذا في العروق فيورث الكسل في جميع الأعضاء .
التوجيه الثاني : ان يقال بأن الأمر هو على حقيقته . قال القرطبي وغيره لا مانع من ذلك إذ لا إحالة فيه لأنه ثبت أن الشيطان يأكل ويشرب وينكح فلا مانع من أن يبول .
التوجيه الثالث : أن يقال بأن ذلك هو كناية عن سد الشيطان أذن الذي ينام عن الصلاة حتى لا يسمع الذكر .
التوجيه الرابع : أن يقال بأن معناه أن الشيطان ملأ سمعه بالأباطيل فحجب سمعه عن الذكر .
التوجيه الخامس : هو أن الأمر كناية عن ازدراء الشيطان به .
التوجيه السادس : هو ان يقال بأن المعنى أن الشيطان استولى عليه واستخف به حتى اتخذه كالكنيف المعد للبول , إذ من عادة المستخف بالشيء أن يبول عليه
شارل: هل تصدق هذه الخرافة
روى الإمامُ البخاري في " صحيحه " (3849) ، كتاب مناقب الأنصار ، بابٌ القسامة في الجاهليةِ :
حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ : " رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ ، قَدْ زَنَتْ ، فَرَجَمُوهَا ، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ .
عبد الله:أولاً :
هذا الحديثُ ليس على شرطِ الإمامِ البخاري ، فصحيحُ البخاري سماهُ : " الجامعُ المختصرُ المسندُ الصحيحُ من أمورِ رسولِ اللهِ – صلى اللهُ عليه وسلم – وسننهِ وأيامهِ " فالخبرُ ليس مسنداً للرسولِ فهو ليس على شرطِ البخاري – رحمهُ اللهُ - .
فالأحاديثُ الموقوفةُ ، وهي الأحاديثُ التي تروى عن الصحابةِ ، ولا يتمُ رفعُها للنبي – صلى اللهُ عليه وسلم - ، والتي يسميها بعضُ أهلِ العلمِ " الآثار " هي ليست كذلك على شرطِ البخاري – رحمه الله - .
وكذلك الأحاديثُ المعلقةُ ، وهي الأحاديثُ التي يوردها البخاري ، ويحذفُ أولَ أسانيدها ، أو يوردُ قولاً بدون سندٍ كأن يقول : " قال أنسٌ " ، أو يوردهُ بصيغةِ التمريضِ كأن يقول : " يُروى عن أنسٍ " ، وهذه المعلقاتُ سواءٌ رواها بصيغةِ الجزمِ ، أو بصيغةِ التمريضِ ، فليست هي على شرطِ الإمامِ البخاري ، وقد بلغت معلقاتُ البخاري في الصحيحِ ألفاً وثلاثمائة وواحداً وأربعين .
ثانياً :
هذا الخبرُ رواهُ عمرو بنُ ميمونٍ ، وهو من كبارِ التابعين ، وليس صحابياً ، وإنما هو ممّن أدرك الجاهليةَ ، وأسلم في عهدِ النبي – صلى اللهُ عليه وسلم – ولكنهُ لم يرهُ ، ولم يرو عنهُ ، ويطلقُ على أمثالهِ في كتبِ التراجمِ والرجالِ : " مُخَضْرَمٌ " ، ترجم له الحافظُ في " التقريب " فقال : " مُخَضْرَمٌ مَشْهُوْرٌ " [ سيرُ أعلامِ النبلاء (4/158) – والإصابةُ (3/118 ) ] .
قال ابنُ الجوزي – رحمه الله : " وقد أوهم أبو مسعود بترجمةِ عمرو بنِ ميمونٍ أنهُ من الصحابةِ الذين انفرد بالإخراجِ عنهم البخاري ، وليس كذلك فإنهُ ليس من الصحابةِ ، ولا لهُ في الصحيحِ مسندٌ " . [ كشفُ المشكلِ من حديثِ الصحيحين لابن الجوزي (4/175) ] .
فعمرو بنُ ميمونٍ كما قال الإمامُ القرطبي – رحمه الله – يعدُ من كبارِ التابعين من الكوفيين [ تفسيرُ القرطبي (1/442) تفسير سورة البقرة الآية 65 ] .
ثالثاً :
البخاري – رحمهُ اللهُ – لما ذكر هذا الأثرَ الذي ليس على شرطهِ ، إنما أراد الإشارةَ إلى فائدةٍ والتأكيدِ على أن عمرو بنَ ميمونٍ قد أدرك الجاهليةَ ، ولم يبالِ البخاري بظنِ عمرو الذي ظنهُ في الجاهليةِ ، بأن القردةَ قد زنت فرجموها بسببِ الرجمِ .
رابعاً :
الخبرُ استنكرهُ الإمامُ ابنُ عبدِ البرِ – رحمهُ اللهُ – قال الحافظُ ابنُ حجرٍ – رحمهُ اللهُ - : " وَقَدْ اِسْتَنْكَرَ اِبْن عَبْد الْبَرّ قِصَّة عَمْرو بْن مَيْمُون هَذِهِ وَقَالَ : " فِيهَا إِضَافَة الزِّنَا إِلَى غَيْر مُكَلَّف ، وَإِقَامَة الْحَدّ عَلَى الْبَهَائِم وَهَذَا مُنْكَر عِنْد أَهْل الْعِلْم " . [ فتح الباري لابن حجر 7/197 ( الطبعة السلفية ) ] .
خامساً :
استنكر الخبرَ الإمامُ الألباني – رحمه الله – فقال : " هذا أثرٌ منكرٌ ، إذ كيف يمكنُ لإنسانٍ أن يعلمَ أن القردةَ تتزوجُ ، وأن من خُلقهم المحافظةَ على العرضِ، فمن خان قتلوهُ ؟! ثم هبّ أن ذلك أمرٌ واقعٌ بينها ، فمن أين علم عمرو بنُ ميمون أن رجمَ القردةِ إنما كان لأنها زنت " . [ مختصر صحيح البخاري للألباني (2/535) ] .
سادساً :
قال الشيخُ الألباني – رحمهُ اللهُ - : " وأنا أظنُ أن الآفةَ من شيخِ المصنفِ نعيمِ بنِ حمادٍ ، فإنهُ ضعيفٌ متهمٌ ، أو من عنعنةِ هُشيم ، فإنهُ كان مدلساً " . [ مختصر صحيح البخاري للألباني (2/535) ] .
سابعاً :
وممن ذهب إلى تضعيفِ الأثرِ محققُ " سير أعلام النبلاء " (4/159) فقد قال في الحاشيةِ : " ونعيمُ بنُ حمادٍ كثيرُ الخطأِ ، وهُشيمٌ مدلسٌ وقد عنعن " .
ثامناًً :
فالخبرُ ضعيفٌ في سندهِ نُعيمُ بنُ حمادٍ ، من رجالِ معلقاتِ البخاري لا من أسانيدهِ ، روى عنهُ البخاري مقروناً بغيرهِ في الأحاديثِ أرقام ( 393-4339-7139) ، ولم يقرنهُ بغيرهِ إلا في هذا الحديثِ المقطوعِ الذي ليس على شرطهِ – رحمهُ اللهُ – حديث رقم (3849) .
ونعيمُ بنُ حمادٍ قال عنه الحافظُ في " التقريب " : " صدوقٌ يخطيءُ كثيراً " ، وقال النسائي : " ضعيفٌ " ، وذكرهُ ابنُ حبان في " الثقات " وقال : " ربما أخطأ ووهم " . [ تهذيب الكمال (29/476) ] .
تاسعاً :
وكذلك الخبرُ ضعيفٌ لأن في سندهِِ هُشيمَ بنَ بشيرٍ الواسطي ، وهو كثيرُ التدليسِ ، وجعلهُ الحافظُ في المرتبةِ الثالثةِ في طبقاتهِ ، وهم ممن لا يُحتجُ بحديثهم إلا بما صرحوا به السماعَ ، قلتُ : ولم يصرح بالسماعِ في هذا الخبرِ .
عاشراً :
مال الشيخُ الألباني إلى تقويةِ هذا الأثر مختصراً دون وجود النكارةِ أن القردةَ قد زنت وأنها رُجمت بسببِ الزنا فقال - رحمه الله - : " لكن ذكر ابنُ عبدِ البر في " الاستيعاب " (3/1205) أنهُ رواهُ عبادُ بنُ العوام أيضاً ، عن حصين ، كما رواه هشيم مختصراً .
قلتُ : ( القائلُ الألباني ) وعبادُ هذا ثقةٌ من رجالِ الشيخين ، وتابعهُ عيسى بنُ حطان ، عن عمرو بنِ ميمون به مطولاً ، أخرجهُ الإسماعيلي ، وعيسى هذا وثقهُ العجلي وابنُ حبان ، وروايته مفصلةٌ تبعد النكارةَ الظاهرةَ من روايةِ نعيم المختصرة ، وقد مال الحافظُ إلى تقويتها خلافاً لابنِ عبدِ البر ، والله أعلم " . [ مختصر صحيح البخاري للألباني (2/535-536) ] .
الحادي عشر :
لو اقترضنا صحةَ الخبرِ ، فإن الراوي أخبر عما رأى في وقتِ جاهليتهِ فإنهُ لا حرج من القولِ بأن هذا ما ظنهُ لا سيما أنهُ في روايةٍ رأى قرداً وقردةً مع بعضهما فجاء قردٌ آخر ، وأخذها منهُ فاجتمع عليها القردةُ الآخرون ورجموهما.
فهذه صورةُ الحكايةِ ظنها الراوي رجماً للزنى ، وهو لم يأخذ هذا حكايةً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وليست كذلك الراوي لها أحدُ أصحابِ النبي – صلى الله عليه وسلم - ولو أخبر بها النبي – صلى اللهُ عليه وسلم - ، وصح السندُ عنه قبلناهُ ، فإننا صدقناهُ فيما هو أعظمُ من ذلك .
الثاني عشر :
والغريبُ في هذا الأمرِ أن بعضَ أهلِ العلمِ قد تكلف جداً في توجيهِ هذا الخبر ، والذي كما أسلفنا ليس من قولِ الرسولِ – صلى الله عليه وسلم – ولا من قولِ أحدٍ من الصحابةِ ، فالخبرُ مقطوعٌ على أحدٍ التابعين ، فلا أدري لم هذا التكلفُ في هذهِ الردودِ على خبرٍ ضعيفِ السندِ ليس على شرطِ الإمامِ البخاري – رحمهُ اللهُ – . ومن هذهِ الأقوالِ التي فيها الكثيرُ من التكلفِ ما قالهُ بعضُ أهلِ العلم كما نقل عنهُ الحافظُ في " الفتح " : " لَعَلَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا مِنْ نَسْل الَّذِينَ مُسِخُوا فَبَقِيَ فِيهِمْ ذَلِكَ الْحُكْم " . وقد ردهُ ابنُ التينِ والحافظُ ابنُ حجرٍ فقال بعد أن نقل القولَ عن ابنِ التينِ : " ثُمَّ قَالَ – أي ابن التين - : إِنَّ الْمَمْسُوخ لَا يَنْسِل قُلْت : وَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمَد , لِمَا ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم " أَنَّ الْمَمْسُوخ لَا نَسْل لَهُ " ( حديث رقم 2663- كتاب القدر – باب أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ) .
ومن الردودِ الظاهرةِ التكلفِ هو ما أوردهُ الحافظُ عن بعضِ أهلِ العلمِ بأنهُ : " لَا يَلْزَم أَنْ تَكُون الْقُرُود الْمَذْكُورَة مِنْ النَّسْل , فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الَّذِينَ مُسِخُوا لَمَّا صَارُوا عَلَى هَيْئَة الْقِرَدَة مَعَ بَقَاء أَفْهَامهمْ عَاشَرَتْهُمْ الْقِرَدَة الْأَصْلِيَّة لِلْمُشَابَهَةِ فِي الشَّكْل فَتَلَقَّوْا عَنْهُمْ بَعْض مَا شَاهَدُوهُ مِنْ أَفْعَالهمْ فَحَفِظُوهَا وَصَارَتْ فِيهِمْ , وَاخْتُصَّ الْقِرْد بِذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ الْفِطْنَة الزَّائِدَة عَلَى غَيْره مِنْ الْحَيَوَان وَقَابِلِيَّة التَّعْلِيم لِكُلِّ صِنَاعَة مِمَّا لَيْسَ لِأَكْثَر الْحَيَوَان , وَمِنْ خِصَاله أَنَّهُ يَضْحَك وَيَطْرَب وَيَحْكِي مَا يَرَاهُ , وَفِيهِ مِنْ شِدَّة الْغَيْرَة مَا يُوَازِي الْآدَمِيّ وَلَا يَتَعَدَّى أَحَدهمْ إِلَى غَيْر زَوْجَته , فَلَا يَدَع فِي الْغَالِب أَنْ يُحَمِّلهَا مَا رُكِّبَ فِيهَا مِنْ غَيْرَة عَلَى عُقُوبَة مَنْ اِعْتَدَى إِلَى مَا لَمْ يَخْتَصّ بِهِ مِنْ الْأُنْثَى , وَمِنْ خَصَائِصه أَنَّ الْأُنْثَى تَحْمِل أَوْلَادهَا كَهَيْئَةِ الْآدَمِيَّة , وَرُبَّمَا مَشَى الْقِرْد عَلَى رِجْلَيْهِ لَكِنْ لَا يَسْتَمِرّ عَلَى ذَلِكَ , وَيَتَنَاوَل الشَّيْء بِيَدِهِ وَيَأْكُل بِيَدِهِ , وَلَهُ أَصَابِع مُفَصَّلَة إِلَى أَنَامِل وَأَظْفَار , وَلِشَفْرِ عَيْنَيْهِ أَهْدَاب " .
قلتُ : لا يخفى على الناقدِ البصيرِ أن هذا التوجيهَ لا يخلو من تكلفٍ واضحٍ لا يتناسبُ مع التيسيرِ في فهمِ النصوصِ ، وإضافة قيودٍ ومحترزاتٍ لا داعي لها أصلاً ، بل توحي لقارئِها إلى وجودِ التقعرِ والتشدقِ ولي أعناقِ النصوصِ حتى تتفقَ مع من ذهب إلى هذا الرأي .
ومن الغريبِ حقاً في سبيلِ ردِ هذا الخبر أن الحميدي في كتابهِ " الجمع بين الصحيحين " زعم أن هذا الخبرَ أُقحم في كتابِ البخاري ، قال الحافظُ – رحمه الله - :" وَأَغْرَبَ الْحُمَيْدِيّ فِي الْجَمْع بَيْن الصَّحِيحَيْنِ فَزَعَمَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيث وَقَعَ فِي بَعْض نُسَخ الْبُخَارِيّ , وَأَنَّ أَبَا مَسْعُود وَحْده ذَكَرَهُ فِي " الْأَطْرَاف " قَالَ : وَلَيْسَ فِي نُسَخ الْبُخَارِيّ أَصْلًا فَلَعَلَّهُ مِنْ الْأَحَادِيث الْمُقْحَمَة فِي كِتَاب الْبُخَارِيّ " ، وقد رد الحافظ هذا القول :" وَمَا قَالَهُ مَرْدُود , فَإِنَّ الْحَدِيث الْمَذْكُور فِي مُعْظَم الْأُصُول الَّتِي وَقَفْنَا عَلَيْهَا , وَكَفَى بِإِيرَادِ أَبِي ذَرّ الْحَافِظ لَهُ عَنْ شُيُوخه الثَّلَاثَة الْأَئِمَّة الْمُتْقِنِينَ عَنْ الْفَرَبْرِيّ حُجَّة , وَكَذَا إِيرَاد الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأَبِي نُعَيْم فِي مُسْتَخْرَجَيْهِمَا وَأَبِي مَسْعُود لَهُ فِي أَطْرَافه , نَعَمْ سَقَطَ مِنْ رِوَايَة النَّسَفِيّ وَكَذَا الْحَدِيث الَّذِي بَعْده , وَلَا يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ أَنْ لَا يَكُون فِي رِوَايَة الْفَرَبْرِيّ , فَإِنَّ رِوَايَته تَزِيد عَلَى رِوَايَة النَّسَفِيّ عِدَّة أَحَادِيث قَدْ نَبَّهْت عَلَى كَثِير مِنْهَا فِيمَا مَضَى وَفِيمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى " .
قلتُ : القولُ بإقحامِ خبرٍ أو حديثٍ ليس في أصلِ البخاري قولٌ فاسدٌ يفضي إلى عدمِ الوثوقِ بجميعِ ما في الصحيحِ ، وهذا القولُ خطأٌ ، بل ظاهرُ البطلانِ ، فلا أدري لم كلُ هذا التكلفِ في هذهِ التوجيهاتِ الباطلةِ لقبولِ خبرٍ ضعيفٍ ليس على شرطِ الإمامِ البخاري رحمهُ اللهُ .
الثالث عشر :
إن صحت هذه الحادثةُ فتبين أن القردةَ أطهرُ من الخنازيرِ ، القائلين بجوازِ تنقلِ محارمهم بين أحضانِ الرجالِ ، وأن تكونَ في كلِ يومٍ تحت يدِ صاحبٍ ، وفي كلِ ساعةٍ في حجرِ ملاعبٍ .
بل عند الرافضةِ القائلين بجوازِ إعارةِ الفروجِ ما يقتربُ من مذهبِ الخنازيرِ .
فقد روى الطوسي عن محمدٍ عن أبي جعفر قال: " قلتُ : الرجلُ يُحلُ لأخيهِ فرجٌ ؟ قال : نعم ؛ لا بأس بهِ ، لهُ ما أُحل لهُ منها " ( كتاب الاستبصار3/136).
وذكر الطوسي في " الاستبصار " (3/141) : " عن أبي الحسن الطارئ أنهُ سأل أبا عبدِ الله عن عاريةِ الفرجِ ، فقال : " لا بأس به " .
الرابع عشر :
هل تعلم أن الرافضةَ ينسبون إلى جعفرٍ الصادق أنهُ قال أن الفيلَ مسخٌ ، كان رجلاً لوطياً ، وأن الدبَ كان رجلاً مخنثاً يراود الرجالَ .
عن الصادقِ أنهُ قال : " المسوخُ ثلاثةُ عشر : الفيلُ ، والدبُ ، والأرنبُ ، والعقربُ ، والضبُ ، والعنكبوتُ ، والدعموصُ ، والجري ، والوطواطُ ، والقردُ ، والخنزيرُ ، والزهرةُ ، وسهيلٌ " ، قيل : يا ابنَ رسولِ اللهِ ما كان سببُ مسخِ هؤلاءِ ؟ قال : " أما الفيلُ : فكان رجلاً جباراً لوطياً ، لا يدعُ رطباً ولا يابساً. وأما الدبُ : فكان رجلاً مخنثاً يدعو الرجالَ إلى نفسهِ . وأما الارنبُ : فكانت امرأةً قذرةً لا تغتسلُ من حيضٍ ولا جنابةٍ ، ولا غيرِ ذلك ، وأما العقربُ : فكان رجلاً همازاً لا يسلمُ منهُ أحدٌ ، وأما الضبُ : فكان رجلاً أعرابياً يسرقُ الحاجَ بمحجنهِ ، وأما العنكبوتُ : فكانت امرأةً سحرت زوجها ، وأما الدعموصُ : فكان رجلاً نماماً يقطعُ بين الأحبةِ ، وأما الجري : فكان رجلاً ديوثاً يجلبُ الرجالَ عن حلائلهِ ، وأما الوطواطُ : فكان سارقاً يسرقُ الرطبَ من رؤوسِ النخلِ ، وأما القردةُ : فاليهودُ اعتدوا في السبتِ ، وأما الخنازيرُ : فالنصارى حين سألوا المائدةَ فكانوا بعد نزولها أشدَ ما كانوا تكذيباً ، وأما سهيلُ : فكان رجلاً عشاراً باليمن . [علل الشرائع (2/486) ]
وعن علي بنِ أبي طالبٍ عليهم السلام ، قال : " سألتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وآله عن المسوخِ فقال : " هم ثلاثةُ عشر : الفيلُ ، والدبُ ، والخنزيرُ ، والقردُ ، والجريثُ ، والضبُ ، والوطواطُ ، والدعموصُ ، والعقربُ ، والعنكبوتُ ، والارنبُ ، وسهيلٌ ، والزهرةُ " . فقيل : يا رسولَ اللهِ ؛ وما كان سببُ مسخهم ؟ فقال : " أما الفيلُ : فكان رجلاً لوطياً لا يدعُ رطباً ولا يابساً ، وأما الدبُ : فكان رجلاً مؤنثاً يدعو الرجالَ إلى نفسهِ ، وأما الخنازيرُ : فكانوا قوماً نصارى سألوا ربَهم إنزالَ المائدةِ عليهم ، فلما أنزلت عليهم كانوا أشدَ ما كانوا كفراً وأشد تكذيباً ، وأما القردةُ : فقومٌ اعتدوا في السبتِ ، وأما الجريثُ : فكان رجلاً ديوثاً يدعو الرجالَ إلى حليلتهِ . [علل الشرائع (2/488) ]
وأخيراً نقولُ :
ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلهِ * * * وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ
ورحم اللهُ ابنَ تيميةَ عندما وصف الرافضةَ بقولهِ : " أَنَّ الرَّافِضَةَ أُمَّةٌ لَيْسَ لَهَا عَقْلٌ صَرِيحٌ ؛ وَلَا نَقْلٌ صَحِيحٌ وَلَا دِينٌ مَقْبُولٌ ؛ وَلَا دُنْيَا مَنْصُورَةٌ بَلْ هُمْ مِنْ أَعْظَمِ الطَّوَائِفِ كَذِبًا وَجَهْلًا وَدِينُهُمْ يُدْخِلُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ كُلَّ زِنْدِيقٍ وَمُرْتَدٍّ كَمَا دَخَلَ فِيهِمْ النصيرية ؛ وَالْإسْماعيليَّةُ وَغَيْرُهُمْ فَإِنَّهُمْ يَعْمِدُونَ إلَى خِيَارِ الْأُمَّةِ يُعَادُونَهُمْ وَإِلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ يُوَالُونَهُمْ وَيَعْمِدُونَ إلَى الصِّدْقِ الظَّاهِرِ الْمُتَوَاتِرِ يَدْفَعُونَهُ وَإِلَى الْكَذِبِ الْمُخْتَلَقِ الَّذِي يُعْلَمُ فَسَادُهُ يُقِيمُونَهُ ؛ فَهُمْ كَمَا قَالَ فِيهِمْ الشَّعْبِيُّ - وَكَانَ م
==================
هذا الحوار كان مع نصراني متعصب اسمه (شارل) و كان كلما أراد أن يلقي الشبهات القاها علي الشات العام امام كل الناس و اذا أردت أن أجاوب علي شبهاته قال لي تعالا خاص و لنجعل الموضوع بيني و بينك .
و هذا نص الحوار
شارل: في سورة الأنفال
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)
هل نظرت الي الجملة ( و علم أن فيكم ضعفا) فهل الله لم يكن يعلم قبل أن يجعل لكل مؤمن عشرة كفار هل لم يكن يعلم بضعف المسلمين عن ذلك؟
عبد الله: يا شرشر انظر الي الجملة جيدا () الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا) انظر الي الفعل (علم) انه فعل ماضي و ليس مضارع و الفعل يعني أن الله يعلم كل شئ في الماضي قبل أن يحدث .
جاء في سورة الأنعام
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)
فعلم الله أزلي قديم قبل أن يكون ما هو كائن.
لكن لماذا حدد الله مقياس المؤمن القوي هو أن يغلب عشرة كافرين؟ ثم لماذا غير هذا المقياس من غلبة عشرة كافرين الي غلبة اثنين فقط من الكافرين؟
قيل لقد حدد الله الحد الأقصي للمؤمن القوي بغلبة عشرة كافرين و لم يتغير هذا القانون بل بقي هذا القانون ولكن مع المؤمن القوي جسديا و القادر علي ذلك أما المؤمن القوي الايمان و الذي قد يكون عنده ضعف جسدي أو مرض مثلا فان الله قد خفف هذه النسبة عنه لتتماشي مع قوته الجسديه و مقدرته فجعلها اثنين . فالمقياس نسبي فقط حسب الحالة الجسدية لا الحالة الايمانية. و علي حسب هذا الرأي فالأية 65 غير منسوخة بل الأية 65 هي المقياس للمؤمن القادر جسديا و الأية 66 هي مقياس آخر للمؤمن الذي عنده ضعف جسدي.
- وقيل بل الاية 65 منسوخة بالأية 66 و هذا أيضا لوجود ضعف جسدي في بعض المؤمنين المعروفين بتقواهم.
فعن محمد بن بشار قال. حدثنا محمد بن محبب قال، حدثنا سفيان، عن ليث، عن عطاء في قولهإن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين)، قال: كان الواحد لعشرة، ثم جعل الواحد باثنين; لا ينبغي له أن يفرَّ منهما.
و عن ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال: قال محمد بن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي نجيح المكي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عباس، قال: لما نزلت هذه الآية، ثقلت على المسلمين، وأعظموا أن يقاتل عشرون مئتين، ومئة ألفا، فخفف الله عنهم. فنسخها بالآية الأخرى فقالالآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين)، قال: وكانوا إذا كانوا على الشطر من عدوهم لم ينبغ لهم أن يفروا منهم. وإن كانوا دون ذلك، لم يجب عليهم أن يقاتلوا، وجاز لهم أن يتحوّزوا عنهم.
و حسب الرأي الثاني القائل بالنسخ فالله كان يعلم ضعف الكثير من المؤمنين الضعف الجسدي و لكن جعل الأية الأولي لتبين الحد الاقصي و كذلك لكي ينسخها بأية أخري فيتبين للمؤمنين مدي نعمة الله عليهم بتغيير المقياس و تخفيف الحمل عنهم.
- و قيل بل الأية 65 كانت في أيام قلة المسلمين فكان و لابد أن يقف كل مسلم لعشرة من الكافرين علي الأقل و لا يهرب منهم فلما كثر عدد المسلمين نزلت الأية 66 و التي تخفف عن المؤمن مواجهة عشرة كافرين لأن المسلمين أصلا عددهم كثر.
عن أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا إبراهيم بن يزيد، عن عمرو بن دينار، وأبي معبد عن ابن عباس قال: إنما أمر الرجل أن يصبر نفسه لعشرة، والعشرة لمئة إذ المسلمون قليل، فلما كثر المسلمون، خفف الله عنهم. فأمر الرجل أن يصبر لرجلين، والعشرة للعشرين، والمئة للمئتين.
- قيل بل الأية 65 كانت تقول بأن المؤمن يقابل عشرة كافرين بالصبر والثبات أما ألاية 66 فتقول أن المؤمن يقابل اثنين من الكافرين بالصبر والثبات أيضا . و لكن مقدار الصبر في الأية 65 أكبر من مقدار الصبر في الاية 66 فالتخفيف فقط في مقدار الصبر المطلوب في القتال.
عن ابن وكيع قال، حدثنا يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخرِّيت، عن عكرمة، عن ابن عباس: كان فُرِض على المؤمنين أن يقاتل الرجل منهم عشرة من المشركين. قولهإن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم مئة يغلبوا ألفا)، فشق ذلك عليهم، فأنزل الله التخفيف، فجعل على الرجل أن يقاتل الرجلين، قولهإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين)، فخفف الله عنهم، ونُقِصوا من الصبر بقدر ذلك.
- و هناك قراءة للأية 66 كما يلي () الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ (ضعفاء) فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66))
شارل: قال الشعراوي ان سورة المسد و هي
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
قال الشعراوي أن السورة هذه هي اعجاز حيث أن ابو جهل مات علي الكفر فعلا كما قال القرآن.
و أنا أقول ليس بها اعجاز ولا شئ لأن أبو جهل لو كان أسلم كان نبيك سيقول هذه السورة منسوخة .
عبد الله:أولا: اسمه الشيخ الشعراوي يا شرشر فهذا رجل من أولياء الله الصالحين و ان كنت لا تعتبره كذلك فعلي الأقل تحترمه لأنك أصغر منه بكثير في السن.
ثانيا: أحب منك أن تعرف الفرق بين(الوعد) و (الوعيد) طبعا الوعد يكون في الخير أما الوعيد يكون في الشر و قال البعض بل الوعد يكون في الخير و الشر و لكن هذا قول ضعيف و المسلم به أنهم يقولون في الخير (وعده) (وعدا) و (عدة) و يقولون في الشر (عده) (وعيدا) أو( أوعده )(ايعادا) و قال البعض بل الفعل (أوعده) يكون في الخير و الشر و لكن لما يستعمل في الشر يجب أن تلحق (بالموعد به) حرف الباء فمثلا تقول (أوعده بالهلاك) أما في الخير لا يكون هناك حرف الباء فيقال (أوعده الجنة).
و الخلاصة : أن (الوعد) يكون في الخير و (الوعيد أو الايعاد) يكون في الشر و الخلف في الوعد عند العرب هو من الكذب و هو مذموم أما الخلف في الوعيد فهو كرم و جود
قال الشاعر عامر بن الطفيل:
و اني و ان أوعدته أو وعدته ** لمخلف ايعادي و منجز موعدي
و من القصص التي تدل علي اجلال العربي لوعده هذه القصة:
جاء رجل الي(عبد الله بن المبارك) فكتب له ابن المبارك صكا بمبلغ 700 دينار كي يذهب ويصرفه من بيت مال ابن المبارك و لكن ابن المبارك غلط و زود نقطة فاصبح المبلغ 7000 دينار فلما أتاه العامل يسأله قال ابن المبارك (وفي له ما سبق به قلمي) اي وفي للاعرابي مبلغ 7000 لأن العربي كان من العار أن يرجع في كلامه و في وعده. و عبد الله بن المبارك هذا تلميذ سفيان بن عيينه و هو شيخ في عشرة خصال.
لذلك فان خلف الوعد بالنسبة لله مستحيل أما (الوعيد) ففيه خيار اما أن ينجزه الله و بهذا يكون عدلا أو يتجاوز الله عنه فيكون هذا كرما. فالله اذا عفا عن الوعيد فهو كرم و ان واخذ فبالذنب
قال تعالي في سورة مريم يتكلم عن الوعد
جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61)
و في سورة ق يتكلم عن الوعيد
قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29)
قال البعض أن (الوعد) هو حق للموعود علي الواعد فان اخلف الواعد فبهذا يكون قد ظلم الموعود حقه أما (الوعيد) فهو حق المتوعد بكسر العين علي( المتوعد عليه ) بفتح العين في كلمة المتوعد. و بذلك فان تنازل المتوعد عن وعيده وحقه عند المتوعد عليه يكون هذا كرما منه لا كذبا.
-الوعد و الوعيد قيل هي مصادر لا تجمع و قيل بل جمع الوعد هو( وعود) و جمع الوعيد( وعايد) أو (وعائد).
و (العدة) تكون بمعني الوعد و جمعها (عدات) بكسر العين.
ثالثا : (النسخ) يكون في الاحكام أي الشرائع و القوانين فقط يا شرشر و لا يكون أبدا في الاخباريات فسورة المسد من( الاخباريات) أي ان الله يخبر عن أمر مستقبلي سيحدث و قد حدث فعلا و كان وعد الله قدرا مقدورا .
رابعا: هل سورة المسد من (الوعيد) الذي كان من الممكن أن يرجع الله فيه؟
يمكن أعتبار سورة المسد (وعيد) و لكن وعيد سوف يتم انجازه حتما لأنه يقع تحت حكم (الاخباريات) و طالما أخبر الله عن شئ فسوف يحدث لا محالة لذلك عبر الله عن هذا الكلام بالفاعل الغائب و قال (سيصلي نارا ذات لهب) و لو أراد الله مجرد (الوعيد) الذي يمكن الرجوع عن تنفيذه لقال له الوعيد بلغة المخاطب (ستصلي نارا ذات لهب) أو كان علق دخوله النار علي شئ مثلا ( سيصلي نارا ذات لهب ان لم يؤمن) و لكن الله قال (سيصلي نارا ذات لهب) ليعبر عن خبر مستقبلي سيحدث لا محالة و لا مفر ولا محيص و لا بد و لا مهرب و لا نجاة.
شارل:هل تعلم حديث المرأة المعلقة من ثديها؟
اليك الشاهد
عن علي بن أبي طالب قال: دخلت أنا و فاطمة عى رسول الله صلى الله عليه سلم فوجدته يبكي بكاء شديدا فقلت: فداك أبي و أمي يا رسول الله ما الذي ابكاك فقال صلى الله عليه و سلم يا علي: ليلة اسري بي الى السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد و اذكرت شأنهن لما رأيت من شدة عذابهن رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها و رأيت امرأة معلقة بلسانها و الحميم يصب في حلقها و رأيت امرأة معلقة بثديها و رأيت امرأة تأكل لحم جسدها و النار توقد من تحتها و رأيت امرأة قد شد رجلاها الى يدها و قد سلط عليها الحيات والعقارب و رأيت امرأة عمياء في تابوت من النار يخرج دماغ رأسها من فخذيها و بدنها يتقطع من الجذاع و البرص و رأيت امرأة معلقة برجليها في النار و رأيت امرأة تقطع لحم جسدها في مقدمها و موخرها بمقارض من نار و رأيت امرأة تحرق وجهها و يدها و هي تأكل أمعائها و رأيت امرأة رأسها رأس خنزير و بدنها بدن حمار و عليها ألف ألف لون من بدنها و رأيت امرأة على صورة الكلب و النار تدخل من دبرها و تخرج من فمها و الملائكة يضربون على رأسها و بدنها بمقاطع من النار فقالت فاطمة: حسبي و قرة عيني اخبرني ما كان عملهن و سيرهن حتى و ضع الله عليه هذا العذاب فقال صلى الله عليه و سلم: يا بنيتي أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال أما المعلقة بلسانها كانت تؤذي زوجها أما المعلقة بثديها فإنها كانت تمتنع عن فراش زوجها أما المعلقة برجلها فانها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها أما التي تأكل لحم جسها فإنها كانت تزين بدنها للناس أما التي شد رجلاها إلى يدها و سلط عليها الحيات و العقارب فإنها كانت قليلة الوضوء قذرة اللعاب و كانت لا تغتسل من الجنابة و الحيض و لا تنظف و كانت تستهين بالصلاة أما العمياء و الصماء و الخرساء فإنها كانت تلد من الزنا فتعلقه بأعنق زوجها أما التي كانت تقرض لحمها بالمقارض فإنها كانت قوّادة أما التي رأسها رأس خنزير و بدنها بدن حمار فإنها كانت نمّامة كذابة أما التي على صورة الكلب و النار تدخل من دبرها و تخرج من فمها فإنها كانت معلية نواحة ثم قال صلى الله عليه و سلم: و يل لامرأة أغضبت زوجها و طوبى لامرأة رضى عنها زوجها
عبد الله:- الشاهد من كتب الشيعة و هذا الحديث لا يصح عن النبي اذ ان في سنده ضعف
هذا خبر مكذوب، ومتنه منكر، وبعد البحث التام لم نجد إلا أن بعض الناس عزاه إلى كتاب: بحار الأنوار.. وبمراجعة إيضاح المكنون، ذيل كتاب كشف الظنون وجدنا في حرف الباء، أن الكتاب المذكور من مؤلفات بعض الشيعة، وهو محمد بن باقر بن محمد تقي الشهير بالمجلسي الشيعي المتوفى عام 1111هـ.
كذا في الكتاب المذكور، وقد ذكر في البطاقة الموجهة إليّ المتضمنة السؤال عن هذا الحديث، أن صاحب البحار ذكره في الجزء 18 ص351، وقد حدثني من لا أتهم عن بعض من له عناية بكتب الشيعة، أن هذا الكتاب أعني: بحار الأنوار، مملوء من الأحاديث المكذوبة الموضوعة
- و من الأدلة أيضا أن هذا الحديث مكذوب هي جملة (ليلة اسري بي الى السماء رأيت نساء) فهل الصعود الي السماء يسمي (اسراءا) أم (معراجا)؟
بالطبع يسمي صعود النبي الي السماء معراجا و ليس اسراءا و لذلك فان لفظة (اسري بي الي السماء) تدل علي ان الحديث موضوع و أن الذي وضعه لا يعرف في اللغة العربية.
شارل: هل يقول رسول (اكشفي عن فخذيك)؟ و لكي لا تتعجب مثلما أتعجب أنا من مثل هذه الألفاظ اليك الشاهد حتي لا تقول اننا نفتري عليه
عن عبد الله
بن مسلمة حدثنا عبد الله يعني ابن عمر بن غانم عن عبد الرحمن يعني ابن زياد عن عمارة بن غراب قال إن عمة له حدثته أنها سألت عائشة قالت :
(( إحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إلا فراش واحد قالت أخبرك بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل فمضى إلى مسجده قال أبو داود تعني مسجد بيته فلم ينصرف حتى غلبتني عيني وأوجعه البرد فقال ادني مني فقلت إني حائض فقال وإن اكشفي عن فخذيك فكشفت فخذي فوضع خده وصدره على فخذي وحنيت عليه حتى دفئ ونام ))
رواه أبو داود 1/70 رقم 270 والبيهقي في سننه 1/313 1/55 حديث رقم 120
عبد الله: أولا : من ناحية أنكم تفترون فهذا ليس جديد عليكم
قال تعالي في سورة ال عمران
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)
وفي سورة يونس
وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60)
ثانيا : عن الحديث الذي فيه (أكشفي عن فخذيك) فهو حديث ضعيف
ضعفه الألباني في ضعيف الجامع ص 26. وفي ضعيف الأدب المفرد ص 30.
ففي سنده (عبد الرحمن بن زياد)
عبد الرحمن بن زياد: وهو الافريقي مجهول. قال البخاري في كتاب الضعفاء الصغير307 » في حديثه بعض المناكير« وقال أبو زرعة » ليس بالقوي« (سؤالات البرذعي ص389) وقال الترمذي ضعيف في الحديث عند أهل الحديث مثل يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل (أنظر سنن الترمذي حديث رقم 54 و199 و1980) بل قال » ليس بشيء كما في (الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي2/204 ترجمة رقم2435 وميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي ترجمة رقم6041 تهذيب الكمال21/258).
وقال البزار له مناكير (كشف الأستار رقم2061) وقال النسائي » ضعيف« (الضعفاء والمتروكون337) وقال الدارقطني في سننه (1/379) » ضعيف لا يحتج به« وضعفه أيضا في كتاب العلل.
- عمارة بن غراب اليحصبي: قال الحافظ في تقريب التهذيب » تابعي مجهول. غلط من عده صحابيا« (ترجمة رقم4857).
و قال المنذري : عمارة بن غراب والراوي عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي والراوي عن الأفريقي عبد الله بن عمر بن غانم وكلهم لا يحتج بحديثه .
أظن بهذا قد كشفت تدليسكم .
شارل:هل تعلم أن رسولك أختلي بأمرأة أنصارية و قال لها في النهاية كلمات حب وغرام و اليك الشاهد
روى الإمام البخارى فى صحيحه بسنده عن أنس رضى الله عنه قال : "جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله ، ومعها صبى لها، فكلمها رسول الله ، فقال : "والذى نفسى بيده، إنكم أحب الناس إلى مرتين"0
الحديث يطعن فى خلق رسولك حيث جاء فى الرواية أنه ، خلا بامرأة، ثم قال : "إنكم أحب الناس إلى"0
عبد الله: يا شرشر أقرأ عنوان الباب الذي جاء تحت اسمه الحديث و العنوان كان(باب "ما يجوز أن يخلوا الرجل بالمرأة عند الناس ) أظن أن كلمة (عند الناس) هذه تعني انه خلا بها و لكن أمام اعين جميع الناس .
وفى رواية مسلم عن أنس : "أن امرأة كان فى عقلها شئ، فقالت : يا رسول الله! إن لى إليك حاجة، فقال : يا أم فلان! أى السكك شئت، حتى أقضى لك حاجتك، فخلا معها فى بعض الطرق، حتى فرغت من حاجتها
قال الإمام النووى – رحمه الله – قوله : "خلا معها فى بعض الطرق" أى : وقف معها فى طريق مسلوك، ليقضى حاجتها، ويفتيها فى الخلوة، ولم يكن ذلك من الخلوة بالأجنبية، فإن هذا كان فى ممر الناس، ومشاهدتهم إياه وإياها، لكن لا يسمعون كلامها، لأن مسألتها مما لا يظهره".
أما قوله (انكم أحب الناس الي قلبي) هل لاحظت الضمير (انكم) ؟ و هل لاحظت أنه لم يقل (انكي) ؟ فقول (انكم) يعني معشر الأنصار .
و في رواية عن النبي أنه قال "الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله"([وفى رواية : "آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار"
كما يبدو من الحديث أن جملة ( انكم لأحب الناس الي قلبي) بالذات كانت جهارا و سمعها راوي الحديث مما يدل علي أن المقابلة كانت أمام الناس و ان النبي لا يقصد الغزل و الا لما كان الاعلان و الله أعلي و أعلم .
شارل: هل تعلم أن رسولك كان يجيز التوضأ بلحم الكلاب و الأنتان؟
اليك الشاهد
نص الحديث
===========
حدثنا محمد بن العلاء والحسن بن علي ومحمد بن سليمان الانباري قالو أثنا ابو اسامه عن الوليد بن كثير عن محمد بن كعب عن عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج عن سعيد الخدري (( أنه قيل لرسول الله صلي الله عليه وسلم أنتوضأ من بئر بضاعه وهي بئر يطرح فيها الحيض ولحم الكلاب والنتن فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم الماء طهور لا ينجسه شيء
الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الإمام أحمد - المصدر: إغاثة اللهفان - الصفحة أو الرقم: 1/246
عبد الله:أولا: الحديث لا يعني التوضا بلحم الكلاب بل بالماء كما يروي الحديث.
ثانيا: طالما عرفنا من الحديث ان الوضوء يكون بالماء اذن ما هو تعريف مصطلح (الماء) و مواصفات (الماء)؟
إن الماء في شرعنا له أوصاف ثلاث وهي :
لا لون للماء
لا ريح للماء
لا طعم للماء
فلو كان المجلوب بلا طعم و بلا ريح و لكنه ملون لقلنا عنه صبغة ........... أليس كذلك؟
ولو كان المجلوب بلا طعم و بلا لون و لكنه بريح لقلنا عنه عطرا ........... أليس كذلك؟
و لو كان المجلوب بلا لون و بلا ريح و لكنه بطعم لقلنا عنه عصيرا ........ أليس كذلك؟
و لو فرضنا مثلا أن هناك (ماء) تلوث بالطين و الطين منتشر فيه هنا لا يطلق علي هذا السائل ماءا لتغير لونه و طعمه و لكن الأصح أن تطلق عليه طين أو وحل .
و قوله صلى الله عليه و سلم هذا جامع مانع .
إذ أنه وصف الموجود بأنه ماء و هذا يجمع الصفات الثلاث السابقة و هي انه بلا لون بلا طعم بلا رائحة مما يدل علي طهارته .
و بالناتج أن الماء المجلوب إن اتصف بالثلاث صفات السابقه كان ماءا مطهرا ترفع به النجاسة و الحدث .
و من الأدلة علي أن الماء المقصود هو الماء المتصف بالثلاث صفات قوله تعالي في سورة الفرقان
وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48)
و في سورة الأنفال
وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)
اذن فهمنا من الأيات أن الماء المراد في التطهر و الوضوء هو الماء الطهور الذي يتصف بالثلاث صفات . و الا لو كان الماء نجسا راكدا لما كان هذا يسمي طهارة أو وضوءا لنجاسة الماء.
ثالثا:ما هي (بئر بضاعة)؟
جاء في المصباح المنير صفحة 51 أن (بئر بضاعة) بكسر الباء أو ضمها في كلمة بضاعة هي بئر قديمة بالمدينة
قال الطحاوي : ان بئر بضاعه كانت طريقا إلي البساتيين فهو كالنهر . (لاحظ أن الطحاوي قال أنه كالنهر وهذا دليل علي أن مياهه متجدده وكثيره كمياه النهر وليست مياه راكده تلقي فيعا الاوساخ وبذلك كان الماء طهورا لذلك أمر الرسول الصحابه بالتوضأ منه لكن لو كان ماء البئر ساكنا متغير اللون لما توضأ منه الرسول صلي الله عليه وسلم .
و قال ابو داوود : ان الناس يلقون الحيض ولحوم الكلاب والنتن في الصحاري خلف بيوتهم فيجري عليها المطر ويلقيها الماء الي تلك البئر لانها في ممر الماء . وليس معناه ان الناسا يلقونها في البئر لان هذا مما لا يجيزه كافرا فكيف يجيزه الصحابه رضي الله عنهم . ويقول ان بئر بضاعه كان بئرا كثير الماء والماء الكثير لا ينجسه شيء ما لم يتغير لونه
(لا حظ انه يقول ان البئر كان كثير الماء اي متجدد الماء)
رابعا : تعالا ننظر الي مياه الأبار من منظور علمي
بئر بضاعة لم يكن مصرفا يلقى
و لكن كانت تنجرف هذه النفايات مع الامطار نادرة الحدوث فيها النجاسات و النفايات ،
فتجرف بعض القاذورات فتتجمع حول فوهته لأن هذا البئر كان يقع على
منحدر، و من المعلوم أن الأمطار الغزيرة هي نادرة الحدوث
و إذا تغير لون الماء بسبب الأتربة و ما تحمله السيول الجارفة فإن هذا الماء لا ينجس لأن التراب طاهر
و مياه الآبار هي مياه جوفية و متجددة ، و من المعلوم أن المياه الجوفية تحتوي تربتها ومسام الصخور الرسوبية فيها على مضادات حيوية تقضي على جميع الجراثيم الموجودة فيها فضلا عن عدة مواد معقمة اثر تسربها من السطح إلى باطن الأرض ، مما يدل على استحالة أن تكون مياه الآبار مياه راكدة.
و قد أكد الطلحاوي كثرة مائه مما يدل علي عدم ركود مائه.
خامسا: ما هو عمق البئر؟
قال أبو داود و سمعت قتيبة بن سعيد قال سألت قيم بئر بضاعة عن عمقها قال
أكثر ما يكون فيها الماء إلى العانة قلت فإذا نقص قال دون العورة
هل لاحظت أن عمق الماء في البئر يصل إلى العانة؟ ، و هذا طبعا يدل على غزارة مياهه
و العانة هي ما فوق قبل المرأة أي أن مياه البئر تصل الي نصف طول جسدك.
و لو تغير لون الماء قليلا نتيجة الاتربة فهذا لا يعيبه و لا ينجسه بل يظل طهورا في الوضوء
و أسوق اليك نص مقارب من كتابكم علي عدم تنجيس التراب للشئ
يسوع يقول أن اليد الغير معسولة لا تنجس
متي 15:20
واما الأكل بايد غير مغسولة فلا ينجس الانسان
شارل: تعالا نري هذا الحديث في صحيح البخاري
حدثنا محمد بن بشار
حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة
عن حبيب بن أبي ثابت
عن زيد بن وهب
عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه و سلم
قال لي جبريل من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة أو لم
يدخل النار قال وإن زنى وإن سرق قال وإن.
صحيح البخاري .. كتاب بدء الخلق .. باب ذكر الملائكة.
أي أن طريق الجنة عندكم هو السرقة و الزنى
عبد الله: أولا:الغريب أنكم تعترضون علي أشياء موجودة في كتبكم و بشكل أفظع و اليك هذا الشاهد من كتابكم
قال يسوع في انجيل متي 21:31
والزواني يسبقونكم الى ملكوت الله
فهل يفهم من هذا النص أن الزني هو طريق السبق الي الملكوت؟
أم أن الزواني المقصودين هنا هم من تابوا و انابوا و صلحت توبتهم؟
و لو نظرت الي ما قاله يسوع ستجد أنه يقول أنهم يسبقون الي الملكوت و لم يقل انهم يدخلون الملكوت يعني ان دحولهم الملكوت لن يكون مجرد دخول و لكن هو سبق و ريادة علي جميع الناس.
ثانيا: أعتقد الأن فهمت المقصود من الحديث و هو أن الشخص الذي يموت علي التوحيد هو شخص مات تائبا و حسنت خاتمته و ان زني أو سرق فان الله قد غفر له و لن يدخل النار
أما من مات علي التوحيد قبل ان يتوب فمن الممكن أن يدحل الجنة و لكن بعد أن يخلص ذنوبه في النار و هذا ما دل عليه جملة(من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة) أي أن نهايته بعد تخليص ذنوبه ستكون في الجنة.
ويقول النووي
قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإن زنى وإن سرق )
فهو حجة لمذهب أهل السنة أن أصحاب الكبائر لا يقطع لهم بالنار , وأنهم إن دخلوها لبعض الوقت
أخرجوا منها
وختم لهم بالخلود في الجنة .
ثالثا : ما هي أدلة تحريم السرقة و الزني من القرآن؟
ورد في سورة المائدة ما يلي
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39)
و ورد في سورة الاسراء
روَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)
و في البخاري قال النبي ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن)
فهو حين ذاك فاسق و ليس بمؤمن و لكن اذا تاب تاب الله عليه .
شارل: أنظر معي في سورة الانسان
وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)
يعني في الجنة سيطوف عليكم ولدان لتمارسوا الشذوذ معهم و هؤلاء الولدان يلبسون أساور مثل النساء و ثياب مثل النساء
عبد الله: أولا : يا شرشر يا حبيب قلبي مفهومنا عن الجنة هو مارواه البخاري ومسلم من حديث أبو هريرة أن النبي قال قال الله(أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر علي قلب بشر)
يعني كل ما في الجنة من أشياء أو تعاملات لم تري مثلها في الدنيا فنكاح الجنة ليس كنكاح الدنيا
و تفاح الجنة ليس كتفاح الدنيا فالمسميات واحده و لكن الشكل متغير فمثلا التفاح هو نفس الاسم الموجود في الجنة و لكن ليس هذا التفاح كذاك التفاح و كذلك ليس هذا النكاح كذاك النكاح.
اذن نستنتج أن كل معاملات الجنة لم يحدث مثلها في الدنيا فما يحدث في الدنيا من وطء و لواط و شذوذ وغيره لا يحدث في الجنة لأن في الجنة مالم يخطر علي قلب بشر.
ثانيا: ما وظيفة الولدان؟
قال تعالي في سورة الواقعة
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18)
اذن الاية أخبرت ان وظيفة الولدان هو خدمة أهل الجنة و الطواف عليهم بالأكواب و الشراب.
ثالثا: قال تعالي في سورة العنكبوت ينقل قول (لوط) لقومه ذما علي ممارستهم اللواط
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28)
اذن فاللواط فاحشة و فاحشة كبيرة جدا لا تسبقها فاحشة أخري كما بينت الأية(مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ).
شارل: هل يمكن أن تقاتلون في الأشهر الحرم؟
عبد الله: نحن منهيون عن القتال في الأشهر الحرم بدليل قوله تعالي في سورة البقرة أية 217
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ
و لكن نحن لسنا منهيون عن الدفاع عن أنفسنا في الشهر الحرام و الا لو سكتنا عن العدو المهاجم لنا سيباغتنا و يقضي علينا لذلك قال تعالي في سورة البقرة
الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)
أي أننا منهيون عن القتال في الشهر الحرام و لكن لسنا منهيون عن الدفاع عن نفسنا فيه اذا باغتنا العدو . و الله أعلم
شارل: روى البخارى
في صحيحة : أنه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليله حتى أصبح ( أي لم يصلي الفريضة ) قال : ذاك رجل بال الشيطان في أذنه )) فما معنى قوله : (( بال الشيطان في أذنه )) ؟ وهل الشيطان يبول ؟
عبد الله :
لقد وجه العلماء الافاضل معنى بول الشيطان في أذن من نام حتى فاتته الفريضه عدة توجيهات منها :
التوجيه الاول : أن يقال بأن هذا مثل مضروب للغافل عن القيام بثقل النوم كمن وقع البول في أذنه فثقل أذنه وأفسد حسه , والعرب تكني عن الفساد بالبول قال الراجز : بال سهيل في الفضيخ ففسد . وكنى بذلك عن طلوعه لأنه وقت إفساد الفضيخ فعبر عنه بالبول . ووقع في رواية الحسن عن أبي هريرة في هذا الحديث عند أحمد " قال الحسن إن بوله والله لثقيل " وروى محمد بن نصر من طريق قيس بن أبي حازم عن ابن مسعود " حسب الرجل من الخيبة والشر أن ينام حتى يصبح وقد بال الشيطان في أذنه " وهو موقوف صحيح الإسناد . وقال الطيبي : خص الأذن بالذكر وإن كانت العين أنسب بالنوم إشارة إلى ثقل النوم , فإن المسامع هي موارد الانتباه . وخص البول لأنه أسهل مدخلا في التجاويف وأسرع نفوذا في العروق فيورث الكسل في جميع الأعضاء .
التوجيه الثاني : ان يقال بأن الأمر هو على حقيقته . قال القرطبي وغيره لا مانع من ذلك إذ لا إحالة فيه لأنه ثبت أن الشيطان يأكل ويشرب وينكح فلا مانع من أن يبول .
التوجيه الثالث : أن يقال بأن ذلك هو كناية عن سد الشيطان أذن الذي ينام عن الصلاة حتى لا يسمع الذكر .
التوجيه الرابع : أن يقال بأن معناه أن الشيطان ملأ سمعه بالأباطيل فحجب سمعه عن الذكر .
التوجيه الخامس : هو أن الأمر كناية عن ازدراء الشيطان به .
التوجيه السادس : هو ان يقال بأن المعنى أن الشيطان استولى عليه واستخف به حتى اتخذه كالكنيف المعد للبول , إذ من عادة المستخف بالشيء أن يبول عليه
شارل: هل تصدق هذه الخرافة
روى الإمامُ البخاري في " صحيحه " (3849) ، كتاب مناقب الأنصار ، بابٌ القسامة في الجاهليةِ :
حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ : " رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ ، قَدْ زَنَتْ ، فَرَجَمُوهَا ، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ .
عبد الله:أولاً :
هذا الحديثُ ليس على شرطِ الإمامِ البخاري ، فصحيحُ البخاري سماهُ : " الجامعُ المختصرُ المسندُ الصحيحُ من أمورِ رسولِ اللهِ – صلى اللهُ عليه وسلم – وسننهِ وأيامهِ " فالخبرُ ليس مسنداً للرسولِ فهو ليس على شرطِ البخاري – رحمهُ اللهُ - .
فالأحاديثُ الموقوفةُ ، وهي الأحاديثُ التي تروى عن الصحابةِ ، ولا يتمُ رفعُها للنبي – صلى اللهُ عليه وسلم - ، والتي يسميها بعضُ أهلِ العلمِ " الآثار " هي ليست كذلك على شرطِ البخاري – رحمه الله - .
وكذلك الأحاديثُ المعلقةُ ، وهي الأحاديثُ التي يوردها البخاري ، ويحذفُ أولَ أسانيدها ، أو يوردُ قولاً بدون سندٍ كأن يقول : " قال أنسٌ " ، أو يوردهُ بصيغةِ التمريضِ كأن يقول : " يُروى عن أنسٍ " ، وهذه المعلقاتُ سواءٌ رواها بصيغةِ الجزمِ ، أو بصيغةِ التمريضِ ، فليست هي على شرطِ الإمامِ البخاري ، وقد بلغت معلقاتُ البخاري في الصحيحِ ألفاً وثلاثمائة وواحداً وأربعين .
ثانياً :
هذا الخبرُ رواهُ عمرو بنُ ميمونٍ ، وهو من كبارِ التابعين ، وليس صحابياً ، وإنما هو ممّن أدرك الجاهليةَ ، وأسلم في عهدِ النبي – صلى اللهُ عليه وسلم – ولكنهُ لم يرهُ ، ولم يرو عنهُ ، ويطلقُ على أمثالهِ في كتبِ التراجمِ والرجالِ : " مُخَضْرَمٌ " ، ترجم له الحافظُ في " التقريب " فقال : " مُخَضْرَمٌ مَشْهُوْرٌ " [ سيرُ أعلامِ النبلاء (4/158) – والإصابةُ (3/118 ) ] .
قال ابنُ الجوزي – رحمه الله : " وقد أوهم أبو مسعود بترجمةِ عمرو بنِ ميمونٍ أنهُ من الصحابةِ الذين انفرد بالإخراجِ عنهم البخاري ، وليس كذلك فإنهُ ليس من الصحابةِ ، ولا لهُ في الصحيحِ مسندٌ " . [ كشفُ المشكلِ من حديثِ الصحيحين لابن الجوزي (4/175) ] .
فعمرو بنُ ميمونٍ كما قال الإمامُ القرطبي – رحمه الله – يعدُ من كبارِ التابعين من الكوفيين [ تفسيرُ القرطبي (1/442) تفسير سورة البقرة الآية 65 ] .
ثالثاً :
البخاري – رحمهُ اللهُ – لما ذكر هذا الأثرَ الذي ليس على شرطهِ ، إنما أراد الإشارةَ إلى فائدةٍ والتأكيدِ على أن عمرو بنَ ميمونٍ قد أدرك الجاهليةَ ، ولم يبالِ البخاري بظنِ عمرو الذي ظنهُ في الجاهليةِ ، بأن القردةَ قد زنت فرجموها بسببِ الرجمِ .
رابعاً :
الخبرُ استنكرهُ الإمامُ ابنُ عبدِ البرِ – رحمهُ اللهُ – قال الحافظُ ابنُ حجرٍ – رحمهُ اللهُ - : " وَقَدْ اِسْتَنْكَرَ اِبْن عَبْد الْبَرّ قِصَّة عَمْرو بْن مَيْمُون هَذِهِ وَقَالَ : " فِيهَا إِضَافَة الزِّنَا إِلَى غَيْر مُكَلَّف ، وَإِقَامَة الْحَدّ عَلَى الْبَهَائِم وَهَذَا مُنْكَر عِنْد أَهْل الْعِلْم " . [ فتح الباري لابن حجر 7/197 ( الطبعة السلفية ) ] .
خامساً :
استنكر الخبرَ الإمامُ الألباني – رحمه الله – فقال : " هذا أثرٌ منكرٌ ، إذ كيف يمكنُ لإنسانٍ أن يعلمَ أن القردةَ تتزوجُ ، وأن من خُلقهم المحافظةَ على العرضِ، فمن خان قتلوهُ ؟! ثم هبّ أن ذلك أمرٌ واقعٌ بينها ، فمن أين علم عمرو بنُ ميمون أن رجمَ القردةِ إنما كان لأنها زنت " . [ مختصر صحيح البخاري للألباني (2/535) ] .
سادساً :
قال الشيخُ الألباني – رحمهُ اللهُ - : " وأنا أظنُ أن الآفةَ من شيخِ المصنفِ نعيمِ بنِ حمادٍ ، فإنهُ ضعيفٌ متهمٌ ، أو من عنعنةِ هُشيم ، فإنهُ كان مدلساً " . [ مختصر صحيح البخاري للألباني (2/535) ] .
سابعاً :
وممن ذهب إلى تضعيفِ الأثرِ محققُ " سير أعلام النبلاء " (4/159) فقد قال في الحاشيةِ : " ونعيمُ بنُ حمادٍ كثيرُ الخطأِ ، وهُشيمٌ مدلسٌ وقد عنعن " .
ثامناًً :
فالخبرُ ضعيفٌ في سندهِ نُعيمُ بنُ حمادٍ ، من رجالِ معلقاتِ البخاري لا من أسانيدهِ ، روى عنهُ البخاري مقروناً بغيرهِ في الأحاديثِ أرقام ( 393-4339-7139) ، ولم يقرنهُ بغيرهِ إلا في هذا الحديثِ المقطوعِ الذي ليس على شرطهِ – رحمهُ اللهُ – حديث رقم (3849) .
ونعيمُ بنُ حمادٍ قال عنه الحافظُ في " التقريب " : " صدوقٌ يخطيءُ كثيراً " ، وقال النسائي : " ضعيفٌ " ، وذكرهُ ابنُ حبان في " الثقات " وقال : " ربما أخطأ ووهم " . [ تهذيب الكمال (29/476) ] .
تاسعاً :
وكذلك الخبرُ ضعيفٌ لأن في سندهِِ هُشيمَ بنَ بشيرٍ الواسطي ، وهو كثيرُ التدليسِ ، وجعلهُ الحافظُ في المرتبةِ الثالثةِ في طبقاتهِ ، وهم ممن لا يُحتجُ بحديثهم إلا بما صرحوا به السماعَ ، قلتُ : ولم يصرح بالسماعِ في هذا الخبرِ .
عاشراً :
مال الشيخُ الألباني إلى تقويةِ هذا الأثر مختصراً دون وجود النكارةِ أن القردةَ قد زنت وأنها رُجمت بسببِ الزنا فقال - رحمه الله - : " لكن ذكر ابنُ عبدِ البر في " الاستيعاب " (3/1205) أنهُ رواهُ عبادُ بنُ العوام أيضاً ، عن حصين ، كما رواه هشيم مختصراً .
قلتُ : ( القائلُ الألباني ) وعبادُ هذا ثقةٌ من رجالِ الشيخين ، وتابعهُ عيسى بنُ حطان ، عن عمرو بنِ ميمون به مطولاً ، أخرجهُ الإسماعيلي ، وعيسى هذا وثقهُ العجلي وابنُ حبان ، وروايته مفصلةٌ تبعد النكارةَ الظاهرةَ من روايةِ نعيم المختصرة ، وقد مال الحافظُ إلى تقويتها خلافاً لابنِ عبدِ البر ، والله أعلم " . [ مختصر صحيح البخاري للألباني (2/535-536) ] .
الحادي عشر :
لو اقترضنا صحةَ الخبرِ ، فإن الراوي أخبر عما رأى في وقتِ جاهليتهِ فإنهُ لا حرج من القولِ بأن هذا ما ظنهُ لا سيما أنهُ في روايةٍ رأى قرداً وقردةً مع بعضهما فجاء قردٌ آخر ، وأخذها منهُ فاجتمع عليها القردةُ الآخرون ورجموهما.
فهذه صورةُ الحكايةِ ظنها الراوي رجماً للزنى ، وهو لم يأخذ هذا حكايةً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وليست كذلك الراوي لها أحدُ أصحابِ النبي – صلى الله عليه وسلم - ولو أخبر بها النبي – صلى اللهُ عليه وسلم - ، وصح السندُ عنه قبلناهُ ، فإننا صدقناهُ فيما هو أعظمُ من ذلك .
الثاني عشر :
والغريبُ في هذا الأمرِ أن بعضَ أهلِ العلمِ قد تكلف جداً في توجيهِ هذا الخبر ، والذي كما أسلفنا ليس من قولِ الرسولِ – صلى الله عليه وسلم – ولا من قولِ أحدٍ من الصحابةِ ، فالخبرُ مقطوعٌ على أحدٍ التابعين ، فلا أدري لم هذا التكلفُ في هذهِ الردودِ على خبرٍ ضعيفِ السندِ ليس على شرطِ الإمامِ البخاري – رحمهُ اللهُ – . ومن هذهِ الأقوالِ التي فيها الكثيرُ من التكلفِ ما قالهُ بعضُ أهلِ العلم كما نقل عنهُ الحافظُ في " الفتح " : " لَعَلَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا مِنْ نَسْل الَّذِينَ مُسِخُوا فَبَقِيَ فِيهِمْ ذَلِكَ الْحُكْم " . وقد ردهُ ابنُ التينِ والحافظُ ابنُ حجرٍ فقال بعد أن نقل القولَ عن ابنِ التينِ : " ثُمَّ قَالَ – أي ابن التين - : إِنَّ الْمَمْسُوخ لَا يَنْسِل قُلْت : وَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمَد , لِمَا ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم " أَنَّ الْمَمْسُوخ لَا نَسْل لَهُ " ( حديث رقم 2663- كتاب القدر – باب أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ) .
ومن الردودِ الظاهرةِ التكلفِ هو ما أوردهُ الحافظُ عن بعضِ أهلِ العلمِ بأنهُ : " لَا يَلْزَم أَنْ تَكُون الْقُرُود الْمَذْكُورَة مِنْ النَّسْل , فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الَّذِينَ مُسِخُوا لَمَّا صَارُوا عَلَى هَيْئَة الْقِرَدَة مَعَ بَقَاء أَفْهَامهمْ عَاشَرَتْهُمْ الْقِرَدَة الْأَصْلِيَّة لِلْمُشَابَهَةِ فِي الشَّكْل فَتَلَقَّوْا عَنْهُمْ بَعْض مَا شَاهَدُوهُ مِنْ أَفْعَالهمْ فَحَفِظُوهَا وَصَارَتْ فِيهِمْ , وَاخْتُصَّ الْقِرْد بِذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ الْفِطْنَة الزَّائِدَة عَلَى غَيْره مِنْ الْحَيَوَان وَقَابِلِيَّة التَّعْلِيم لِكُلِّ صِنَاعَة مِمَّا لَيْسَ لِأَكْثَر الْحَيَوَان , وَمِنْ خِصَاله أَنَّهُ يَضْحَك وَيَطْرَب وَيَحْكِي مَا يَرَاهُ , وَفِيهِ مِنْ شِدَّة الْغَيْرَة مَا يُوَازِي الْآدَمِيّ وَلَا يَتَعَدَّى أَحَدهمْ إِلَى غَيْر زَوْجَته , فَلَا يَدَع فِي الْغَالِب أَنْ يُحَمِّلهَا مَا رُكِّبَ فِيهَا مِنْ غَيْرَة عَلَى عُقُوبَة مَنْ اِعْتَدَى إِلَى مَا لَمْ يَخْتَصّ بِهِ مِنْ الْأُنْثَى , وَمِنْ خَصَائِصه أَنَّ الْأُنْثَى تَحْمِل أَوْلَادهَا كَهَيْئَةِ الْآدَمِيَّة , وَرُبَّمَا مَشَى الْقِرْد عَلَى رِجْلَيْهِ لَكِنْ لَا يَسْتَمِرّ عَلَى ذَلِكَ , وَيَتَنَاوَل الشَّيْء بِيَدِهِ وَيَأْكُل بِيَدِهِ , وَلَهُ أَصَابِع مُفَصَّلَة إِلَى أَنَامِل وَأَظْفَار , وَلِشَفْرِ عَيْنَيْهِ أَهْدَاب " .
قلتُ : لا يخفى على الناقدِ البصيرِ أن هذا التوجيهَ لا يخلو من تكلفٍ واضحٍ لا يتناسبُ مع التيسيرِ في فهمِ النصوصِ ، وإضافة قيودٍ ومحترزاتٍ لا داعي لها أصلاً ، بل توحي لقارئِها إلى وجودِ التقعرِ والتشدقِ ولي أعناقِ النصوصِ حتى تتفقَ مع من ذهب إلى هذا الرأي .
ومن الغريبِ حقاً في سبيلِ ردِ هذا الخبر أن الحميدي في كتابهِ " الجمع بين الصحيحين " زعم أن هذا الخبرَ أُقحم في كتابِ البخاري ، قال الحافظُ – رحمه الله - :" وَأَغْرَبَ الْحُمَيْدِيّ فِي الْجَمْع بَيْن الصَّحِيحَيْنِ فَزَعَمَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيث وَقَعَ فِي بَعْض نُسَخ الْبُخَارِيّ , وَأَنَّ أَبَا مَسْعُود وَحْده ذَكَرَهُ فِي " الْأَطْرَاف " قَالَ : وَلَيْسَ فِي نُسَخ الْبُخَارِيّ أَصْلًا فَلَعَلَّهُ مِنْ الْأَحَادِيث الْمُقْحَمَة فِي كِتَاب الْبُخَارِيّ " ، وقد رد الحافظ هذا القول :" وَمَا قَالَهُ مَرْدُود , فَإِنَّ الْحَدِيث الْمَذْكُور فِي مُعْظَم الْأُصُول الَّتِي وَقَفْنَا عَلَيْهَا , وَكَفَى بِإِيرَادِ أَبِي ذَرّ الْحَافِظ لَهُ عَنْ شُيُوخه الثَّلَاثَة الْأَئِمَّة الْمُتْقِنِينَ عَنْ الْفَرَبْرِيّ حُجَّة , وَكَذَا إِيرَاد الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأَبِي نُعَيْم فِي مُسْتَخْرَجَيْهِمَا وَأَبِي مَسْعُود لَهُ فِي أَطْرَافه , نَعَمْ سَقَطَ مِنْ رِوَايَة النَّسَفِيّ وَكَذَا الْحَدِيث الَّذِي بَعْده , وَلَا يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ أَنْ لَا يَكُون فِي رِوَايَة الْفَرَبْرِيّ , فَإِنَّ رِوَايَته تَزِيد عَلَى رِوَايَة النَّسَفِيّ عِدَّة أَحَادِيث قَدْ نَبَّهْت عَلَى كَثِير مِنْهَا فِيمَا مَضَى وَفِيمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى " .
قلتُ : القولُ بإقحامِ خبرٍ أو حديثٍ ليس في أصلِ البخاري قولٌ فاسدٌ يفضي إلى عدمِ الوثوقِ بجميعِ ما في الصحيحِ ، وهذا القولُ خطأٌ ، بل ظاهرُ البطلانِ ، فلا أدري لم كلُ هذا التكلفِ في هذهِ التوجيهاتِ الباطلةِ لقبولِ خبرٍ ضعيفٍ ليس على شرطِ الإمامِ البخاري رحمهُ اللهُ .
الثالث عشر :
إن صحت هذه الحادثةُ فتبين أن القردةَ أطهرُ من الخنازيرِ ، القائلين بجوازِ تنقلِ محارمهم بين أحضانِ الرجالِ ، وأن تكونَ في كلِ يومٍ تحت يدِ صاحبٍ ، وفي كلِ ساعةٍ في حجرِ ملاعبٍ .
بل عند الرافضةِ القائلين بجوازِ إعارةِ الفروجِ ما يقتربُ من مذهبِ الخنازيرِ .
فقد روى الطوسي عن محمدٍ عن أبي جعفر قال: " قلتُ : الرجلُ يُحلُ لأخيهِ فرجٌ ؟ قال : نعم ؛ لا بأس بهِ ، لهُ ما أُحل لهُ منها " ( كتاب الاستبصار3/136).
وذكر الطوسي في " الاستبصار " (3/141) : " عن أبي الحسن الطارئ أنهُ سأل أبا عبدِ الله عن عاريةِ الفرجِ ، فقال : " لا بأس به " .
الرابع عشر :
هل تعلم أن الرافضةَ ينسبون إلى جعفرٍ الصادق أنهُ قال أن الفيلَ مسخٌ ، كان رجلاً لوطياً ، وأن الدبَ كان رجلاً مخنثاً يراود الرجالَ .
عن الصادقِ أنهُ قال : " المسوخُ ثلاثةُ عشر : الفيلُ ، والدبُ ، والأرنبُ ، والعقربُ ، والضبُ ، والعنكبوتُ ، والدعموصُ ، والجري ، والوطواطُ ، والقردُ ، والخنزيرُ ، والزهرةُ ، وسهيلٌ " ، قيل : يا ابنَ رسولِ اللهِ ما كان سببُ مسخِ هؤلاءِ ؟ قال : " أما الفيلُ : فكان رجلاً جباراً لوطياً ، لا يدعُ رطباً ولا يابساً. وأما الدبُ : فكان رجلاً مخنثاً يدعو الرجالَ إلى نفسهِ . وأما الارنبُ : فكانت امرأةً قذرةً لا تغتسلُ من حيضٍ ولا جنابةٍ ، ولا غيرِ ذلك ، وأما العقربُ : فكان رجلاً همازاً لا يسلمُ منهُ أحدٌ ، وأما الضبُ : فكان رجلاً أعرابياً يسرقُ الحاجَ بمحجنهِ ، وأما العنكبوتُ : فكانت امرأةً سحرت زوجها ، وأما الدعموصُ : فكان رجلاً نماماً يقطعُ بين الأحبةِ ، وأما الجري : فكان رجلاً ديوثاً يجلبُ الرجالَ عن حلائلهِ ، وأما الوطواطُ : فكان سارقاً يسرقُ الرطبَ من رؤوسِ النخلِ ، وأما القردةُ : فاليهودُ اعتدوا في السبتِ ، وأما الخنازيرُ : فالنصارى حين سألوا المائدةَ فكانوا بعد نزولها أشدَ ما كانوا تكذيباً ، وأما سهيلُ : فكان رجلاً عشاراً باليمن . [علل الشرائع (2/486) ]
وعن علي بنِ أبي طالبٍ عليهم السلام ، قال : " سألتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وآله عن المسوخِ فقال : " هم ثلاثةُ عشر : الفيلُ ، والدبُ ، والخنزيرُ ، والقردُ ، والجريثُ ، والضبُ ، والوطواطُ ، والدعموصُ ، والعقربُ ، والعنكبوتُ ، والارنبُ ، وسهيلٌ ، والزهرةُ " . فقيل : يا رسولَ اللهِ ؛ وما كان سببُ مسخهم ؟ فقال : " أما الفيلُ : فكان رجلاً لوطياً لا يدعُ رطباً ولا يابساً ، وأما الدبُ : فكان رجلاً مؤنثاً يدعو الرجالَ إلى نفسهِ ، وأما الخنازيرُ : فكانوا قوماً نصارى سألوا ربَهم إنزالَ المائدةِ عليهم ، فلما أنزلت عليهم كانوا أشدَ ما كانوا كفراً وأشد تكذيباً ، وأما القردةُ : فقومٌ اعتدوا في السبتِ ، وأما الجريثُ : فكان رجلاً ديوثاً يدعو الرجالَ إلى حليلتهِ . [علل الشرائع (2/488) ]
وأخيراً نقولُ :
ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلهِ * * * وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ
ورحم اللهُ ابنَ تيميةَ عندما وصف الرافضةَ بقولهِ : " أَنَّ الرَّافِضَةَ أُمَّةٌ لَيْسَ لَهَا عَقْلٌ صَرِيحٌ ؛ وَلَا نَقْلٌ صَحِيحٌ وَلَا دِينٌ مَقْبُولٌ ؛ وَلَا دُنْيَا مَنْصُورَةٌ بَلْ هُمْ مِنْ أَعْظَمِ الطَّوَائِفِ كَذِبًا وَجَهْلًا وَدِينُهُمْ يُدْخِلُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ كُلَّ زِنْدِيقٍ وَمُرْتَدٍّ كَمَا دَخَلَ فِيهِمْ النصيرية ؛ وَالْإسْماعيليَّةُ وَغَيْرُهُمْ فَإِنَّهُمْ يَعْمِدُونَ إلَى خِيَارِ الْأُمَّةِ يُعَادُونَهُمْ وَإِلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ يُوَالُونَهُمْ وَيَعْمِدُونَ إلَى الصِّدْقِ الظَّاهِرِ الْمُتَوَاتِرِ يَدْفَعُونَهُ وَإِلَى الْكَذِبِ الْمُخْتَلَقِ الَّذِي يُعْلَمُ فَسَادُهُ يُقِيمُونَهُ ؛ فَهُمْ كَمَا قَالَ فِيهِمْ الشَّعْبِيُّ - وَكَانَ م
عدل سابقا من قبل jesus_abdallah في 13th أكتوبر 2009, 6:56 am عدل 1 مرات