السحر
=============
أولا: ما هو السحر؟
السحر بفتح السين و تشديدها مع ضم الحاء هي الرئة و قيل بل هو كل ما تعلق بالحلقوم و المرئ من أعلي البطن كالكبد و القلب و الرئة
و (رجل ذو سحر بفتح السين و سكون الحاء) هو رجل به فاقة و يحتاج الي الطعام
و السحر بفتحتين علي الين و الحاء أو بضمتين علي السين و الحاء مع تشديد السين هو قبيل الصبح
و (السحرة بضم السين مع تشديدها و سكون الحاء) هي قبيل الصب
أما (السحر) بكسر السين و سكون الحاء فهو اخراج الباطل في صورة الحق و قيل بل هو الخديعة
و قال الامام فخر الدين: السحر في عرف الشرع مختص بكل أمر يخفي سببه و يتخيل علي غير حقيقته و يجري مجري التمويه و الخداع و اذا أطلق ذم فاعله. أنتهي
ثانيا: هل السحر كله اخفاء ؟ أو هل السحر كله مذموم؟
قيل اذا أطلق لفظ السحر ذم فاعله و لكن قد يستعمل فيما يمدح و فيما فيه توضيح و ليس اخفاء نحو قوله عليه الصلاة و السلام (ان من البيان لسحرا). و هنا السحر أطلق في التوضيح لا في الاخفاء و الخداع و لكن أطلق علي البيان سحرا لأنه يجذب المستمع أو القارئ كما يجذب السحر الناس.
و لذلك قيل (البيان) هو السحر الحلال.
ثالثا: اذا معادلة السحر تصير
السحر المحرم= قوة خداع+قوة اخفاء+قوة جذب للنظر
= قوة(خداع +اخفاء +جذب للنظر و السمع و الحواس)
السحر الحلال= سحر البيان= قوة توضيح+ قوة جذب للنظر و السمع و الحواس
= قوة (توضيح + جذب للنظر و السمع و الحواس)
لذلك فان كلمة سحر بالانجليزية تأخذ ثلاث معاني كما يلي
magic:specail power used to make starange things happen
magic:tricks that attract people
magic: special attractive quality like
و السحر المحرم يسمي عندهم
black-magic السحر الأسود:evil magic connected with the devil.
أما السحر المحلل و الذي هو سحر البيان هو
charm سحر البيان
كما أن كلمة
charm
تطلق علي كل جذب و اثارة
لذلك فلا نستبعد أن يكون سبب تسمية مدينة (شرم الشيخ) لأنها تجذب الناس و تسحر العقول لجمالها.
اذا فالسحر قوة و قد تسخدم هذه القوة للخداع و الاخفاء أو للتوضيح والبيان
و يقسم اهل هذا العلم السحر الى عدة تقسيمات فثمة سحرمشروب ومأكول وطائر ومدفون ومعمول.
ويقولون ان اصل كل عمل او سحر هو الحسد
فلو لم يحسد الناس بعضهم بعضا لما كان هناك سحر وطلب لدمار الآخر عن طريق استخدام الجن والشياطين.
و قال البعض أن هناك فرقا بين السحر الاسود والسحر السفلي.
فالسحر الاسود هو سحر اليهود المكون من 13 عقده لافتين الى انه سحر مميت.
قسموا السحر الى اربع سحر الطلسم وسحر الاوفاق وسحر النيرنج وسحر الحروف
اما عن السحر الماكول والمشروب فيدخل تحت اسم النيرنج
سحر النيرنج لا يعدونه سحر في بعض مداهبهم بل يعدونه من مقدمات السحر اي ادا اراد احد ان يتعلم سحرا فلا بد من تعلم هدا النوع من السحر
اما عن تصنيف السحر الى اسود او ابيض او احمر فالسحر واحد وهدا لا يزيد او ينقص على انه كفر مخرج من الملة
فمثلا السحر الاسود ادا قصد بان يوصل صاحبه الى الموت او الجنون او البغضة او التفريق فهدا يتبع فيه نوع الكوكب الدي طبعه حار مع بخور حار من نفس الطينة والعمل غالبا يكون بليل
اما الابيض فالمقصود به سحر المحبة وسحر التهيج وما شابه دالك
السحر الاحمر المقصود به سحر عقد اللسان الى غير دالك من السحر
وسواد كما دكرنا كان اسود او احمر او ابيض فالغرض واحد هو الادية والفرقة والشتات
اما ان الجن المستعمل في هدا السحر سفلي فقد يكون حق هدا الكلام لكن الاصل في عمل السحر هو التقرب الى روحانيات الكواكب اولا بالقربانات والدخنة والاقسام والتعاويد حتى ترضى بعدها تحكم العلويات على السفليات ليتم نجاح العمل .
رابعا:
اذا السحر يعتمد علي الحواس و خصوصا النظر لذلك قال تعالي في سورة الأعراف
قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116)
لذلك قال البعض ان الأعمي لا يستطيع أحد أن يسحره
و لكن خفي عن هؤلاء أن السحر يصيب الحواس و الحاسة الأساسية له هي حاسة البصر و لكن اذا لم توجد فيتبقي حواس أخري يمكن أن يصيبها السحر بالخداع و هي مثل السمع فقد يخيل الي انسان أنه يسمع شئ و قد يخيل الي انسان أنه يشعر بشئ مثل الألم .
خامسا:نرجع مرة أخري الي الأية السابقة و هي
قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116)
و الأية تخبرنا أن السحر تركيزه يكون علي حاسة الابصار و هناك شئ آخر لابد و أن يوجد ليكتمل السحر و لكي يستطيع الشيطان أن ينفذ المطلوب ألا و هو الرهبة و الخوف فاذا لم يخاف الانسان و لم يرهب فليس للسحر تأثير
أن الجني لا يدخل إلى الإنسان إلا عند الخوف. فحين يتمكن الخوف من الإنسان، في ذات اللحظة يدخل الجنّي إليه. لذلك يجب أن يقول الإنسان حين يشعر بالخوف "بسم الله".
لذلك قال الله في سورة طه عن موسي لما ألقا السحرة سحرهم
قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67)
فسيدنا موسي أوجس في نفسه رهبة و خيفة و كاد السحر أن ينفذ الغرض معه لولا أن ثبته الله و قواته فزال الخوف عن موسي فبطل سحرهم لذلك قال الله له
قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68)
لأن الهدف الأساسي للسحر هو تخويف الانسان فاذا لم يخاف لا يكون للسحر قيمة.
و السببالآخر الذي يجعل السحر يبطل جاء في نفس السورة
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)
اذا فالله أمر موسي بالقاء ما في يمينه حتي تدمر أدوات السحر التي ألقاها السحرة و بتدمير أدوات السحر يتدمر السحر نفسه لذلك فان التخلص من العقدة و الأداة التي تم بها سحرك بذلك تكون قد تخلصت من سحرك
و هنا ألقي السحرة سجدا أي خاضعين أذلاء لأن أدوات سحرهم تم تدميرها فبأي شئ سيسحرون بعد ذلك؟
لذلك فمهمة الساحر الأولي هي سلامة مادة السحر من التلف. لذلك غالباً ما نراها مغلفة، أو قطعة داخل قطعة و حتي لا يصل اليها أحد يلقيها في أماكن لا يمكن الوصول اليها مثل البحار أو القبور الخ الخ .
سادسا:
قيل السحر المحرم أنواع و هي كما يلي:
1- سحر هوائي: وهو كل ما مرت به الريح فزاد تأثير السحر على المسحور، كربط السحر في الشجرة.
2- سحر مائي: يرمى السحر في البحر، وكثيراً من الغواصين أخرجوا من البحار والأنهار والآبار، أشياء تدل على السحر. وجميعنا يعلم، ما فُعِلَ في رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ من سحر، وكيف رُمي السحر في البئر، وكان يخيل له أنه فعل أشياءً وما فعلها، وكان يشكو من رأسه حتى رقاه جبريل.
3- السحر الناري: يوضع قرب موقد النار، أو يوقد به، وهذا شديد جداً على المسحور، إذ يشعر بحرقة كبيرة.
4- سحر ترابي: يدمج بالتراب، كالمقابر.
وأضافت بالقول: "إنه غالباً ما يضعون السحر في أماكن لا يصل الإنسان إليها بسهولة، كالبيارات، وما إلى ذلك".
5- المأكول والمشروب: وهو أشد أنواع السحر على المسحور، ودائم المفعول.
6- منها ما يرش في البيت.
7- منها ما يعمل في الطين.
8- منها ما هو معقود: وهو ما جاء على ذكره القرآن الكريم "النفاثات في العقد".
9- منها ما يؤخذ في الأثر، من شعر وأظافر ودم الحيض والمني، ثم تخلط في بعضها البعض، ثم تعقد ويكتب عليها بالطلاسم، ثم تخبئ في أماكن معينة.
10- المنثور: أن ينثر عند الباب. وهذا كثيراً ما نجده عند الخادمات، حيث يأتين به من بلادهن، لكي يقمن بنثره على باب من يعملن عندهن، إذا سببن لهنّ الأذية.
11- المنشور: وغالباً ما يكون فيه نجاسات، ويرش عند عتبة الباب.
12- المكتوب في ورقة أو جلد، أو على لباس: إذ غالباً ما نجد فيها أسماء وحروف، أو مربعات. ومنها ما يكون فيها أسماء الله وحولها طلاسم، وكذلك سورة ياسين، إذ أكثر ما يستخدمونها في الكتابات، وحولها يكتبون طلاسمهم. واختيارهم لهذه السورة بالذات، لأنها أكثر ما تؤذيهم. مبينة أن هناك طرق عدّة للقيام بهذا السحر، منها رسم الشخص ووضع اسمه، ثم توضع دائرة على منطقة معينة من جسده.
لذلك وجب علي كل انسان اتقاء الله فيما يكتبه
وما من كاتـب إلا سيفنى ****** ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء ****** يسرك في القيامة أن تـراه
سابعا: من هم أطراف السحر؟
1- المسحور: وهو من يقع عليه السحر.
2- الساحر: لما لهم في سرعة تنقل من مكان لمكان، وكونهم لا يرون، ولديهم قدرة على التخفّي، ومنهم المسلم ومنهم الكافر.
3- التابع الراصد: وهو الذي يثّبت الجني الموجود في المسحور، لئلا يتراجع عن مهمته في السحر.
4- شيطان السحر: مبينة أن هناك نوعين من الشياطين، الأول هو الشيطان الذي يوسوس، وهو لا يؤذي الإنسان، ولكن يوسوس له. والثاني شيطان السحر، وهو الذي يؤذي الإنسان.
5- طالب السحر: ومنهم من يطلبه لنفسه، ومنهم من يطلبه لغيره
و كل الأطراف السابقة مشتركين في الجريمة الا المسحور
ثامنا: حادثة سحر الرسول:
أحاديث سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، صحيحة ثابتة ، بل في أعلى درجات الصحة ، ولا مطعن فيها بوجه من الوجوه ، فقد اتفق على إخراجها البخاري و مسلم ، ورواها غيرهما من أصحاب كتب الحديث كالإمام أحمد و ابن ماجه وغيرهم
روى البخاري و مسلم واللفظ للبخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : " سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله ، حتى إذا كان ذات يوم - أو ذات ليلة - وهو عندي ، لكنه دعا ودعا ، ثم قال : يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجليَّ ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ فقال : مطبوب ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة ، وجف طلع نخلة ذكر ، قال : وأين هو ؟ قال : في بئر ذروان ، فأتاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناس من أصحابه ، فجاء فقال : يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء ، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين ، قلت : يا رسول الله ، أفلا استخرجته ؟ فقال : قد عافاني الله ، فكرهت أن أثوِّر على الناس فيه شراً ، فأمر بها فدفنت " .
وفي رواية للبخاري عن عائشة : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُحِر ، حتى كان يُرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن - قال : سفيان وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا - ، وفي رواية قالت : مكث النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا يخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتي ....
اذن فالرسول تم سحره فعلا و هذا ثابت كما أن الله خلصه من هذا السحر و كشفه له.
تاسعا: هل السحر عيب في المسحور؟
نرجع مرة أخري الي أولا و قول الامام فخر الدين و نضع مليون خط تحت عبارة ( و اذا أطلق ذم فاعله)
اذا الذي يذم فقط هم المشتركون في فعله كالشياطين و السحرة و طالبي السحر أما المسحور فلا يذم لأنه ليس له ذنب في سحر نفسه الا اذا كان طلب أن يتم سحره.
اذا فالمسحور مريض كأي مريض و لا يعاب علي المريض مرضه
لذا فاني أعجب لما يعيبون علي رسول الله أنه تم سحره؟
عاشرا: هل السحر لا يقع علي الأنبياء؟
الاجابة : ان وقوع السحر أو الحسد مرتبط بمشيئة الله و الأنبياء مثلهم مثل أي انسان قد يقع السحر عليهم و هو كما قلنا ليس عيب فيهم و ممن وقع عليهم السحر من الأنبياء سيدنا موسي و جاء هذا في سورة طه
قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66)
اذا فموسي تم سحره و لكن الله عصمه و ابطل هذا السحر بتدمير الخوف عنده فقال له
قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69)
وهذا هو نفسه ما تم لرسول الله من تثبيت الله له بالملائكة و من تدمير لوسيلة السحر نفسها
احدي عشر: قد يعترض البعض و يقول و لكن هذه الحادثة تعارض ما جاء في القرآن من العصمة و من أنه رجل غير مسحور و اليكم البييان
في سورة المائدة جاء ما يلي
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)
و في سورة الاسراء ما يلي
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47)
و في سورة الفرقان جاء ما يلي
أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ( انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9)
و الاجابة:
أما عن (العصمة) فهي من شيئين من الوقوع في الذنوب و من الناس فقط فيما يخص الرسالة لذلك قال تعالي(ا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) اذا العصمة من الناس حتي يبلغ الرسالة و البلاغ كاملا أما العصمة من الأمراض و من الموت و من مشيئة الله الخ الخ ليست هي المقصود
و اذا كنت تعتقد أن هناك عصمة من المرض أو الموت فكأنك تقول هي عصمة ضد مشيئة الله و هذا لا يجوز.
أما عن قول الكافرين عن الرسول أنه (مسحور) فقد قصدوا بأنه مسحور في العقيدة و الدين و هذا لا يصح لأنه لا يمكن سحر انسان في عقيدته و دينه و هذا ما سنبينه لا حقا
و هذا القول ليس بجديد فقد قال فرعون علي موسي نفسه القول و جاء هذا في سورة الاسراء
فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102)
لذلك رد عليه موسي قائلا (لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ) يعني لقد علمت يا فرعون أنه ليس هناك سحر للعقيدة و الدين و أنه لا يوجد انسان يتم سحره في عقيدته و دينه.
اثني عشر: لماذا لا يوجد سحر للعقيده و الدين؟
لأنه ببساطه لو هناك سحر يسحر الانسان في عقيدته و يؤثر عليه و يجعله يختار دين معين لما كان هناك أحد يكفر بدين الساحر فمثلا لو كان هناك سحر للعقيدة لكان موسي سحر فرعون و جعله يؤمن به
و لكن محمد عليه الصلاة و السلام سحر قومه و جعلهم يؤمنون به
و انت مثلا لو سحرك أحد الناس فلن تغير دينك أو معتقدك و لن يؤثر ذلك علي معتقدك و لكن السحر فقط يؤثر علي حواسك و يجعلك تتخيل أشياء فقط و لا يؤثر السحر علي عقلك و لا علي قلبك.
و أقوال الكافرين تتضارب فمرة يقولون علي الرسول أنه ساحر و مرة يقولون عليه مسحور و نحن نقول لهم أهناك ساحر يتم سحره؟
عن موسي مثلا قالوا:
في سورة الأعراف
قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109)
و في سورة الاسراء رجع فرعون في كلامه و قال عن موسي انه مسحور
فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101)
و نفس السيناريو تم مع رسول الله صلي الله عليه و سلم و اليكم البيان
في سورة ص جاء ما يلي
وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4)
و رجعوا في كلامهم مرة أخري و قالوا في سورة بني اسرائيل
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47)
اذا فليحدد الكافرون هل هو رجل مسحور أم ساحر؟
لأن الساحر لا يمكن لأحد أن يسحره لأنه محصن و لذلك لما رأي سحرة فرعون موسي العصا تحولت الي ثعبان عرفوا أن هذا ليس سحر لأن الساحر لا يمكن سحره الا اذا شاء الله
جاء في سورة الأعراف
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120)
ثلاثة عشر: الأمر الآخر الذي يؤكد أن رسالة الرسول الي البشر ليست سحر هو أن السحر يكون بشكل مؤقت و لا يمكن أن تسحر كل الناس لكل الوقت أو يتم سحرك أنت كل الوقت.
أربعة عشر: لماذا ترك الله الرسول يتم سحره؟
1- لأن السحر ليس بعيب في المسحور
2- لأن السحر مرض يمكن أن يصب أي انسان و المرض لا عصمة لأحد منه
3- لأن الرسول يجب أن يتم سحره حتي يبين للناس عمليا ما يمكن أن يفعلوه اذا تم معهم هذا
4- و حتي لا يقول الناس أن الله عصم الرسل من هذا المرض و لم يعصم الناس و لذلك كان يجب أن يتم سحر الرسول حتي يعلم الناس أن هذا أمر واقعي و يجب أن تتعامل معه بشكل واقعي كما تعامل النبي معه بشكل واقعي.
5- حتي يعلم الناس أن هذا الرسول بشر فلا يقدسوه لأن الاله لا يمكن أن يضرب أو يصلب أو يسحر الخ الخ
و لقد شاء الله سبحانه - وله الحكمة البالغة - أن يبتلي أنبياءه بشتى أنواع البلاء ليعلم الناس أنهم بشر مثلهم ، فلا يرفعوهم إلى درجة الألوهية ، وليزداد ثواب الأنبياء ، وتعظم منازلهم ودرجاتهم عند الله تعالى بما يلاقونه ويتحملونه في سبيل تبليغ رسالات الله
خمسة عشر:نرجع مرة أخري الي سحر الرسول و قد قلنا أن السحر يقع فقط علي الحواس و علي ادراك الشخص للأشياء و لكنه لا يفقد عقله أو قلبه أو تمييزه فالمسحور لا يفقد تمييزه بين زوجته و أبناءه
و السحر لا يكون علي عقيدتك فلا يمكن أن يغير انسان عقيدته بالسحر
كما أن جبريل لا يمكن أن يتشبه به شيطان و يأتي للنبي لأن الشيطان لا يمكنه أن يقول لأحد كلام فيه ذكر لله لأنه يحرق باسم الله كما أن جبريل لا يعرف شكله الا النبي لأن جبريل خفي حتي عن الجن.
و السحر وقع علي بعض حواس النبي مع عدم فقده للتميز فالمسحور رغم رؤيته لبعض الأشياء الخادعة غير الحقيقية يعلم أنها خيال و ليست حقيقة
و قد بينت السيدة عائشة أن الذي وقع للنبي هو (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله)
و
((حتى كان يُرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن
و النساء هنا هم أزواجه لما ورد في الرواية الأخري عن السيدة عائشة
(قالت : مكث النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا يخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتي)
اذا فالسحر وقع علي بعض حواس النبي و لم يفقده عقله و لذلك جاء في مرسل عبد الرحمن بن كعب عند ابن سعد ان أخت لبيد بن الاعصم قالت : (( إن يكن نبياً فسيخبر ، وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله .)) فوقع الشق الاول
و قال القاضي عياض : " فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده ، وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده و يحتمل أن يكون المراد بالتخيل المذكور أنه يظهر له من نشاطه ما ألفه من سابق عادته من الاقتدار على الوطء ، فإذا دنا من المرأة فتر عن ذلك كما هو شأن المعقود
ويؤيد ذلك حديث ابن عباس عند ابن سعد : (( مرض النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ عن النساء والطعام والشراب ، فهبط عليه ملكان )) فتح الباري 10 : 227
و قال الإمام المازري رحمه الله : " أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث - يريد حديث السحر - وزعموا أنه يحط منصب النبوة ، ويشكك فيها ، قالوا : وكل ما أدى إلى ذلك باطل ، وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرَّعوه من الشرائع ، إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثَمَّ ، وأنه يوحى إليه ولم يوح إليه بشيء ، وهذا كله مردود ، لأن الدليل قد قام على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ ، والمعجزات شاهدات بتصديقه ، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل.
وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ، ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعتري البشر كالأمراض ، فغير بعيد أن يُخَيَّل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين " ، قال : " وقد قال بعض الناس : إن المراد بالحديث أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطئهن ، وهذا كثيرًا ما يقع تخيله للإنسان ، وهو في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة " أهـ .
ستة عشر:
قيل أن
الحديث وإن رواه البخاري و مسلم فهو حديث آحادي ، لا يؤخذ به في العقائد ، وعصمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من تأثير السحر في عقله ، عقيدة من العقائد ، فلا يؤخذ في إثبات ما يخالفها إلا باليقين كالحديث المتواتر ، ولا يكتفي في ذلك بالظن .
نقول مرة أخري ان السحر لا يؤثر في عقل أي انسان و لكن يؤثر فقط علي ادراك بعض حواسه للأشياء مع تعقلها.
أما ما يتعلق بحجية أخبار الآحاد ، فإن الأدلة شاهدة من كتاب الله ، وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقوال السلف ، بل وإجماعهم - كما نقله غير واحد كالشافعي و النووي و الآمدي وغيرهم - على الاحتجاج بحديث الآحاد ، وقبول الاستدلال به في العقائد والعبادات على حد سواء ، وهي أدلة كثيرة لا تحصى ، وليس هذا مجال سردها .
قال الإمام ابن دحية : "وعلى قبول خبر الواحد الصحابة والتابعون وفقهاء المسلمين، وجماعة أهل السنة، يؤمنون بخبر الواحد، ويدينون به فى الاعتقادات
ويكفي وجود هذه الأحاديث في الصحيحين للجزم بصحتها وثبوتها، وقد أجمعت الأمة على تلقي كتابيهما بالقبول، وليست هي من الأحاديث المنتقدة حتى تستثنى من ذلك، وقد رُوِيت من طرق عدة في الصحيحين وغيرهما ، وعن غير واحد من الصحابة منهم : عائشة ، و ابن عباس ، و زيد بن أرقم - رضي الله عنهم- ، وغيرهم مما يبعد عنه احتمال الغلط أو السهو أو الكذب ، كما أثبتها واعترف بصحتها رواية ودراية كبار الأئمة الذي هم أرسخ قدمـًا في هذا الشأن ، وفي الجمع بين المعقول والمنقول كالإمام المازري و الخطابي ،و القاضي عياض ، والإمام النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، والإمام ابن كثير ، والإمام ابن حجر وغيرهم ممن لا يحصيهم العدُّ ، فهل كل هؤلاء الأئمة فسدت عقولهم ، فلم يتفطنوا إلى ما تفطن إليه أصحاب العقول ؟! ، أم أنه التسليم والانقياد ، وتعظيم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وعدم معارضته برأي أو قياس .
وللإمام ابن القيم كلام حول هذا الموضوع نرى أن نختم به حديثنا ، حيث قال رحمه الله بعد أن ذكر الأحاديث الدالة على سِحر النبي - صلى الله عليه وسلم - : " وهذا الحديث ثابت عند أهل العلم بالحديث ، مُتَلقَّى بالقبول بينهم لا يختلفون في صحته ، وقد اعتاص على كثير من أهل الكلام وغيرهم ، وأنكروه أشد الإنكار ، وقابلوه بالتكذيب ، وصنف فيه بعضهم مصنفـًا منفردًا حمل فيه على هشام - يعني ابن عروة بن الزبير - ، وكان غاية ما أحسن القول فيه أن قال : غلط واشتبه عليه الأمر ، ولم يكن من هذا شيء ، قال : لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يجوز أن يُسْحَر ، فإنه تصديق لقول الكفار : {إن تتبعون إلا رجلا مسحورا }( الإسراء 47 ، الفرقان .... قالوا : فالأنبياء لا يجوز عليهم أن يُسحروا ، فإن ذلك ينافي حماية الله لهم ، وعصمتهم من الشياطين .
قال : وهذا الذي قاله هؤلاء مردود عند أهل العلم ، فإن هشامـًا من أوثق الناس وأعلمهم ، ولم يقدح فيه أحدٌ من الأئمة بما يوجب رد حديثه فما للمتكلمين وما لهذا الشأن ؟ ، وقد رواه غير هشام عن عائشة ، وقد اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث ، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة ، والقصة مشهورة عند أهل التفسير والسنن ، والحديث ، والتاريخ ، والفقهاء ، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأيامه من المتكلمين ( ثم أخذ يذكر بعض الروايات في إثبات سحره - صلى الله عليه وسلم- ) . . . . . . إلى أن قال : والسحر الذي أصابه كان مرضـًا من الأمراض عارضـًا شفاه الله منه ، ولا نقص في ذلك ولا عيب بوجه ما ، فإن المرض يجوز على الأنبياء ، وكذلك الإغماء ، فقد أغمي عليه -- صلى الله عليه وسلم - في مرضه ، ووقع حين انفكت قدمه ، وجُحِشَ شِقه ( أي انخدش ) ، وهذا من البلاء الذي يزيده الله به رفعةً في درجاته ، ونيل كرامته ، وأشد الناس بلاء الأنبياء ؛ فابتلوا من أممهم بما ابتلوا به من القتل والضرب والشتم والحبس ، فليس ببدع أن يبتلى النبي - صلى الله عليه وسلم- من بعض أعدائه بنوع من السحر كما ابتلي بالذي رماه فشجه ، وابتلي بالذي ألقى على ظهره السلا وهو ساجد ، فلا نقص عليهم ولا عار في ذلك ، بل هذا من كمالهم ، وعلو درجاتهم عند الله
سبعة عشر:
إلا أن هناك بعض العلماء أنكروا هذا الحديث ، وردوه رداً منكراً بدعوى أنه مناقض لكتاب الله الذي برأ الرسول من السحر .
فمن هؤلاء العلماء ( الجصاص ) في كتابه أحكام القرآن : [ 1 : 49 ]
حيث قال : (( ومثل هذه الاخبار من وضع الملحدين تلعباً بالحشو الطغام . . . . ))
ومنهم ( أبو بكر الأصم ) حيث قال : (( إن حديث سحره صلى الله عليه وسلم المروي هنا متروك لما يلزمه من صدق قول الكفره أنه مسحور ، وهو مخالف لنص القرآن حيث أكذبهم الله سبحانه وتعالى . . . )) [ نقله عنه شارح المجموع : 19 : 243 ]
ومنهم الشيخ جمال الدين القاسمي في تفسيره المسمى [ محاسن التأويل ] حيث قال : (( ولا غرابة في أن لا يقبل هذا الخبر لما برهن عليه ، وإن كان مخرجاً في الصحاح ، وذلك لأنه ليس كل مخرج فيها سالماً من القدح والنقد سنداً أو معنى كما يعرفه الراسخون . . . ))
وقال الشيخ محمد عبده : (( وقد ذهب كثير من المقلدين الذين لا يعقلون ما النبوة ، ولا ينبغي لها إلى أن الخبر بتأثير السحر قد صح . . . . وقال : وهو مما يصدق فيه المشركين : (( إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً )) [ الفرقان : 8 ]
و قد قمنا بالجواب عن ذلك أعلاه.
و حتي لو أنتفت حداثة (سحر النبي) فهذا لا يضرنا.
ثمانية عشر:
أما دعواهم أن السحر من عمل الشيطان والشيطان لا سلطان له على عباد الله لأن الله يقول : (( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان )) سورة الحجر : 42
فنقول :
إن المراد من قوله سبحانه وتعالى : (( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان )) أي في الاغواء والإضلال فالسلطان المثبت للشيطان هو سلطان إضلاله لهم بتزينه للشر والباطل وإفساد إيمانهم ، فهذه الآية كقوله سبحانه وتعالى حكاية عن الشيطان في مخاطبته رب العزة : (( لأغونهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين )) ولا ريب ان الحالة التي تعرض لها الرسول صلى الله عليه وسلم لا تنطبق عليها هذه الآية الكريمة .
ولا شك أن اصابة الشيطان للعبد الصالح في بدنه لا ينفيه القرآن ، وقد جاء في القرآن ما يدل على إمكان وقوعها ، ومن ذلك قول أيوب عليه السلام في دعائه ربه : (( أني مسني الشيطان بنصب وعذاب )) سورة ص : 41
وموسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل ، وقد خيل إليه عندما ألقى السحرة عصيهم أنه تسعى : (( فأوجس في نفسه خيفة موسى )) سورة طه : 67 فهذا التخيل الذي وقع لموسى يطابق التخيل الذي وقع للرسول صلى الله عليه وسلم ، إلا ان تأثير السحر كما قررنا لا يمكن أن يصل إلي حد الاخلال في تلقي الوحي والعمل به وتبليغه للناس ، لأن النصوص قد دلت على عصمة الرسل في ذلك
و نريد أن نسأل النصارى سؤالينً
هل تنكرون علي سيدنا محد نبوته لأنه تم سحره و تقولون أنه منافي للعصمة ثم تقولون علي الرب نفسه أنه صلب و قتل و ضرب؟
ألا تعلمون أن الشيطان تسلط على يسوع طوال 40 يوماً كما جاء في إنجيل متى ابتداءً من الاصحاح الرابع ؟
ألم يذكر الانجيل أن إبليس كان يقود يسوع إلي حيث شاء فينقاد له . فتارة يقوده إلي المدينة المقدسة و يوقفه على جناح الهيكل وتارة يأخذه إلي جبل عال جدا؟ً
========================================================================================
يتبع
يتبع
عدل سابقا من قبل jesus_abdallah في 12th نوفمبر 2009, 1:40 pm عدل 4 مرات